دراسة ضم أراض بعد الانتهاء من المرحلة الثانية
إنشاء فنادق ومناطق ترفيهية متكاملة إلى جانب النشاط الصناعى
سمر السيد وهاجر عمران
أكد وى جيان كينج، الرئيس التنفيذى لشركة «تيدا» الصينية، أنه من المقرر أن تجذب المرحلة الثانية لتوسعات المنطقة الصناعية الصينية فى خليج السويس نحو 200 شركة مصرية وأجنبية.
وتنقسم الأرض التى تعمل «تيدا» على تطويرها لمنطقتين، الأولى؛ تمثل منطقة التعاون الاقتصادى والتجارى، وتصل مساحتها إلى 1.3 كم، وانتهت الشركة من تطويرها فى 2003، وتعمل بها 5 شركات، منها فايبر جلاس، فى حين تقع المنطقة الثانية على مساحة 6 كم.
وقال إن زيارات الرئيسين الصينى والمصرى إلى القاهرة وبكين، تمثل إشارة مهمة على الرغبة فى تكثيف التعاون بين البلدين، مؤكدا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى تابع بنفسه مشكلات «تيدا» بالسوق فى وقت سابق مما أعطى الثقة للشركة فى استكمال العمل والتوسع استثماريا وضخ استثمارات جديدة.
وأضاف – فى تصريحات لـ«المال» – أن الشركة تستعد خلال الفترة الحالية لبدء تطوير وتنمية المنطقة الصناعية الصينية فى خليج السويس، مشيرًا إلى أن الشركة بدأت عام 2013 فى تنفيذ المرحلة الأولى من التوسعات، متوقعا أن تجتذب الـمرحلة الثانية استثمارات بقيمة 3 مليارات دولار.
وخلال شهر ديسمبر عام 2013، وقعت «تيدا القابضة للاستثمار» الصينية المالكة لـ«تيدا مصر»، عقد تطوير6 كم2 بمنطقة شمال غرب خليج السويس، مع شركة التنمية الرئيسية التابعة لهيئة منطقة شمال غرب السويس-المطور الرئيسى للمنطقة، ونص العقد على قيام “تيدا” بتطوير المنطقة على 3 مراحل بواقع 2 كم2 فى كل مرحلة.
وأكد أن شركة التنمية الرئيسية وهيئة منطقة شمال غرب خليج السويس، قامتا بترفيق أراضى المنطقة الصينية وإدخال إمدادات المياه والكهرباء بينما تقوم “تيدا” بتجهيزها للاستثمار بشكل أفضل من خلال إنجاز جميع أعمال البنية التحتية.
وقال إن الشركة تتبنى تنفيذ إستراتيجية لتطوير المنطقة متابعا : لن نقْصِر مجالات عمل المنطقة الصينية على النشاط الصناعى فقط وسنقوم بإنشاء منطقة متكاملة تشمل جميع القطاعات، بالإضافة إلى إنشاء بعض المشروعات الترفيهية والفنادق مما يساعد على جذب عدد أكبر من المستثمرين.
وخلال شهر يناير الماضى، قامت «تيدا» للاستثمار بتأسيس شركة «Egypt TEDA SE Zone Development Company» لتنمية منطقة الـ6 كم2 ضمن نطاق الهيئة الاقتصادية العامة بشمال غرب خليج السويس، بنظام حق الانتفاع لمدة 45 عامًا برأسمال يبلغ 223 مليون دولار.
وقال “كينج” إن شركته انتهت فى وقت سابق من جميع أعمال البنية التحتية والتطوير فى 1.3 كم تمثل الجزء الأول من الأرض، مشيرًا إلى أن المرحلة الأولى من المنطقة جذبت استثمارات بقيمة 100 مليون دولار للشركات العاملة، ومثلها ضختها “تيدا” ليصبح إجمالى استثمارات المنطقة 200 مليون دولار.
وأكد جدوى مشروع تنمية محور قناة السويس، خاصة وأن المنطقة واعدة ولها مستقبل مبشّر مع وجود عدد من الموانئ المهمة، مثل ميناء العين السخنة وموانئ بورسعيد.
