أعلنت رابطة مصنعى المركبات الأوروبية EAMA أن مبيعات السيارات الجديدة قفزت خلال أبريل الماضى بنسبة %256 بعد فتح الأنشطة الاقتصادية فى الدول الكبرى مقارنة بنفس الشهر من عام الوباء الذى شهد أدنى مستوى منذ أن بدأت الرابطة فى تجميع بيانات تسجيل السيارات فى عام 1990.
وأكدت رابطة EAMA أنه رغم الانتعاش القوى لمبيعات السيارات الجديدة خلال أبريل الماضى إلا أنها مازالت أقل بحوالى %14 من متوسط المبيعات خلال نفس الشهر طوال العشر سنوات التى سبقت الوباء.
وذكرت وكالة رويترز أن مبيعات السيارات صعدت خلال الأربعة شهور الأولى من هذا العام فى كبرى الدول الأوروبية بقيادة إيطاليا التى قفزت فيها بأكثر من %68 ثم فرنسا بنسبة 51 % وبعدها بريطانيا بحوالى %16 وأخيرا ألمانيا 7.8 % .
وتصدرت مجموعة ستيللانتيس الأوروبية الأمريكية التى تضم شركات فيات الإيطالية وبيجو الفرنسية وكرايسلر الأمريكية مبيعات السيارات خلال الأربعة شهور الأولى من العام الجارى بارتفاعها بأكثر من 33 % رغم أن رئيسها التنفيذى ريتشارد بالمر حذر من هبوط الإنتاج خلال الشهور القادمة وربما حتى العام المقبل بسبب نقص أشباه الموصلات على مستوى العالم والذى أثر سلبا على معظم الصناعات من المركبات حتى الكمبيوتر والموبايلات.
وتتوقع شركة اليكسبارتنرز للاسشارات المالية والاقتصادية أن تخسر صناعة السيارات الأوروبية حوالى 110 مليارات دولار أو ما يعادل تقريبا ضعف توقعاتها السابقة فى بداية العام الحالى والتى بلغت 61 مليار دولار بسبب انخفاض معروضها الناجم عن أزمة أشباه الموصلات ليقل الإنتاج العالمى من السيارات بحوالى 3.9 مليون وحدة.
كما توقعت مجموعتا فولكس فاجن الألمانية وستيللانتيس أكبر منتجتين للسيارات فى أوروبا أن يكون العجز فى أشباه الموصلات خلال الربع الحالى أشد حدة مما كان فى الشهور الثلاثة الأولى من هذا العام.
ومع ذلك فقد زادت مبيعات السيارات الجديدة فى بريطانيا بأكثر من %3000 فى أبريل الماضى مع إعادة فتح وكالات البيع أمام الجمهور لتبلغ حوالى 142 ألف وحدة ارتفاعا من 4321 سيارة فقط من نفس الشهر العام الماضى لتسجل أدنى مستوى شهرى منذ فبراير 1946 بسبب إغلاق المصانع ومعارض البيع نتيجة فيروس كورونا.
وأعاد وكلاء البيع فى إنجلترا فتح أبوابهم أمام الجمهور اعتبارا من 12 أبريل الجارى مع تسهيل عمليات التسليم والدفع عبر الإنترنت كما واصلت المصانع العمل مع فرض إجراءات للسلامة لمنع انتشار مرض كوفيد19-.
كانت مبيعات السيارات الأوروبية صعدت فى شهر مارس الماضى بما يزيد عن %63 لتصل إلى 1.39 مليون سيارة جديدة لتسجل أعلى معدل منذ يونيو من عام ماقبل الوباء مقارنة بنفس الشهر من العام الماضى، لتعوض البداية الضعيفة فى مطلع العام الجارى فى الوقت الذى لاتزال قيود مكافحة فيروس كورونا تلقى بظلالها على الأسواق الرئيسة لتصل نسبة نمو المبيعات حوالى %1 فقط خلال الربع الأول من العام الحالى.
ومن الشركات الأخرى التى تأثرت بنقص المعروض من أشباه الموصلات شركة فولفو التى أعلنت مؤخرا أن إنتاجها ربما يهبط بحوالى 70 ألف إلى 100 ألف سيارة مع نهاية العام الجارى حيث تعتمد صناعة السيارات على الرقائق فى مكونات عديدة منها إدارة المحركات بالكمبيوتر وتحقيق وفورات أفضل لاستهلاك الوقود وحتى الأدوات التى تساعد فى القيادة مثل الفرامل عند الحالات الطارئة.
ومن ناحية أخرى قدمت صناعة السيارات الأميركية والنقابة المتحدة لعمال السيارات طلبات للكونجرس لربط تمويل حكومى بمليارات الدولارات لتعزيز إنتاج أشباه الموصلات للمساعدة فى تلبية احتياجات تصنيع السيارات التى اضطرت إلى خفض الإنتاج بسبب نقص الرقائق.