زار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، والوفد المرافق له، دير سانت كاترين، وتفقد المنطقة المحيطة به، وبدأت الزيارة بترحيب حافل من الرُهبان، واصطحبوا رئيس الوزراء ومرافقيه، في جولة موسعة في الدير.
وخلال جولته بالدير، تفقد رئيس الوزراء أعمال تنفيذ المرحلة الأولى من تطوير مدخل الدير والمنطقة المحيطة به، التي يتم تنفيذها بتكلفة تصل إلى 40 مليون جنيه، بمعدل تنفيذ يصل إلى 80%.
وتشمل تلك المرحلة تطوير منطقة البازارات، والكمائن الأمنية، وغرفة التأمين والكشف عن الحقائب والأفراد قبل زيارة الدير، وتحديث الكاميرات بمدخله.
واستمع رئيس الوزراء لشرح من الرهبان حول تاريخ دير سانت كاترين، وتمت الإشارة إلى أن الدير تم تسجيله في عام 1993 كأثر من آثار مصر في العصر البيزنطي الخاص بطائفة الروم الأرثوذكس، والمسجل ضمن قائمة التراث العالمي (يونسكو) عام 2002.
وقال الرهبان إن الدير يعتبر من أهم الأديرة على مستوى العالم، واستمد شهرته من موقعه الفريد بهذه البقعة الطاهرة، التي تجسدت فيها روح التسامح والتلاقي بين الأديان، وبنى الإمبراطور جستنيان الدير ليشمل الرهبان المقيمين في سيناء بمنطقة الجبل المقدس منذ القرن الرابع الميلادي عند البقعة المقدسة التي ناجى عندها نبي الله موسى ربه.
وأضاف الرهبان أن الدير يضم منشآت مختلفة، منها الكنيسة الرئيسية (كنيسة التجلي)، التي أطلق عليها هذا الاسم، بعد العثور على رفات القديسة كاترين بها بالقرن التاسع الميلادي.
كما أطلق على الدير اسم دير القديسة كاترين، وبنيت كنيسة التجلي بحجارة ضخمة من الجرانيت المنحوت.
ويبلغ طول الكنيسة 40 مترا، وتشمل كنيسة العليقة المقدسة، والكنائس الفرعية، ويُغطي الجزء العلوي من نصف قبة شرقية الكنيسة فسيفساء تمتد للجزء العلوى من الجدار الشرقي تصور تجلى السيد المسيح.
وتعتبر من أقدم وأجمل فسيفساء بالشرق مصنوعة من قطع صغيرة من الزجاج متعددة الألوان.
وتم التنويه إلى أن الدير يشمل أيضا غرفا لإقامة الرهبان، ومنطقة خدمات، ومكتبة تحوي ستة آلاف مخطوط منها 600 مخطوط باللغة العربية، علاوة على المخطوطات؛ اليونانية، والأثيوبية، والقبطية، والأرمينية، والسوريانية، وهي مخطوطات دينية، وتاريخية وجغرافية، وفلسفية، ويعود أقدمها إلى القرن الرابع الميلادي، وتحوي المكتبة عدداً من الفرمانات من الخلفاء المسلمين لتأمين أهل الكتاب .
وشملت الزيارة تفقد الوادي المقدس، الذي يضم كلا من جبل موسى، وشجرة العليقة المقدسة بدير سانت كاترين، وما يعرف بمقام النبي هارون، وجبل التجلي، وجبل الصفصافة وجبل الدير ومساكن عباس، وأطلق عليه لفظ الوادي المقدس نسبة لما ورد في القرآن الكريم.
وفي الوقت نفسه، استمع رئيس الوزراء إلى شرح حول “الشجرة المعلقة”، التي ناجى عندها نبي الله موسى ربه، وهي المنطقة الوحيدة في سيناء التي تحوى عدة جبال مرتفعة مثل جبل موسى 2242م وجبل سانت كاترين 2642م فوق مستوى سطح البحر وغيرها.
وزار كذلك جبل التجلي في الشمال الشرقي لجبل موسى، وقد عرف بهذا الاسم؛ حيث تجلى عليه المولى عز وجل حينما سأل نبي الله موسى ربه أن يراه.
وفقد رئيس الوزراء والوفد المرافق له، متحف الدير الذي يضم أيقونات من القرن السادس الميلادي حتي القرن الـ18، ثم مكتبة الدير.
واستمع إلى شرح من الرهبان الذين أوضحوا أن المكتبة هي وحدة معمارية داخل الدير، لها أهمية كبيرة لدى الرهبان من الناحية الروحية والعلمية، حيث يقضون معظم أوقاتهم في قراءة الكتب الدينية والكهنوتية، وتقع في الدور الثالث من بناء قديم جنوب كنيسة التجلي.
وعقب زيارة دير سانت كاترين، تفقد رئيس الوزراء والوفد المرافق له، المنطقة المحيطة بالدير، التي تقع في نطاق محمية سانت كاترين الطبيعية، واستمع إلى شرح حول المحمية، وخلال ذلك تم التنويه إلى أن تلك المنطقة صدر بشأنها قرار من رئيس الوزراء في عام 1996، لتعلن رسميا منطقة محمية سانت كاترين بحدودها الحالية كمحمية طبيعية بمساحة حوالي 4350 كم2 لتضم داخلها أعلى منطقة جبلية بجنوب سيناء بل في مصر كلها.
وتمت الإشارة إلى أن حوالي 15% من مساحة المحمية أدرجت ضمن مناطق التراث الثقافي العالمي، لتكون بذلك سادس منطقة معلنة في مصر عام 2002، وتضم أعلى المناطق الجبلية ومدينة سانت كاترين بأكملها داخل منطقة التراث العالمي.