رئيس قسم الشؤون الاقتصادية بالسفارة السويدية فى حوار مع «المال»: مصر أكبر شريك تجارى لنا بالشرق الأوسط وأفريقيا

الشركات السويدية ترى فرصاً كبيرة بالسوق المحلية

رئيس قسم الشؤون الاقتصادية بالسفارة السويدية فى حوار مع «المال»: مصر أكبر شريك تجارى لنا بالشرق الأوسط وأفريقيا
سمر السيد

سمر السيد

10:26 ص, الأربعاء, 23 يونيو 21

تعمل أكثر من 30 شركة سويدية بنشاط فى السوق المصرية حاليًا، وساهمت تلك الشركات فى توفير أكثر من 15ألف وظيفة بصورة مباشرة ، وفق ما قاله فيليكس نوستروم رئيس قسم الشؤون الاقتصادية والثقافية لدى السفارة السويدية بالقاهرة.

وقال نوستروم فى حوار مع «المال»، عبر البريد الالكترونى، إن شركات مثل ABB وAstra Zeneca وEricsson وElectrolux

وIKEA وTetra Pak نفذت استثمارات كبيرة فى مصر خلال العام الماضى خاصةً فيما يتعلق بتنمية الموارد البشرية، مؤكداً أن المميزات التى تمتاز بها مصر وهى اقتصادها الواسع وسوقها المحلية الكبيرة وموقعها الجغرافى الاستراتيجى توفر فرصًا مثيرة للاهتمام أمام الشركات السويدية.

وقال رئيس قسم الشؤون الاقتصادية والثقافية لدى السفارة السويدية بالقاهرة، إن العلاقات التجارية بين القاهرة وستوكهولم تمتاز بأنها علاقات طويلة الأمد، لاسيما وأن مصر تعد أكبر شريك تجارى لبلاده سواء فى الشرق الأوسط أو فى أفريقيا.

الاقتصاد المصرى ضمن عدد قليل من المتوقع أن يسجل نمواً فى السنوات القادمة

أضاف لـ «المال»، أن الاقتصاد المصرى هو أحد الاقتصادات القليلة التى من المتوقع أن تسجل نمواً فى السنوات القادمة، مشيراً إلى أنه بالطبع أثرت أزمة فيروس Covid-19 بشكل قوى على الاقتصاد العالمى ولن يتم حماية أحد من آثارها، لكن مصر تتمتع بقوة اقتصادية وقاعدة اقتصاد كلى للتغلب على هذه الأزمة.

الشركات السويدية ترى فرصاً كبيرة بالسوق المحلية

وتابع أن الإمكانيات التى تمتاز بها مصر وهى اقتصادها الواسع وسوقها المحلة الكبيرة وموقعها الجغرافى الاستراتيجى توفر فرصًا مثيرة للاهتمام أمام الشركات السويدية ، لافتاً إلى أن الكثير من هذه الشركات استثمر بالفعل فى مصر على مدى عدة سنوات.

أكد أن الالتزام المتبادل بين مصر والسويد بأجندة 2030وأهداف التنمية المستدامة تعد حجر الزاوية فى علاقات البلدين الثنائية، مشيراً إلى أن سفارة السويد بالقاهرة تتعاون مع كلا من الحكومة المصرية والمجتمع المدنى والقطاع الخاص بما فى ذلك الشركات السويدية الفعالة فى مصر من أجل التقارب بين البلدين وبناء منصات للتعاون بينهما.

وذكر أن أكثر من 30 شركة سويدية تعمل بنشاط فى السوق المصرية حاليًا، مشيراَ إلى أنه وفقاً لتقديرات السفارة ساهمت تلك الشركات فى توفير أكثر من 15ألف وظيفة بصورة مباشرة.

وقال إن شركات مثل ABB وAstra Zeneca وEricsson وElectrolux وIKEA وTetra Pak نفذت استثمارات كبيرة فى مصر خلال العام الماضى خاصة فيما يتعلق بتنمية الموارد البشرية.

