أعلنت رابطة صناعة أشباه الموصلات «SIA» أن مبيعات القطاع على مستوى العالم صعدت بأكثر من %17.8 خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام الجارى لتتجاوز 123.1 مليار دولار بالمقارنة مع الشهور المقابلة من العام الماضى بقيادة الشركات الأمريكية التى قفزت إيراداتها بما يقرب من 98 % بينما زادت إيرادات بقية شركات أشباه الموصلات فى العالم بحوالى 67 %.
وقفز إجمالى إيرادات كبرى شركات أشباه الموصلات العالمية إلى أكثر من 83 مليار دولار خلال الربع الأول من العام الجارى بزيادة %15.3 عن مثيلتها خلال الربع المناظرمن العام الماضى برغم شكاوى العديد من الصناعات بقيادة قطاع السيارات من العجز الشديد فى إنتاجها من الرقائق بسبب فيروس كورونا الذى تسبب فى إغلاق العديد من المصانع والشركات وقطع سلاسل التوريدات خلال عام الوباء.
وذكرت مجلة «فوربس» أن أكبر 8 شركات أشباه موصلات فى العالم تمثلها على الترتيب من حيث الإيرادات «إنتل» الأمريكية وسامسونج إلكترونيكس الكورية الجنوبية وتايوان سيميكونداكتور TSMC وكوالكوم الأمريكية وهاينيكس الكورية الجنوبية و برودكوم ومايكرون تيكنولوجى الأمريكيتين وASML هولدينج الهولندية.
انتعاش إيرادات الشركات الثمانية
وانتعشت إيرادات هذه الشركات الثمانية خلال الربع الماضى بقيادة «إنتل» التى حققت إيرادات بأكثر من 19.7 مليار دولار وبعدها شركة سامسونج التى زادت إيراداتها بحوالى %8 لتتجاوز 17 مليار دولار ثم شركة سيميكونداكتور التايوانية بإيرادات اقتربت من 12.9 مليار دولار لتحتل المركز الثالث بينما ظهرت شركة كولكوم الأمريكية فى المركز الرابع بأكثر من 8.2 مليار دولار.
وتفوقت شركة هاينيكس الكورية الجنوبية التى احتلت المركز الخامس بإيرادات تجاوزت 7.6 مليار دولار على الشركتين الأمريكيتين برودكوم ومايكرون اللتين حلتا فى المركزين السادس والسابع بحوالى 6.6 مليار دولار و5.7 مليار دولار على الترتيب فى حين تذيلت قائمة الثمانية الكبار شركة “ASML” بما يزيد عن 5.3 مليار دولار.
كانت وكالة “ستاندرد آند بورز جلوبال” الأمريكية لأبحاث الأسواق المالية أعلنت الشهر الماضى أن انفجار الطلب على الرقائق وتعطل الإنتاج فى العديد من المصانع، علاوة على نقص التوريدات كل ذلك أدى إلى عجز حاد فى المعروض من الرقائق المطلوبة من العديد من الصناعات سواء إنتاج السيارات أو الشركات التى تعتمد بشدة على أشباه الموصلات ومنها الموبايلات الذكية والكمبيوترات وغيرها من الأجهزة الإكترونية السمارت.
إنتل
تراجعت إيرادات شركة إنتل الأمريكية بنسبة طفيفة بلغت أقل من %1 خلال الربع الأول من العام الجارى لتقترب من 19.7 مليار دولار انخفاضا من 19.8 مليار دولار خلال نفس الربع من العام الماضى مع تزايد الطلب على منتجاتها التكنولوجية المتطورة ومنها رقائق أشباه الموصلات التى تشهد عجزا شديدا فى أنحاء العالم.
ومع ذلك هبط صافى أرباح “إنتل” بحوالى %41 خلال الربع الماضى لينخفض إلى 3.4 مليار دولار بالمقارنة مع 5.7 مليار دولار خلال الربع نفسه من عام الوباء بسبب هبوط مبيعات مجموعة مركز البيانات “DCG” بأكثر من 20 % لتنزل إلى حوالى 5.6 مليار دولار وبرغم الطلب القوى على أجهزة الكمبيوتر والذى ارتفع بحوالى %38 خلال الفترة نفسها وارتفاع مبيعات “نوتبوك” لتسجل مستوى قياسيا جديدا للشركة الأمريكية وكذلك تحقيق إيرادات بأكثر من المتوقع لمجموعة إنترنت الأشياء “IOTG” وموبايلى التى سجلت إيرادات قياسية جديدة خلال الربع الماضى.