وتدرس مصر الانضمام إلى مشروع صينى لربط 65 دولة من خلال إحياء طريق الحرير، ووافقت نحو 50 دولة على الاشتراك فى المشروع، حتى الآن، لأنه يخترق قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، ويربط دائرة شرق آسيا الاقتصادية النشطة من طرف بدائرة أوروبا الاقتصادية المتقدّمة من طرف آخر، ويقع بينهما عدد غفير من الدول التى تكمن فيها إمكانيات هائلة للتنمية الاقتصادية، بعد إعلان الرئيس الصينى، قبل نحو عام، تبنيه إحياء الطريق.
ولفت إلى أن خطط الحكومة للاهتمام بالمنطقة ستنعكس بشكل إيجابى على جاذبية المنطقة الصينية للشركات.
وأشار إلى أن الشركة ستدرس التوسع وضم مناطق جديدة بمجرد الانتهاء من الـ 6 كم التى تعكف على تطويرها حاليا.
جدير بالذكر أن شى جين بينج الرئيس الصينى سيزور مصر خلال يناير الجارى وسيتم التوقيع على عدد من المشروعات خلال الزيارة، مع عقد قمة مشتركة مع الرئيس عبدالفتاح السيسى تمثل اللقاء الثالث بين الرئيسين بعد زيارة السيسى إلى بكين خلال سبتمبر الماضى وديسمبر 2014.
ولفت إلى أن الشركة لا تواجه مشكلات حاليا فى إطار العمل بالتشريع المقنن لأوضاع المناطق الاقتصادية ذات الطبيعة الخاصة، مشيرا إلى أن الشركة تتعامل مع أزمة نقص العملة الأجنبية بالسوق المحلية بشكل جيد وتحصل على العملات التى تحتاجها من حساباتها فى البنوك الخارجية.
جدير بالذكر أن الرئيس السيسى تدخل فى حل مشكلة الشركات الصينية، والتى تتمثل فى رفع الضرائب إلى %22.5 من قيمة الإيرادات بدلا من %10 فقط بسبب تغيير القوانين.
ولم يشأ أن يعلق على قانون الاستثمار الذى تم إصداره قبيل انعقاد المؤتمر الاقتصادى منتصف مارس من العام الماضى 2015، فى مدينة شر الشيخ، وتابع إن الحكم على القانون صعب حاليا،إلا أنه قال إن الشركة لا ترى حاليا عوائق للاستثمار فى السوق المحلية.
وأكد أن «تيدا» متواجدة فى مصر منذ عام 2008 مشددا على رغبة الشركات الصينية فى ضخ استثمارات جديدة بمنطقة شمال غرب قناة السويس، إلا أن الشركات تنتظر إعلان خطط تفصيلية بشأن الاستثمار بالمنطقة.
وتابع : “نحن كمستثمرين مالكين لـ«تيدا» جاهزون لضخ أموال جديدة بمصر، مشيرًا إلى أن أهم القطاعات الواعدة هى الطاقة الجديدة والكهرباء وتكنولوجيا المعلومات،
وأن الشركة لم تتخارج من مصر رغم جميع المشكلات الصعبة التى مرت بها منذ عام 2011 مشدد على أن وجودنا يعنى رغبة حقيقية للاستثمار وأنا أرى أن الوضع تغير فى مصر للأفضل.
ووفقا لأحدث بيانات البنك المركزى المصرى، ارتفع التبادل التجارى مع الصين ثانى أكبر الشركاء التجاريين بنسبة %7.7 ليسجل نحو 5.9 مليار دولار خلال العام المالى الماضى 2015/2014 مقابل 5.4 مليار دولار خلال العام المالى السابق عليه، وشهدت صادرات الجانب المصرى، ارتفاعا بنسبة %33.6 لتسجل نحو 736 مليون دولار مقابل 488 مليون دولار خلال الفترة المقارنة.
كما زاد صافى تدفق الاستثمارات الصينية المباشرة بالسوق المحلية، ليسجل نحو 60.5 مليون دولار بنهاية العام المالى الماضى، مقابل 6.3 مليون دولار فى العام المالى السابق عليه.
وتأسست الشركة العالمية الصينية الحكومية «تيدا القابضة للاستثمار» عام 1984، وتعمل فى مجالات التنمية الإقليمية والمالية والعقارات وتطوير المرافق العامة، والتصنيع، والخدمات الحديثة، وتمتلك 18 شركة تابعة حول العالم.