وأضاف أنه من المشجع أيضًا رؤية الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم تؤسس مشروعات لها فى مصر، مشيراً إلى أن من الأمثلة الرائعة على ذلك منصة التجارة الإلكترونية» Brantu» بجانب شركة Oriflame لمستحضرات التجميل التى اعتبرها أيضاً نموذجاً ناجحاً إذ توفر فرص عمل لآلاف النساء المصريات اللائى يقمن ببيع منتجاتها من منازلهن.

ولفت إلى أن شركة «أوريفليم» تعد مثالًا رائعًا على كيفية التزام القطاعين العام والخاص فى السويد بتحقيق المساواة بين الجنسين لاسيما وأن بلاده كانت أول دولة فى العالم تتبنى «سياسة خارجية نسوية» وفقا لقوله، مؤكداً سعادتهم للغاية برؤية العديد من الدول الأخرى تفعل الشيء نفسه الآن.

وأكد أنه بشكل عام ترى الشركات السويدية الكثير من الإمكانات الموجودة فى السوق المحلية كما تشجعها التحسينات التى يتم إجراؤها فى مناخ الأعمال.

التجارة الثنائية بين البلدين ارتفعت بنسبة %23 فى 2020 على الرغم من تفشى جائحة كورونا

وفى سياق متصل، قال إن التجارة الثنائية بين البلدين ارتفعت بنسبة %23 فى العام الماضى 2020 على الرغم من تفشى جائحة كورونا، موضحاً أن الصادرات السويدية الرئيسية تشمل الأخشاب وكذلك منتجات الحديد والصلب ذات الصلة، فضلاً عن الآلات بما فى ذلك السيارات ومعدات الاتصالات.

المقاصد المصرية لا تزال وجهة سياحية مفضلة للسويديين

وقال إن حوالى 100 ألف سويدى كانوا يسافرون عادةً إلى مصر سنوياً قبل تفشى جائحة كورونا، مؤكداً أن المقاصد المصرية لا تزال وجهة سياحية مفضلة للسويديين وتابع أنهم سيعودون إلى زيارتها فى مستقبل ليس ببعيد.

وفيما يتعلق بحجم الاستثمارات السويدية العاملة بالسوق المحلية، قال إن الشركات السويدية نفذت استثمارات كبيرة فى مصر على مدار السنوات الماضية ؛ فعلى سبيل المثال قامت شركات ABB وIKEA وAstraZeneca وElectrolux معًا بخلق أكثر من 6200 فرصة عمل فى السوق المحلية.

أشار إلى أن شركة «إلكترولوكس» وحدها لديها استثمارات تزيد عن 4.5 مليار جنيه وتدير 3 مصانع فى مصر تقوم بتصدير المنتجات إلى 18 دولة فى جميع أنحاء أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط.

ومثال آخر هو شركة أيكيا التى تتوقع أن تصل إيرادتها إلى مليارى جنيه مصرى لهذا العام على الرغم من تفشى جائحة كوفيد -19، كما افتتحت فرعها الجديد فى مول العرب بمدينة السادس من أكتوبر فى مارس من هذا العام.

واستطرد قائلاً بأن شركة Hitachi ABB Power Grids تمتلك بصمة قوية جدًا فى السوق المحلية ولديها مرافق تصنيع تمتد على أكثر من 30 ألف متر مربع فى العاشر من رمضان وتلعب دورًا مهمًا للغاية فى تجديد وتحديث نظام الطاقة فى مصر، مؤكداً أن تلك الشركة ستلعب دورًا رئيسيًا فى تحقيق طموح القاهرة بأن تصبح مركزًا للطاقة فى المنطقة.

قال إنه تم تحويل أعمال شبكة الكهرباء لشركة ABB إلى شركة منفصلة فى العام الماضى، لكن تلك الشركة لها حضور قوى جدًا فى مصر وويعمل حاليا بها حوالى 1500 موظف.

وتابع أن شركة AstraZeneca تتواجد فى سوق الأدوية المصرية منذ عام 1968، وإلى جانب المسؤولية العالمية للشركة لتوفير لقاح كورونا، تعاونت أسترازنيكا مصر مع وزارة الصحة المصرية ومنظمات المجتمع المدنى كجزء من مسؤوليتها الاجتماعية محلياً.