وتوقع بات جيلسينجر المدير التنفيذى لشركة “إنتل” ارتفاع الإيرادات إلى 77 مليار دولار خلال العام الجارى، ولكن ذلك يعتمد على ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية وحالة البنية التحتية فى البلاد التى يعمل فيها عملاء الشركة الأمريكية أو الموردين لمنتجاتها ومنها حدوث ركود أو تباطؤ فى النمو أو نزاعات عسكرية أو مخاطر أمنية أومخاوف صحية ومنها وباء كوفيد – 19 أو كوارث طبيعية أو تعطيل فى أنشطة البنية الأساسية.
وكانت إيرادات “إنتل” ارتفعت بحوالى %8 لتزداد إلى 77.9 مليار دولار خلال العام الماضى مقارنة مع 72 مليار دولار فى عام 2019 مع تزايد الطلب على منتجاتها فى عام الوباء ولكن صافى الإيرادات تراجع بحوالى %1 إلى 20.9 مليار دولار من 21 مليار خلال العامين المقابلين.
سامسونج إلكترونيكس
شهدت شركة سامسونج إلكترونيكس الكورية الجنوبية ارتفاعا فى الإيرادات بنسبة 8 % خلال الربع الأول من هذا العام لتصل إلى مايزيد عن 10 تريليونات وان (17.1 مليار دولار) مقارنة مع ما يقرب من 17.64 تريليون وان (15.8 مليار دولار خلال الربع المناظرمن عام 2019 قبل اكتشاف فيروس كورونا.
ويمثل نشاط أشباه الموصلات للشركة الكورية الجنوبية أكثر من 29 % من إجمالى إيرادات سامسونج التى بلغت 65.39 تريليون وان (58.42 مليار دولار) خلال الربع الماضى وانكمشت إيرادات تشغيل هذا النشاط بحوالى 15.6 % لتنخفض إلى 3.03 مليار وان من 3.59 مليار وان خلال الربع الأول من العام الماضى.
وارتفعت إيرادات قسم رقائق الذاكرة بالشركة الكورية الجنوبية بأكثر من المتوقع بفضل الطلب القوى من شركات الكمبيوتر والموبايلات غير أن الأرباح انخفضت بسبب تزايد التكاليف المبدئية المرتبطة باستيراد التكنولوجيا المتطورة وبنقص التوريدات ولكن “سامسونج” تتوقع تحسن الأرباح هذا العام مع الطلب القوى من شركات الكمبيوتر والخوادم والشاشات والموبايلات.
«سيميكونداكتور» التايوانية
تقدمت إيرادات شركة “سيميكونداكتور” بأكثر من %16.7 خلال الربع الماضى لتزيد عن 12.9 مليار دولار بالمقارنة مع 11.1 مليار خلال الربع المقابل من عام الوباء، كما زاد صافى ربحها بحوالى %19.4 إلى 4.98 مليار دولار من 4.187 مليار دولار خلال الفترة المناظرة بدعم من الطلب القوى على الموبايلات السمارت.
وتتوقع الشركة التايوانية أن تترواح الإيرادات خلال الربع الحالى بين 12.9 مليار دولار و13.2 مليار دولار مع استمرار الطلب على هذه الموبايلات بعد أن قفزت الإيرادات خلال العام الماضى بحوالى 25.2 % لتتجاوز 48 مليار دولار بينما صعد صافى الربح بأكثر من %50 لتصل إلى ما يزيد عن 18.57 مليار دولار.
وانتعش صافى ثروة الملياردير موريس شانج رئيس مجلس إدارة شركة “سيميكونداكتور” والبالغ من العمر 89 سنة بحوالى %133 لتصل إلى 2.8 مليار دولار فى أبريل الماضى من 1.2 مليار دولار فى الشهر المقابل من العام الماضى ليحتل المركز 1111 فى قائمة مجلة “فوربس” لأثرياء العالم.
كوالكوم
قفزت إيرادات شركة “كوالكوم” الأمريكية بنسبة واضحة بلغت %62 لترتفع إلى 8.2 مليار دولار خلال الربع الأول من السنة المالية الحالية الذى بدأ 27 سبتمبر 2020 وانتهى 27 ديسمبر 2020 بالمقارنة مع 5.1 مليار دولار خلال الشهور المناظرة من السنة المالية الماضية، كما قفز أيضا صافى الربح بنسبة 165 % ليرتفع إلى 2.455 مليار دولار من 925 مليون دولار خلال الفترة نفسها بفضل الطلب القوى على مكونات الجيل الخامس G5 فى الموبايلات، والنمو المتزايد للسيارات الكهربائية وذاتية القيادة التى تحتاج لمكونات تكنولوجية متقدمة ومتطورة والتى أدت إلى انتعاش نشاط الرقائق التى تنتجها الشركة الأمريكية التى تبدأ سنتها المالية من 28 سبتمبر وتنتهى 26 سبتمبر من العام التالى.
