أكد عادل عاتق، رئيس مركز مخا اليمني للدراسات الاستراتيجية أن التداعيات الأخيرة لهجمات الحوثيين علي السفن أجبرت الخطوط الملاحية إلي تغيير مساراتها إلي المحيط الأطلسي مما يفقد البحر الأحمر أهميته إذا استمر الاعتماد علي الطرق البديلة الطويلة، مما يشكل خطرا كبيرا علي دول اليمن ومصر والسعودية بشكل خاص.
وقال عاتق إن مضيق باب المندب ليس في وضعه الصحيح ويقع بين اختيارين إما “عسكرته” من قبل القوات الدولية أو بناء شبكة من الموانئ الجديدة والمراكز اللوجستية لخدمة التجارة العابرة به، مطالبا القيادة المصرية بإعادة الأمن إلي منطقة البحر الأحمر وإلحاق الموانئ اليمنية ضمن مبادرة الحزام والطريق.
جاء ذلك خلال تنظيم مركز “المخا” للدراسات الاستراتيجية اليمني ومؤسسة الحوار للدراسات الانسانية بالتعاون مع الصالون البحري ندوة تحت عنوان “طريق الحرير والتجارة الدولية عبر البحر الأحمر.. التحديات والمقاربات، مساء أمس السبت، بحضور الدكتورة مرفت التلاوي الوزيرة السابقة وعدد من خبراء الملاحة.
وقال عاتق إن العلاقة بين باب المندب وقناة السويس هي تاريخ أنساني لامكانة لباب المندب دون قناة السويس لاسيما أن طريق الحرير هو ممر حضاري وتواصل للثقافات لكل الشعوب وليس فقط ممر لتوريد ونقل بضائع.
وقال رئيس مركز مخا اليمني للدراسات إنه لا يمكن بقاء باب المندب والبحر الأحمر فارغا من التجارة بسبب تداعيات القرصنة من جانب وتهديد السفن من جانب آخر من قبل جماعة الحوثي .
الإرياني:”باب المندب والبحرالأحمر” جزء أصيل من مسار طريق الحرير الصيني
كما أكدت السفيرة اليمنية بشري الإرياني أن الممرات الملاحية البحرية وعلي رأسها باب المندب بالبحر الأحمر لا تشكل أهمية اقتصادية للمنطقة العربية وحسب وإنما للاقتصاد العالمي مما يتطلب حمايته والاستفادة منه في تعزيز حركة التجارة الدولية.
وأضافت أن البحر الأحمر وخليج عدن يعدا جزءا أصيلا من مسار طريق الحرير والذي أعلن عنه الرئيس الصيني عام 2013 في ظل المبادرات الإقليمية الصينية.
وأوضحت السفيرة اليمنية أن هناك رؤى عديدة لدي الحكومات اليمنية والسعودية والمصرية بشأن أمن الملاحة بالبحر الأحمر والتي تعتمد علي محورين مهمين الأول ضمانة حرية الملاحة البحرية في تلك المنطقة، والتي تتعلق بمصالح العالم أجمع –علي حد قولها – مما يتطلب وقف أي نشاط يهدد سلامته لافتة إلي أن المحور الثاني هو الإستفادة من المبادرات الإقليمية وأهمها حاليا ” الطريق والحزام”.
كما قال اللواء حمدي لبيب رئيس مؤسسة الحوار للدراسات الانسانية أن محاصرة البحر الأحمر من خلال قوي إقليمية دولية هو محاولة للسيطرة علي المنطقة العربية للحصول علي ثرواتها مما يؤثر علي الأمن القومي لدول المنطقة عامة ومصر خاصة،وذلك من خلال التحكم في الممرات الملاحية والمضايق البحرية وعلي رأسها باب المندب وقناة السويس.
وقال إن منطقة باب المندب تعاني من الجماعات الصومالية، حيث القراصنة مما يخلق العدائيات ضد المنطقة، وبالتالي بناء قواعد عسكرية بالغرب الإفريقي مما يؤثر سلبا علي مبادرة الحزام والطريق الصينية مطالبا بضرورة تحديد التحديات أمام دول المنطقة العربية والإفريقية سواء أقتصادية وسياسية وتحليلها والتعاون المشترك مع روسيا والصين لمواجهتها.