توقعت شاذيا سيد، رئيس مجلس الإدارة، المدير التنفيذى لشركة يونيليفر شمال أفريقيا، أن ترتفع استثمارات شركتها العام المقبل، خاصة أن هناك أكثر من مشروع لتصنيع منتجاتها فى مصر، مضيفةً فى حوارها مع «المال» عبر البريد الإلكترونى، أن حجم استثماراتها فى السوق المحلية حاليًا 7 مليارات جنيه تقريبا، منها مليار تم ضخها العام الماضى 2020، رغم جائحة كورونا.
وأكدت شاذيا سيد أن مصر لديها فرصة كبيرة فى جذب استثمارات صناعية خلال الفترة المقبلة، خاصة أن الأزمة الحالية التى تمر بها الصين ومشكلات سلاسل الإمداد التى أثرت على العديد من الشركات لتوفير احتياجاتها سوف تدفعها إلى توزيع وتنويع مصادر التصنيع والحصول على المنتجات والسلع والتوجه نحو عدد مراكز تصنيع بدلًا من مركز واحد.
وإلى نص الحوار…
قالت شاذيا سيد، إن يونيليفر العالمية قررت منتصف 2021 أن تضم وحدة أعمال مصر والسودان وأعمال المغرب وتونس والجزائر فى كيان واحد تحت مسمى يونيليفر شمال أفريقيا، ويكون المركز الرئيسى له مصر، مضيفة أن هذه الخطوة تدل على ثقة الشركة فى الاقتصاد المصرى.
وبخصوص حجم استثمارات يونيلفر فى مصر حاليًا وخططها التوسعية خلال العام المقبل لتقديم منتجات جديدة، قالت إن حجم استثماراتها محليًا يبلغ تقريبا 7 مليارات جنيه، منها 1 مليار جنيه تم ضخها عام 2020 بالرغم من جائحة كورونا.
وأضافت أن الشركة تستثمر سنويًا فى مصر أكثر من 200 مليون جنيه، لتحديث خطوط الإنتاج وعمل توسعات بمصانعها محليًا، متوقعةً أن ترتفع استثماراتها العام القادم أكثر من ذلك، خاصةً أن هناك أكثر من مشروع لتصنيع منتجاتها بالسوق المحلية، منها على سبيل المثال وليس الحصر البدء فى تصنيع صابون «دوف» بعد أن كانت تقوم باستيراده من الخارج.
كما ستقوم أيضا بتصديره إلى أسواق المنطقة، وهو ما سوف يتطلب استثمارات وتوسعات جديدة فى مصانعها فى مصر، إضافة إلى عدد من المشروعات الأخرى الجارى دراستها حالياً. كما قامت الشركة بإنشاء مركز خدمات إقليمى لخدمة أكثر من 50 دولة للاستفادة من القوة العاملة والمؤهلة والتكلفة التنافسية فى مصر، وأشارت أن هذا المركز وفر أكثر من 100 وظيفة حتى الآن فى هذه المرحلة.
وقالت شاذيا سيد إن هذا العام –بالتأكيد- أفضل من العام السابق؛ نظرًا لظروف جائحة كورونا، مضيفةً: نحن فى آخر شهر فى العام وحتى الآن نسير بشكل جيد، وقد ارتفع حجم مبيعات الشركة مقارنة بالعام الماضى، وهو ما يدل على زيادة النشاط الاقتصادى والتعافى من الآثار السلبية لأزمة الجائحة.
وتابعت أنه بحكم عملها ومتابعة المؤشرات الاقتصادية فى دول شمال أفريقيا فقد أظهر الاقتصاد المصرى مدى قوته خلال تلك الجائحة بشهادات المؤسسات الدولية، مشيرةً إلى أنه يعد الاقتصاد الوحيد الذى حقق نموًا فى 2020، مقارنة بدول المنطقة، وهو نتيجة نجاح برنامج الاصلاح الاقتصادى والقرارات الجريئة التى اتخذتها الحكومة المصرية من تحرير سعرى الصرف والوقود.
