أعلنت الرابطة الصينية لتجار السيارات «CADA» أن مبيعات السيارات المستعملة (السكند هاند) قفزت بأكثر من %30 خلال الـ11 شهرا الأولى من العام الحالى الذى أوشك على الانتهاء لتتجاوز 18.05 مليون وحدة بالمقارنة بنفس الشهور من عام الوباء الذى انتشر فيه العدوى من فيروس كورونا وتسبب فى إغلاق العديد من الأنشطة الاقتصادية.
وتبذل حكومة بكين جهودا مكثفة لتعزيز سوق السيارات المستعملة الوليدة فى الصين إذ إن يزيد حجم مبيعاتها السنوية قليلا عن نصف إجمالى إنتاج المصانع من المركبات الجديدة لتقل كثيرا عن دول مثل ألمانيا والولايات المتحدة حيث تبلغ مبيعات السيارات المستعملة أكثر من ضعف مبيعات السيارات الجديدة.
وذكرت وكالة بلومبرج أنه يوجد أكثر من 270 مليون سيارة تسير فى أنحاء الصين ولكن هذا العدد أقل كثير ا بالنسبة لتعداد السكان، كما جاء فى دراسة لوكالة «ماكينزى» لأبحاث الأسواق الاقتصادية والتى اكتشفت أن هناك 173 سيارة فقط لكل 1000 نسمة فى الصين بينما يملك كل 1000 أمريكى 837 سيارة داخل الولايات المتحدة.
وأوضحت رابطة «CADA» أن مبيعات السيارات الكهربائية أو «الهجين» زادت العام الماضى إلى 47 ألف وحدة ولكن هذا الحجم لايزال ضئيلا نسبيا مقارنة مع إجمالى مبيعات السيارات التى تعمل بالوقود التقليدى، ولكنها تقترب من ضعف مثيلتها فى عام 2017 ومن المتوقع أن تواصل النمو السريع مع اتجاه حكومة بكين لتعزيز إنتاج وبيع السيارات الكهربائية الجديدة والمستعملة للتخلص من العوادم الكربونية والمحافظة على نقاء الجو ونظافة البيئة وخصوصا فى المدن التى ينتشر فيها الضباب الدخانى من المصانع والسيارات التى ينبعث منها الانبعاثات الملوثة للهواء.
وحاولت «CADA» أثناء مؤتمر تعزيز مبيعات السيارات المستعملة الذى انعقد فى مدينة «هايكو» فى بداية الشهر الحالى مساعدة تجار السيارات على تقييم السيارات الكهربائية المستعملة تقييما دقيقا لتسهيل بيع هذه السيارات التى تعمل بالوقود المتجدد الذى لا ينبعث منه أى عوادم كربونية.
تدابير تحفيزية لتشجيع بيع المستعملة
وأصدرت سلطات بكين تدابير تحفيزية لتشجيع بيع السيارات المستعملة، ومنها قرارات لخفض الضرائب على السيارات المستعملة خصوصا الكهربائية وإزالة الحواجز التى تمنع بيع السيارة خارج المدينة المسجلة فيها لتيسير نقل الملكية من مدينة لأخرى.
وتتميز السيارات الكهربائية المستعملة بأنه لم يمر عليها أكثر من ثلاث سنوات لدرجة أن أكثر من %67 من تلك السيارات استعملها أصحابها لفترات تقل عن ثلاث سنوات وتراوح السعر المعتاد للسيارة بين 100 ألف يوان (15.7 ألف دولار) و150 ألف يوان وفقا لرابطة «CADA» .
وأكدت شركة «بكين جينج زينجو» المتخصصة فى تقييم أسعار المركبات الكهربائية أن إنتاج شركة «لى أوتو» من السيارات الكهربائية يحتفظ بحوالى %80 من قيمتها بعد استعمالها لمدة سنة كاملة وبعدها سيارات شركة «نيو» التى تباع مستعملة بنسبة 77% من سعرها الأصلى، بينما جاءت موديلات شركة تسلا الأمريكية بنسبة %74 من سعرها الأصلى عندما يتم بيعها مستعملة فى الصين بعد مرور سنة من السير بها.