«هاينيكس» الكورية الجنوبية
شهدت أيضا شركة «هاينيكس» وهى الثانية بين هذه الشركات الثمانية ارتفاعا بنسبة 18 % فى إيراداتها خلال الربع الأول من العام الجارى لتصل إلى 7.6 مليار دولار من 6.5 مليار بالربع المقابل من عام الوباء بينما قفز صافى ربحها بحوالى %53 ليتجاوز 891 مليون دولار من 583 مليونا خلال نفس الفترة.
وأكدت الشركة أن انتعاش الإيرادات والأرباح يرجع إلى تحسن ظروف السوق وتزايد الطلب منتجات الرقائق اللازمة للكمبيوتر والموبايلات وانخفاض التكاليف مما جعلها تعبر عن تفاؤلها فى استمرار الانتعاش خلال الربع الحالى أيضا مع الطلب القوى على رقائق الذاكرة التى ساعدت على زيادة إيراداتها بحوالى %18 العام الماضى لتصل إلى 28 مليار دولار من 24 مليار دولار فى عام 2019 وزيادة صافى الأرباح بنسبة %137 من 1.8 مليار دولار إلى 4.27 مليار دلار خلال هذين العامين.
«برودكوم» الأمريكية
حققت شركة “برودكوم” نموا فى الإيرادات بأكثر من %14 خلال الربع الأول من السنة المالية الحالية لها والذى انتهى 31 يناير الماضى لتصل إلى 6.6 مليار دولار مقارنة مع 5.8 مليار بالربع المناظرمن السنة المالية السابقة، بينما قفز صافى الربح بنسبة %258 إلى 1.378 مليار دولار من 385 مليون دولار خلال الفترة نفسها بسبب تسارع التحول الرقمى الذى صاحب تداعيات جائحة (كوفيد -19).
وبرغم التحديات الناجمة عن استمرار وباء كورونا خلال العام الماضى والشكوك التى تعرضت لها الاقتصادات الكلية “الماكرو” فإن إيرادات برودكوم زادت بحوالى %6 خلال سنة 2020 المالية لتتقدم إلى 23.88 مليار دولار من 22.59 ملياردولار فى سنة 2019 المالية، كما صعد صافى ربحها من 2.72 ملياردولار إلى 2.96 مليار دولار خلال الفترة نفسها مع استمرار الطلب القوى على شبكات الحوسبة السحابية والبرود باند من شركات الخوادم .
وتقوم شركة «برودكوم» التى تتخذ من مدينة سان جوزيه بولاية كاليفورنيا مقرا لها بتصميم وتطوير وتوريد مجموعة عريضة من أشباه الموصلات وحلول السوفتوير وتشمل محفظة منتجاتها مراكز بيانات وشبكات وسوفتوير مشروعات وبرودباند ووايرليس ومخازن إلكترونية وصناعية وغيرها.
مايكرون تكنولوجى
أعلنت شركة مايكرون تكنولوجى زيادة قدرها %12.2 فى إيرادات الربع الأول الذى انتهى 3 ديسمبر الماضى لتصل إلى 5.7 مليار دولار من 5.1 مليار بنفس الربع من السنة المالية الماضية بينما قفز صافى الربح بنسبة تجاوزت %63.5 إلى 803 ملايين دولار من 491 مليونا خلال الفترة نفسها مع تزايد الطلب على أسواق أشباه الموصلات وتسارع التحول الرقمى فى الاقتصاد العالمى واستخدام الذكاء الصناعى والجيل الخامس والحوسبة السحابية.
ولكن إيرادات الشركة الأمريكية هبطت خلال السنة المالية الماضية المنتهية 3 سبتمبر من عام 2020 إلى 21.435 مليار دولار مقارنة مع 23.406 مليار خلال سنة 2019 المالية بسبب ارتفاع تكاليف المنتجات المباعة بحوالى %17 إلى 14.883 مليار دولار من 14.704 مليار دولار خلال نفس العامين .
شركة «ASML» الهولندية
قفزت إيرادات شركة “ASML” هولدينج الهولندية بأكثر من %79 خلال الربع الأول من العام الحالى لتصل إلى ما يزيد عن 5.3 مليار دولار مقارنة مع 2.9 مليار دولار خلال الربع نفسه من العام الماضى، كما قفز صافى ربحها بنسبة %241 ليتقدم إلى 1.62 مليار دولار من 474 مليون دولار خلال الفترة نفسها.
وتتوقع الشركة الهولندية صعود إيرادات الربع الحالى إلى قيمة تتراوح بين 4.86 مليار دولار وحتى 5 مليارات دولار بفضل ارتفاع الطلب من العملاء على استخدام تعديلات متطورة للسوفتوير لزيادة الكفاءة بأسرع مايمكن بعد نمو إيراداتها بحوالى %18.6 فى عام الوباء لتصعد إلى 17 مليار دولار بالمقارنة مع 14.33 مليار عام 2019 وارتفاع صافى أرباحها بما يزيد عن %37 إلى 4.316 مليار دولار من 3.148 مليار خلال نفس السنتين.