ولفت إلى أن تلك الشركة تدير اليوم منشأة تصنيع بمساحة 6 آلاف متر مربع فى مدينة السادس من أكتوبر، مشيراً إلى أنها استثمرت حوالى 60 مليون دولار أمريكى وتوظف حوالى 700 موظف.

وتابع مستكملاً الحديث عن الشركات السويدية العاملة محلياً : تتواجد شركة «إريكسون» فى مصر منذ القرن العشرين، وهى تواصل الاستثمار ؛ ففى عام 2019، أنشأت الشركة مركزًا للخدمات الرقمية فى القاهرة، ووظفت نحو 35 خريجًا جديدًا فى 2019 و20 خريجاً آخراً فى 2020 وتبلغ متوسط تكاليف التدريب نحو 50 ألف دولار للشخص الواحد، ويعمل بالشركة حالياً حوالى 550 موظفاً فى السوق المصرية.

وأكد أنه من المشجع رؤية المزيد والمزيد من سيارات فولفو فى شوارع مصر، مضيفاً أنه مع وجود العديد من المدن الجديدة التى يتم بناؤها فى مصر هنك حاجة إلى شاحنات من «فولفو» و«سكانيا» لتكون جزءًا من عملية البناء، وبمجرد إنشاء المدن يمكن أن توفر تلك الحافلات من نفس الشركات حلول النقل الحضرى المستدامة والحديثة.

وفيما يتعلق بأى استثمارات سويدية جديدة سيتم الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة، قال إن المجالات ذات الأولوية الحالية للسويد فى مصر تشمل التنقل بما فى ذلك النقل الحضرى وحلول الطاقة المستدامة وعلم الحياة والابتكار، كما أن هذه هى المجالات ذات الأولوية للحكومة المصرية أيضًا، مؤكداً سعادته بمشاركة المعرفة والخبرة السويدية فى هذا المجال مع الأصدقاء المصريين.

أعرب عن سعادته لرؤية أن شركة الرعاية الصحية السويدية الرائدة «Elekta» قد أسست نفسها فى مصر فى يونيو 2020.

الحاجة إلى الابتكار الطبى والتكنولوجى فى مجال الرعاية الصحية أصبحت أمرًا بالغ الأهمية الآن وأكثر من أى وقت مضى

وحول تأثير جائحة كوفيد -19 على تدفقات الاستثمارات السويدية إلى السوق المحلية وأيضًا على المشاريع الموجودة بالفعل وتوسعاتها فى السوق، يرى المسئول السويدى أن الحاجة إلى الابتكار الطبى والتكنولوجى فى مجال الرعاية الصحية أصبحت أمرًا بالغ الأهمية الآن وأكثر من أى وقت مضى.

وأوضح أنه خلال العام الماضى 2020، أجرى مجلس التجارة والاستثمار السويدى (الأعمال السويدية) والسفارة دراسة عن إتجاهات الرعاية الصحية وفرص الاستثمار فى مصر، وسلطت الدراسة الضوء على الإصلاحات الحكومية فيما يتعلق بقطاع الرعاية الصحية.

أكثر من 50 شركة أكدت لمجلس التجارة والاستثمار اهتمامها باستكشاف السوق المصرية

أضاف أن أكثر من 50 شركة سويدية أكدت لمجلس التجارة والاستثمار السويدى وكذلك السفارة اهتمامها باستكشاف السوق المصرية فى هذا الصدد.

التحديات الحالية التى فرضها الوباء ستغير الطريقة التى نؤدى بها أعمالنا.. والتجارة والمدفوعات الإلكترونية من المجالات المرجح ازدهارها

أشار أن التحديات الحالية التى يفرضها تفشى وباء كوفيد -19 ستغير الطريقة التى نؤدى بها أعمالنا التجارية، لافتاً إلى أن التجارة والمدفوعات الإلكترونية تعتبر من المجالات التى من المرجح أن تتقدم وتزدهر فى السنوات المقبلة.

وأضاف أن السويد تقترب من أن تكون أول مجتمع غير نقدى فى العالم، مؤكداً على استعدادهم للدخول فى شراكة مع مصر فى مجالات التوسع المستقبلية السابق ذكرها.

وقال: «لقد أجرينا بالفعل بعض التبادلات والزيارات مع البنك المركزى المصرى فى هذا الصدد».