«تسلا Model 3» و«إيكسبينج P7»الأكثر انتشارا
وتعد سيارات تسلا من موديلات Model 3 وإيكسبينج P7 من أكثر السيارات المستعملة متوسطة الحجم انتشارا فى السوق الصينية ويليها سيارات هونج جوانج المينى التى تنتجها شركة «سايك جنرال موتورز وولينج أوتوموبيل» والتى يبلغ سعر الواحدة الجديدة منها 5 آلاف دولار ولكنها بعد مرور 12 شهرا من استعمالها يمكن بيعها بحوالى %83 من هذا السعر.
أما بالنسبة لإجمالى مبيعات سيارات الركوب ومنها السيدان والمركبات الرياضية، والمركبات متعددة الأغراض فى الصين فقد زادت بأكثر من %6 خلال ال 11 شهرا الأول من العام الحالى لتتجاوز 20 مليون وحدة بالمقارنة مع الشهور المقابلة من العام الماضى ولكنها تراجعت بنسبة 12.7 % فى نوفمبر الماضى لتنزل إلى 1.82 مليون وحدة بالمقارنة بنفس الشهر من عام الوباء.
وترى رابطة«CADA» أن تدابير مكافحة الوباء الفعالة التى نفذتها حكومة بكين خلال شهر نوفمبر الماضى ساعدت على تعزيز انتعاش الاستهلاك وعلى تسهيل إمدادات رقائق أشباه الموصلات وزيادة الإنتاج وتشجيع المبيعات غير أن مبيعات السيارات الفاخرة هبطت فى نوفمبر الماضى بنسبة 19 % على أساس سنوى لتنخفض إلى 210 آلاف وحدة، مقارنة مع الرقم المسجل فى أكتوبر الماضى الذى ارتفعت خلاله المبيعات بأكثر من %17 .
ارتفاع «الكهربائية» إلى %60 من «التقليدية»
وتتوقع رابطة «CADA » ارتفاع مبيعات السيارات العاملة بالطاقة الجديدة لاسيما الكهربائية فى الصين إلى حوالى %60 من إجمالى مبيعات السيارات بحلول عام 2035، وربما أكثر من 70 % بعد ذلك العام حيث تواصل الشركات العمل بنشاط لضمان توزيع البطاريات لهذه السيارات التى تعمل بالطاقة الخضراء.
وأشارت«CADA» إلى أن وسائل النقل من السيارات والمركبات المختلفة تعد مصدراً هائلا لانبعاثات غازات الاحتباس الحرارى التى تُشكل فى قطاع النقل ما بين %20 إلى %25 فى أوروبا والولايات المتحدة وغيرها من الاقتصادات المتقدمة ولكنها فى الصين تمثل حوالى %10 حاليا وتركز الحكومة الصينية على تحقيق هدف خفض الكربون فى مجال النقل من خلال تطوير سيارات الطاقة الجديدة التى ستصبح المفتاح السحرى لتحقيق التحول الأخضر وتطوير صناعة السيارات عديمة الانبعاثات الكربونية.
صعود «الكهربائية» فى نوفمبر
وأظهرت نتائج البيانات الصادرة عن جمعية سيارات الركاب الصينية أن مبيعات السيارات العاملة بالطاقة الجديدة فى البلاد ارتفعت فى شهر نوفمبر الماضى لتدفع سوق السيارات فى البلاد لتسريع اتجاهها نحو التحول الأخضر لتصل المبيعات الإجمالية إلى أكثر من 378 ألف سيارة تعمل بالطاقة الجديدة فى الصين، مرتفعة بنسبة %122.3 مقارنة مع الشهر نفسه من عام الوباء وحوالى %20 بالنسبة لشهر أكتوبر من هذا العام.
وارتفعت حصة العلامات التجارية لسيارات الركاب الصينية فى السوق المحلية خلال شهر نوفمبر الماضى بأكثر من %7 ليصل حجم مبيعات السيارات ذات العلامات التجارية الصينية حوالى 1.02 مليون سيارة مقارنة مع الشهر ذاته من العام الماضى، بينما زاد حجم مبيعاتها بنسبة %25.1 لتسجل 8.4 مليون وحدة خلال الفترة ما بين شهرى يناير إلى نوفمبر من العام الجارى مقارنة مع الشهور المقابلة من عام الوباء.
أما شركة «BYD» الصينية الرائدة فى إنتاج المركبات الكهربائية فقد ارتفعت مبيعاتها إلى حوالى 91 ألف وحدة خلال شهر نوفمبر الماضى تليها مبيعات وحدة تسلا الأمريكية فى الصين بما يقرب من 53 ألف سيارة ولكنها صدرت أكثر من 21 ألف وحدة خارج الصين.