رئيس هيئة الاستثمار : القارة الإفريقية أثبتت قدرتها على الصمود أمام أزمة كورونا

في كلمته، بحضور المهندس مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء،

رئيس هيئة الاستثمار : القارة الإفريقية أثبتت قدرتها على الصمود أمام أزمة كورونا
أحمد عاشور

أحمد عاشور

3:08 م, الجمعة, 11 يونيو 21

قال المستشار محمد عبد الوهاب، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، إن تنظيم المنتدى الأول لرؤساء هيئات الاستثمار الإفريقية يأتي في إطار حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على مد جُسور التعاون بين مصر وأشقائها في القارة وتعزيز عَلاقات التشاور والتنسيق في كل المجالات، خاصةً المجالات الاقتصادية والعمل على زِيادة المشروعات المشتركة التي تُسهم في تلبية تطلعات كل الشعوب الإفريقية.

وأكد، في كلمته، بحضور المهندس مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن ذلك  يدعونا إلى أهمية تنسيق الجهود المخلصة لتدعيم أواصر التعاون الدائم والمثمر بهدف جذب المزيد من الاستثمارات للقارة الإفريقية وتشجيع الشراكات بين القطاعين الخاص والحكومي كقاطرة لتحقيق معدلات التنمية المأمولة لدول القارة.

وأوضح عبد الوهاب أن المنتدى يكتسب أهمية خاصة، حيث يأتي في ظل ظروف ومتغيرات استثنائية فرضتها جائحةُ كورونا والتي وضعت كل شعوب العالم أمام لحظة تاريخية حاسمة وتحدد مستقبل الأجيال المقبلة، كما أنها تفرض واقعًا جديدًا قد يغير هيكل وملامح الاقتصاد العالمي.

وتابع أنه رغم تلك التداعيات على الدول الإفريقية فإن هناكَ بوادرَ ومؤشراتٍ إيجابية على دخول القارة دائرة التعافي، حيث أشارت التوقعات الدولية إلى تحقيق الاقتصاد الإفريقي معدلاتِ نمو إيجابية خلال العام الحالي قد تصل إلى 3.4%، وهو ما يدل على قدرة الاقتصادات الإفريقية على الصمود أمام الأزمات العالمية وتحقيق معدلات إيجابية للنمو.

وأكد عبد الوهاب أن تلك التحديات تضع هيئات الاستثمار أمام مسئولياتٍ جسيمة، وذلك انطلاقًا من دورِها الفاعل كمحركٍ رئيسي للتنمية، كما تتطلب إعادةَ النظر في ترتيب الأهمية النسبية للقطاعات الاقتصادية المستهدفة، حيث تصدَّر قطاعا الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والرعاية الصحية قائمةَ الأولويات، وكذا رسم سياسات استثمارية جديدة تقوم على تهيئة بيئة الأعمال الداعمة والمحفزة لدور القطاع الخاص وتعزيز مساهمته في تنفيذ مشروعات مشتركة محلية وعابرة للحدود.

وأشار عبد الوهاب إلى “أننا نؤكد أن تعزيزَ التعاون المشترك بين هيئات الاستثمار الإفريقية وتدعيمَ الروابط الاقتصادية، وترسيخَ مفهوم التكامل بديلًا عن مفهوم المنافسة هو سبيلُنا لإحداث نقلة نوعية في تنمية الاستثمارات والتجارة البينية، خاصة أن قارتَنا الإفريقية تمتلك موارد طبيعية متنوعة وإمكاناتٍ بشرية هائلة”.

ولفت الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار إلى أن التجارب الدولية علمتنا أنه لا مجالَ لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة دون شراكةٍ حقيقية مع قطاعٍ خاص قوي وبغيرِ إجراءات محفزة وضمانات حكومية وأسواق تنافسية ومُناخ جاذب للاستثمار.

ودعا عبد الوهاب رؤساء هيئات الاستثمار وكبار رجال الأعمالِ المصريين إلى تعظيم الفائدة للوصول إلى صيغ واضحة للتعاون تستوعب كل إمكانات وقدرات القارة وتطويرها لتحقيق مستهدفات التنمية.

في السياق نفسه قال عبد الوهاب إن المنتدي سيتناول على مدار الأيام الثلاثة المقبلة عددًا من المحاور الرئيسية تتمثل في دراسة أفضل الممارسات لهيئات الاستثمار الإفريقية من حيث الإصلاحات التشريعية والإجرائية لتيسير الأعمال والحوافز الجاذبة للاستثمارات الأجنبية.

كما يشمل عرض التجارب الرائدة في مشروعات البنية التحتية الإقليمية كوسيلة لربط دول القارة وتحسين قدراتها التنافسية، وسيتم مناقشةُ سُبل تعزيز الشراكة بين القطاع الخاص والقطاع الحكومى لتنمية وتطوير مشروعات مشتركة قادرة على إنعاش الاقتصادات الإفريقية.

فضلًا عن التباحث في شأن سُبل التكامل الإقليميِ وتطوير أوجه التعاون بين التكتلات الاقتصادية الإفريقية في مختلف القطاعات لزيادة قدرتها التنافسية.

وذكر عبد الوهاب أن ما يشهدُه عالَمُنا الآن من تحديات ينبغي أن يشكّل حافزًا إضافيًّا لتعاوننا الوثيق، حيث نتطلع لأن يُسفرَ المنتدى عن نتائجَ عمليةٍ وملموسة تُسهم في تعزيز مكانة القارة على خريطة الاستثمار العالمي بما يلبي مصالحَ شعوب قارتنا الإفريقية.

وأكد، في ختام كلمتها أننا نؤمن جميعًا بقدرتنا على إظهار وجه قارتنا المشرق كموطنٍ للفرص الواعدة ومُنطلَقٍ للتفاؤل وأملٍ للعالم في التنمية لتصبِحَ بحقٍّ قارةَ الفرص لمن أراد أن يغتنم وقارةَ الأمل لمن أراد أن يَحلُمَ بغدٍ مشرق.