أعلنت رابطة مصنعى وتجار السيارات البريطانية «SMMT» هبوط إنتاج السيارات %38 خلال شهر مارس الماضى، لينزل إلى 79 ألف وحدة مسجلا أدنى مستوى منذ عام 2009 بسبب وباء فيروس كورونا الذى أدى إلى إغلاق المصانع منذ منتصف الشهر الماضى وحتى الآن.
أكدت الرابطة أن صناعة السيارات البريطانية تواجه متاعب خطيرة بسبب الوباء لدرجة أن إنتاجها سينخفض بأكثر من 250 ألف مركبة مع نهاية العام الجارى إلى مليون وحدة بالمقارنة مع أكثر من 1.3 مليون وحدة فى 2019، بينما بلغ إنتاج المصانع البريطانية من السيارات 128 ألف وحدة فى مارس من العام الماضى .
ذكرت وكالة رويترز أن أكبر قطاع تصديرى لبريطانيا والتى يعمل فيها ما يزيد عن 800 ألف شخص ستفقد إنتاجا بقيمة تتجاوز 8 مليارات جنيه استيرلينى (10 مليارات دولار) بسبب كورونا الذى تسبب فى إغلاق المصانع ومعارض البيع، وأرغم المستهلكين على البقاء فى البيوت للحد من انتشار العدوى بالفيروس.
يرى مايك هاويز الرئيس التنفيذى لـ”رابطة «SMMT» أن استئناف خطوط إنتاج السيارات فى المصانع يتطلب حزمة تدابير قوية لتعزيز الصناعة، لا سيما أن شركات السيارات على مستوى العالم حذرت من التحديات الهائلة التى أثرت على إنتاجها ومبيعاتها بسبب الفيروس الذى اجتاح جميع دول العالم طوال الشهور الماضية منذ ديسمبر 2019 .
تتضمن هذه الحزمة إرشادات جديدة للعمال فى المصانع لمواجهة فيروس كورونا وتوفير السيولة النقدية لدفع الأجور وشراء مستلزمات الإنتاج ومساندة العمال الذين حصلوا على إجازات بدون مرتب خلال شهور الحظر وكذلك تشجيع المستهلكين على الشراء من جديد، لا سيما أن صناعة السيارات قوية فى بريطانيا لكنها لم تواجه من قبل مثل هذه التحديات غير المسبوقة الناجمة عن الوباء.
تكافح صناعة السيارات العالمية لا سيما الأوروبية من أجل تنفيذ قواعد الانبعاثات الكربونية التى تشترط تقليل الغازات الهيدروكربونية إلى أقل حد مكن للحفاظ على نقاء الهواء والبيئة، ما أثر سلبا على مبيعات المركبات التى تعمل بالسولار علاوة على التكاليف الباهظة التى تكبدتها شركات عديدة للتحول من المحركات التى تعمل بالوقود التقليدى مثل البنزين إلى المحركات الكهربائية والطاقة المتجددة واستخدام تكنولوجيا القيادة الذاتية.
وطرحت الحكومة البريطانية بعض الخطط لدعم القطاعات الصناعية لكن العديد من الشركات ترى أن هذه الخطط غير كافية خصوصا أن المصانع المغلقة منذ أكثر من أسبوعين لن يتم فتحها مرة أخرى إلا فى النصف الثانى من مايو الجارى بحسب المحللين فى وكالة أوتواناليسيز لبحوث أسواق التصدير البريطانية.
لكن بعض الشركات مثل أستون مارتين للسيارات الرياضية الفاخرة أعلنت عن استئناف العمل فى مصنعها بمدينة ويلز الأسبوع القادم الذى سينتج باكورة سياراتها الرياضية متعددة الأغراض وكذلك شركة بنتلى للسيارات السوبر فاخرة ستبدأ تشغيل مصنعها على مراحل اعتبارا من 11 مايو.
أما جاجوار لاند روفر أكبر شركة منتجة للسيارات فى بريطانيا فسوف تبدأ الإنتاج فى أحد مصانعها المحلية من يوم 18 مايو بينما جهزت شركة نيسان اليابانية التى تشغل أكبر مصنع فى بريطانيا إجراءات الأمن والسلامة ولكنها لم تحدد حتى الآن موعد استئناف العمل.