قال الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، إنه معَ تفشِّى جائحةِ فيروس كورونا وتداعياتِهَا الخطيرةِ التِى طالَتْ العالمَ بأسرِهِ، مِمَّا كانَ له بالغُ الأثرِ على جميعِ نواحِى الحياةِ ورغمَ محاولةِ البعضِ تقليلَ، وإنكارَ الجهدِ المبذولِ مِن الدولةِ والحكومةِ ، فى مواجهةِ الجائحةِ ، جاءت لتقاريرُ والمؤشراتُ الدوليةُ، التِى تمتلِكُ قدرًا كبيرًا مِن الحياديةِ والموضوعيةِ جاءت لتُشيدَ بقُدرةِ الاقتصادِ المصريِّ وبصُمودِه أمامَ التداعياتِ التِى ارتبطتْ بجائحةِ كورونا، لِتَدحضَ الافتراءاتِ وتضعَ مصرَ فى مكانتِهَا المستحقةِ، وصُنِّفتْ مصرُ ضِمنَ أكثرِ الدولِ مُرونةً فى التعاملِ معَ تلك الجائحةِ فى إفريقيا والشرقِ الأوسطِ .
وقال على صعيد الاقتصاد المصري، أنه تم تحقيق معدل نمو إيجابى رغم تحديات الجائحة، حيث بلغ معدل نمو الناتج المحلى الإجمالى 3.6%، خلال العام المالى 2019 /2020، رغم تباطؤ العديد من الأنشطة بفعل تأثير الأزمة، مثل: السياحة، والصناعة، وتجارة الجملة والتجزئة.
وأضاف أن تقديرات المؤسسات الدولية عكست صلابة الاقتصاد المصري، حيث توقع البنك الدولى تعافى نمو الاقتصاد المصرى إلى مستويات ما قبل أزمة جائحة “كورونا” وتحقيقه معدلاً يصل إلى 5.8% فى العام المالى 2020 / 2021 .
وأشاد صندوق النقد بما تحقق فى خفض معدلات الدين للناتج المحلى من ١٠٨٪ فى العام المالى ٢٠١٦ / ٢٠١٧، إلى ٨٨٪ بنهاية يونيه ٢٠٢٠، وتحقيق فائض أولى ١,٨٪ العام المالى الماضي، بينما تضاعفت فى الدول الناشئة الأخرى وغيرها معدلات الدين والعجز، وجاء نموها بالسالب.
وأوضح أن البنك الأوروبى لإعادة الإعمار نوه إلى أن الاقتصاد المصرى الوحيد بين اقتصادات دول عمليات البنك الذى يتفادى الانكماش الاقتصادى عام 2020 مدعوماُ بالإنشاءات الحكومية الكبرى وبنمو قطاع الاتصالات.
رئيس الوزراء قال ذلك فى كلمته بشأن دور الإعلام العربى الوقت الراهن، فى ضوء الأوضاع الإقليمية والعالمية المُحيطة، خلال فعاليات منتدى الإعلام العربى 2020، فى دورته التاسعة عشر التى تقام افتراضياً.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي، فى إطارِ سعيِ مصرَ لمواكبةِ التطورِ التكنولوجيِّ الهائلِ ضمنَ رؤيةِ مصرَ 2030 ، أن مصر حقَّقَتْ تقدمًا كبيرًا فى هذا الصددِ، وأنها نجَحَتْ فى التقدمِ 34 مركزًا عالميًّا فى مؤشرِ جاهزيةِ الحكومةِ للذكاءِ الاصطناعيِّ 2020 وصارَتْ فى المرتبةِ 56 مِنْ بينِ 172 دولةً.
كمَا أحرزَتْ تقدمًا فى مؤشرِ جاهزيةِ الشبكاتِ، والذى يُقدِّمُ إطارًا شاملًا لتقييمِ التأثيرِ متعدِّدِ الأوجهِ لتكنولوجيا المعلوماتِ والاتصالاتِ على الأفرادِ والدولِ، مُقارنةً بالعامِ الماضِى بالإضافةِ إلى تقدمِهَا بمقدارِ عشْرةِ مراكزَ فى مؤشرِ المعرفةِ العالميِّ 2020 ، مقارنةً بالعامِ الماضِي.
ولفت إلى أنه يتم العمل على استغلالُ تلك الميزاتِ، ببذلِ مزيدٍ مِن الجُهدِ بخطواتٍ مُتسارعةِ للوصولِ بمصرَ إلى مصافِّ الدولِ المتقدمةِ.
