التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، مساء اليوم، لفيفا من الشخصيات الفرنسية البارزة من سياسيين وإعلاميين وبرلمانيين ورجال أعمال، وحضر اللقاء أعضاء الوفد الوزارى المصري، وعلاء يوسف، سفير مصر فى باريس ، خلال حفل الاستقبال الذى نظمته سفارة مصر فى باريس، بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة الفرنسية.
وفى مستهل كلمته باللقاء، أكد رئيس الوزراء أن مصر وفرنسا تربطهما صلات وثيقة ممتدة عبر التاريخ، وهى روابط تأسست على مبدأ الصداقة القوية والثقة المتبادلة، وتعزيز التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات، قائلا: لا يوجد دليل على قوة هذه الروابط بين الجانبين أوضح من دعم فرنسا لرحلة التنمية الاقتصادية فى مصر خلال الأعوام الماضية.
وأضاف أنه منذ العام 2014 ، كرست مصر جهودها لإعادة هيكلة مختلف مؤسسات الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ بهدف الوصول لأهداف التنمية الاقتصادية المستدامة، والاهتمام بتنمية المواطن المصري، وتوفير حياة كريمة له.
وأن الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، أعلن فى مارس الماضى إطلاق “الجمهورية الجديدة”، وتماشياً مع ما سبق، فإن الدولة المصرية تستهدف مواصلة تنفيذ خطة التنمية الشاملة فى جميع القطاعات بما يلبى تطلعات وطموحات المواطنين نحو مستقبل أفضل.
وتابع رئيس الوزراء قائلا أن إرساء أسس الجمهورية الجديدة تطلّب عملاً متفانيًا من قبل الحكومة على مدى السنوات السبع الماضية لإنجاز إصلاحات اقتصادية ملموسة، وانتهت مصر من المرحلة الأولى من برنامج الإصلاحات الاقتصادية الذى تم إطلاقه عام 2016؛ إضافة إلى ذلك، أطلقت الحكومة البرنامج الوطنى للإصلاحات الهيكلية.
كما تضع الحكومة على رأس أولويات أجندتها رفع الثقل النسبى لقطاعات الصناعة والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتحسين بيئة الأعمال، وتعزيز دور القطاع الخاص، ورفع كفاءة المؤسسات العامة، إلى جانب خطة الدولة لتعزيز الشمول المالي، وإتاحة التمويل اللازم وتطوير رأس المال البشرى من خلال تحسين خدمات التعليم والصحة والحماية الاجتماعية.
وأضاف فى هذا السياق، أنه من الناحية الاقتصادية، تم إنجاز الكثير من المشروعات التى عكست بشكل واضح ملامح “الجمهورية الجديدة”، وهذه المشروعات، على سبيل المثال، هى : تطوير البنية التحتية فى مجالات: الطاقة، والمرافق، بما فى ذلك خدمات المياه والصرف الصحي.
إضافة إلى مشروعات إنشاء الأنفاق وتوسعة الطرق الرئيسية والمحاور والممرات وإنشاء الكبارى والمطارات والموانئ، ما أسهم فى إقامة شبكة مترابطة من الطرق الداخلية، وتيسر عملية الاتصال بدول الجوار، مشيرا إلى أن مصر تقدمت 90 مرتبة فيما يتعلق بخدمات الطرق على مستوى العالم.
وتابع مدبولي، أنه وبالإضافة إلى ذلك، فإن مصر نجحت فى توسيع نطاق قدراتها الإنتاجية وموارد الثروة بها، كما أن للدولة جهودا بارزة فى مجالات مختلفة مثل استصلاح الأراضي، ومشروع الدلتا الجديدة، وإنشاء المدن الصناعية، والتوسع فى مشاريع الثروة الحيوانية والدواجن والأسماك.
وأشار كذلك إلى مشروعات الصناعات التكنولوجية المتقدمة، والتى تشمل الإلكترونيات، ومنها الأجهزة اللوحية (التابلت)، وأجهزة الاتصال، والسيارات الكهربائية.
وتضمنت كلمة رئيس الوزراء الإشارة إلى جهود الدولة المصرية فى مجال التنمية الحضرية، موضحا أن مصر تقوم ببناء مدن ذكية جديدة فى مقدمتها العاصمة الإدارية الجديدة، ومدينة العلمين الجديدة.