وأضافت أنها ترى أن العام المقبل 2022 سيكون به العديد من التحديات نتيجة ظروف الاقتصاد العالمية، وما تمر به سلاسل الإمداد والتموين وزيادرة أسعار المواد الخام وتكلفة الشحن والتضخم العالمى، وهو ما يتطلب العمل والتخطيط بشكل مختلف، آملةً أن يكون عامًا جيدًا، ويشهد مواصلة النمو فى السوق المصرية.
وقالت إنها وصلت لمصر منذ عدة أشهر، وترى حجم الأعمال والاستثمارات فى البنية التحتية والطرق، وهى مهمة جدًا لاستمرار النمو الاقتصادى الذى تشهده البلاد منذ عدة سنوات، مضيفةً أنها أجرت عددا من المقابلات مع المسئولين، ولمست مدى الاهتمام بتحسين بيئة الأعمال وحل أية تحديات تواجه الشركات لزياة حجم أعمالها واستثماراتها فى السوق المصرية.
وأكدت أن مصر لديها فرصة كبيرة فى جذب استثمارات صناعية كبيرة خلال الفترة القادمة، خاصة أن الأزمة الحالية التى تمر بها الصين ومشكلات سلاسل الإمداد، والتى أثرت على العديد من الشركات لتوفير احتياجاتها سوف تدفعها إلى توزيع وتنويع مصادر التصنيع والحصول على المنتجات والسلع والتوجه نحو عدد مراكز تصنيع بدلا من مركز واحد.
وأشارت إلى أن الشركات تنظر إلى مصر على أنها أهم المقاصد الاستثمارية فى المنطقة، خاصة أن القوة التى أظهرها الاقتصاد المصرى خلال جائحة كورونا دليل على ما يمتلكه هذا الاقتصاد، كما أن الخطوات التى اتخذتها الدولة لمساندة مجتمع الأعمال بلا شك ساعدت العديد من الشركات على الاستمرار فى أعمالها.
وتابعت شاذيا سيد: إنه حاليًا مع تعافى الاقتصاد العالمى سوف تقوم كل الدول بجهود حثيثة لجذب مزيد من الاستثمارات إليها، وهنا أرى أن استمرار الحوار بين الحكومة والقطاع الخاص فى حل التحديات التى تواجة مجتمع الاعمال هو أمر هام جدا.
وأكدت أن أهم ما يميز مصر هو شبكة الاتفاقات التجارية الكبيرة التى تمتلكها وهى واحدة من أهم نقاط قوة الاقتصاد المصرى، مشيرةً إلى أنه يجب تحسين عملية الإفراج الجمركى وتسهيل حركة التجارة الخارجية لتحقيق أقصى استفادة من تلك الاتفاقات وزيادة الصادرات المصرية.
وأوضحت أن «يونيليفر» شركة إنجليزية وواحدة من أكبر 5 شركات فى العالم تعمل فى مجال السلع الاستهلاكية السريعة بقطاعات الصناعات الغذائية ومنتجات التجميل والعناية الشخصية ومنتجات العناية المنزلية، ويستهلك منتجاتها أكثر من 2 مليار شخص يوميا فى أكثر من 190 دولة.
ولفتت إلى أن الشركة الإنجليزية تتواجد فى مصر منذ قرابة 30 عامًا، ويعمل بها محليًا أكثر من 23 ألف عامل، وموظف بوظائف مباشرة وغير مباشرة.
وأضافت أن الشركة تمتلك فى مصر 5 مصانع 3 بالسادس من أكتوبر و2 ببرج العرب، ويبلغ حجم إنتاجها 180 ألف طن سنوياً من كل منتجاتها، وتصدر %50 من الإنتاج إلى أكثر من 45 دولة بقيمة 200 مليون دولار سنويا.
وشركة يونيليفر هى المالكة للعديد من العلامات التجارية العالمية، ومن أشهرها (كنور – دوف – أكس – ريكسونا – سيجنال – لوكس – صن سيلك – كلوز أب – كومفرت- صن لايت – لايف بوى).