وأشار إلى أنه لَمَّا كانَ للإعلامِ دورُهُ الكبيرُ فى التوعيةِ والتثقيفِ ، فعلَى القائمينَ عليهِ وضعُ برامجَ تجذِبُ الشبابَ لتوضيحِ قيمةِ الوطنِ، ومعنَى الوطنيةِ والمواطنةِ الحَقَّةِ، وترسيخِ فكرةِ التسلُّحِ بالعلمِ والمعرفةِ الملائمةِ للحاضرِ والمستقبلِ، واحتوائِهِمْ وإدماجِهِمْ بالحياةِ السياسيةِ، تفاديًا لانجرافِهمِ وراءَ الجماعاتِ الإرهابيةِ بأفكارِهَا المتطرفةِ، وتعليمِهِمْ معنَى الإيجابيةِ فى الحياةِ، لِأَنَّهُمْ أملُ الأوطانِ فى غدٍ مشرقٍ، وعلَيْهِمْ يكونُ الاعتمادُ الفعليُّ فى عمليةِ بناءِ الأوطانِ وتنميتِهَا.
وتابع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء قائلا: “علَى إعلامنا العربيِّ بوجه عام مهمة كبرى هى القيامُ بدورٍّ توعويٍّ لتأكيدِ أهميةِ الحفاظِ على الأوطانِ، فالإنسانُ بِلَا وطنٍ لا قيمةَ لَهُ يضيعُ بضياعِ وطنِهِ ماضِيْهِ، وحاضرُهُ، ومستقبلُهُ، وعلَى الإعلامِ العربيِّ أيضا أنْ يقومَ بدورٍ مُهمٍّ فى رَأْبِ الصَدْعِ بينَ الحكوماتِ وشعوبِهَا، وأنْ تُسندَ تلك الرسالةُ إلى إعلاميينَ عربٍ على قدرٍ عالٍ مِن الثقافةِ والوعِى والوطنيةِ مُهتَمينَ بالشأنِ العربيِّ، ومدركينِ خطورةَ الموقفِ الذِى نعيشُهُ” .
وشدد على أن الإعلامُ حائطُ صدٍّ منيعٍ فى وجهِ كلِّ التياراتِ الهدَّامةِ سواءً فى الداخلِ أوْ بالخارجِ، إذا مَا أجاد القيام بمهامه، وإذا أردْنَا إعلامًا عربيًّا حقيقيًّا يَمُدُّ جسورَ التواصلِ بينَ الشعوبِ العربيةِ مِن الخليجِ إلى المُحيطِ فعلَيْنَا تفعيلُ ميثاقِ الشرفِ الإعلاميِّ ومتابعةُ كلِّ مَا يحدُثُ مِنْ تطورٍ تِقَنِىٍّ بوسائلِ الإعلامِ العالميةِ، وتوظيفُهُ لصالحِ المواطنِ العربيِّ مِنْ خلالِ تقديمِ مُحتوًى يتفقُ معَ قِيَمِنَا وتقاليدِنَا، وأعرافِنَا، وتاريخِنَا المشتركِ، وحاضرِنَا المعاصِرِ، ومستقبلِنَا الذى نتطلَّعُ إليهِ جميعًا، فالإعلامُ أداةُ وَصلٍ لا فَصْلٍ.
وفى ختام كلمته أكد رئيس الوزراء أننا إذا كُنَّا نعانِى حاليًّا منْ جائحةِ فيروس كورونَا، فنحنُ نعانِى كذلكَ ومنذُ فترةٍ ليستْ بالقصيرةِ، منْ جائحةِ المعلوماتِ المضلِّلَةِ، ونظرياتِ المؤامرةِ على الشُّعوبِ،وخطابِ الكراهيةِ المتنامِي، والذِى يَتِمُّ نشرُهُ منْ خِلالِ بعض وسائلِ الإعلامِ سواء عن قصدٍ أو جهل، وكذلك وسائلَ التواصلِ الاجتماعيِّ.
وتابع أنه لهذا فإنَّ المسؤوليةَ تقعُ على عاتقِنَا جميعًا أفرادًا وحكوماتٍ، فى مكافحةِ مثلِ تلك الجائحةِ المعلوماتيةِ المضللة، بتعزيز نشر الحقائق، والعملِ علَى الارتقاءِ بالمنظومةِ الإعلاميةِ بوجه عام، داعياً الله عز وجل أن يحفظ مصر والدول العربية من كل سوء، وأن يوفق هذا المنتدى، لما فيه صالح الأوطان.