وقال: نحن فخورون ببناء مدن الجيل الرابع فى مصر، لافتاً إلى أن فرنسا كانت رائدة بناء “مدن الأقمار الصناعية” (مدن توابع لمدن كبيرة) فى أواخر السبعينات، وقررت مصر اتباع النهج الفرنسى وبناء مدن جديدة واليوم تقوم بتقديم مدن الجيل الرابع.
مدبولى: مبادرة “حياة كريمة” ترتكز على تحسين النواحى التنموية والاقتصادية والإنسانية وتستحق أن تكون مشروع مصر للقرن الحادى والعشرين
وتابع: أما فيما يتعلق بتحقيق التنمية الاجتماعية، فقد أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، مشروع “حياة كريمة” لتنمية قرى الريف المصرى كأيقونة للجمهورية الجديدة باستثمارات تصل إلى نحو ٤٠ مليار يورو، والتى تهدف إلى الارتقاء بمستوى حياة المواطنين وتقديم خدمات أفضل للمصريين من حيث الجودة، فى مجالات: الصحة والتعليم والثقافة، موضحا أن مبادرة “حياة كريمة” ترتكز على تحسين النواحى التنموية والاقتصادية والإنسانية، وتستحق أن تكون مشروع مصر للقرن الحادى والعشرين.
وقال رئيس الوزراء، فى كلمته، إن مشروع “حياة كريمة” يستهدف ولأول مرة تحسين حياة نحو ٦٠٪ من سكان مصر، تحت مظلة مشروع وطنى واحد يجمع بين تطوير البنية التحتية، جنبًا إلى جنب مع التمكين الاقتصادى والاجتماعي، ويتم تنفيذه خلال ثلاث سنوات.
ولفت إلى أن هذه تعد المرة الأولى التى ننفذ فيها مشروعًا متكاملًا، يلبى جميع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، ويحدث نقلة نوعية فى حياة المواطنين المصريين.
وفى ختام كلمته، أكد رئيس الوزراء أن العلاقات المصرية الفرنسية ظلت راسخة على الرغم من التحديات، وأصبحنا واثقين أن المستقبل سيجلب المزيد من الشراكات الاستراتيجية لاسيما من خلال القطاع الخاص بالبلدين، وأكد أن الحكومة المصرية ستظل داعما قويا للقطاع الخاص لضمان قيامه بدور محورى للمساهمة فى تحقيق الخطة التنموية الطموحة فى مصر.
ومن جانبه، أشار السفير علاء يوسف، سفير مصر لدى باريس، إلى أن هذه الزيارة تعكس بوضوح الاهتمام الكبير الذى توليه مصر لعلاقاتها مع فرنسا، وأنها تشهد التوقيع على مذكرة التفاهم الخاصة بتدشين البرنامج القطرى للتعاون بين مصر ومنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، التى تعد خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون بين مصر والمنظمة.
علاء يوسف : العلاقات الفرنسية المصرية تشهد مستوى من التميز والتقارب غير مسبوقين قائم على شراكة قوية تستند للعديد من المصالح السياسية والاقتصادية والاستراتيجية
ولفت فى هذا الصدد إلى أن العلاقات الفرنسية المصرية تشهد مستوى من التميز والتقارب غير مسبوقين، قائم على شراكة قوية تستند إلى العديد من المصالح السياسية والاقتصادية والاستراتيجية.
وأشار السفير علاء يوسف إلى أن البلدين يتشاركان مبادئ وقيماً مهمة، كما أنهما معاً يشكلان قطبين أساسيين على ضفتى المتوسط، حيث يعملان من أجل تعزيز السلام والتعاون والرخاء فى هذه المنطقة.
ولفت إلى أن فرنسا ليست فقط شريكًا سياسيًا واستراتيجيًا أساسيًا لمصر، ولكنها الشريك الرئيسى فى سعينا لتحقيق التنمية المستدامة فى جميع المجالات، مؤكداً عزم السفارة المصرية فى باريس على مواصلة العمل من أجل تعميق وتطوير العلاقات البناءة بين البلدين لكى تصبح فى خدمة شراكة أكثر طموحاً للجانبين.