التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، نواب المُحافظين الجُدد اليوم في مقر الأكاديمية الوطنية للتدريب، وخلالها قال رئيس الوزراء لنواب المحافظين إن المشكلة الآن ليست في مواردنا المالية المحدودة، لأنه مع تجاربنا الشخصية تبين لنا أن الفكر غير التقليدي والفكر المتميز هو الأساس الذي يتم الاعتماد عليه في تقليل الفجوة التمويلية.
وجاء اللقاء ضمن البرنامج التدريبي الخاص بنواب المحافظين، لتأهيلهم على أسس الإدارة العامة وأساليب القيادة الحديثة، وطرق اتخاذ القرار إزاء المواقف والمشكلات التي يواجهونها، إضافة إلى إثراء الجانب العملي لدى النواب الجدد وتعزيز إدراكهم للقضايا والموضوعات الجارية في الشأن العام، من خلال دعوة الوزراء والمسئولين التنفيذيين لإلقاء محاضرات تثقيفية لهم.
وخلال لقائه بنواب المحافظين الجدد، أعرب رئيس الوزراء عن ترحيبه بتواجده معهم باعتبارهم من المتميزين بالجهاز الحكومي للدولة .
وقال مدبولي لنواب المحافظين إنهم ظهروا على مستوى عالٍ واجتازوا اختبارات عديدة وهذا أمر أدخل السرور في نفوسهم جميعا.
وقال رئيس الوزراء أن الأمر الهام اليوم هو الاستعانة بالكوادر الشابة ذات القدرات الفنية المميزة .
وأكد أن الحكومة ستعمل على تحقيق الاستفادة من كل المتدربين خلال المرحلة المقبلة في المناصب العامة، وفي المسئوليات الأعلى بالدولة، وقال أننا أحوج ما نكون إلى كوادر بشرية متميزة .
ووجه الدكتور مصطفى مدبولي رسالة إلى كل المتدربين والعاملين بالأجهزة الحكومية بالدولة .
وطالبهم بألا يشعر أحد منهم بالإحباط، وقال أنه مرّ بتجارب عديدة على المستوى الشخصي، لكن في النهاية لكل مجتهد نصيب .
وتابع رئيس الوزراء قائلا أن المولى عز وجل لا يظلم أحداً ولا يُضيع مجهود أي شخص بذل جهدا وواجه مصاعب في أداء مهامه .
وشدد مدبولي على أن يتحلى الجميع بالقدرة على مواجهة المصاعب وتحقيق النجاح والوصول إلى الهدف المنشود.
وتطرق رئيس الوزراء، خلال لقائه بالمتدربين من نواب المحافظين، إلى حجم التحديات التي ممكن أن تواجههم عند ممارستهم لأعمالهم في مناصبهم.
وأعرب مدبولي عن سعادته البالغة بتواجده مع نواب المحافظين، وحرصه على زيارتهم .
وقال أنه كان هناك بديلان أن يحضر معهم في بداية تدريبهم، أو يقابلهم قرب انتهاء المرحلة الأولى من برنامج التدريب، لكنه اختار أن يحضر إليهم بهذا التوقيت تحديداً.
وقال مدبولي لنواب المحافظين أنه تم اختيارهم على أسس تميز، سواء تميز أكاديمي أو علمي أو تميز بالعمل العام في تخصص محدد .
وأوضح أنه كان هناك تحد في الاختيار أن ليس كل نائب منهم لديه خبرة كافية بجوانب العمل العام .
وقال مدبولي أن هذه كانت مشكلة تواجه عملية اختيار القيادات الفترة الماضية، حيث كان يتم أحيانا اختيار القيادات على أعلى مستوى، على أساس نجاحه في تخصص دقيق .
وتابع مدبولي قائلا أن الحقيقة أنه ليس شرطاً أن تنجح القيادات في منصب عام وفق هذا الأساس .
وضرب رئيس الوزراء مثالا بأن يكون هناك أكاديمي متخصص في الهندسة مثلا ومتميز في تخصص دقيق بل ورئيس جامعة، ولكن لا يحقق النجاح المنشود عند توليه منصباً عاما على نفس المنوال الذي كان يؤديه في تخصصه.
وقال مدبولي إن هذا أوضح له أن هناك خبرات كثيرة يحتاجها الشخص المرشح لتولي العمل العام قبل انخراطه بهذا العمل، ويتعرف على أمور كثيرة في العمل الحكومي، وبالتالي يتم تسليحه بدورات تدريبية على أعلى مستوى .
وأكد أن هناك حرصا من جانب الحكومة على أن يتم منح هذه المجموعة الآليات المطلوبة واللازمة لنجاحهم في عملهم، وبما يُسهم كذلك في إنجاح التجربة بشكل عام .
وأشار إلى ما ذكره قبل حلفهم اليمين الدستورية بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان حريصا على إنجاح هذه التجربة .
وذكر أن الرئيس السيسي وجه بأن يتم توفير كل وسائل النجاح لهذه المجموعة من نواب المحافظين وأن يكون لديها كافة الإمكانيات التي توفرها لهم الدولة.
وقال رئيس الوزراء أنه إذا أخذنا في الاعتبار أن نصف هذا العدد منهم نجح في عمله، فالتجربة تكون قد نجحت أن يكون لدينا 40 شخصا كمشروع محافظ أو وزير في المستقبل القريب .
وتابع بأن هذا خاصة أنهم كوادر في سن صغيرة بما يشير إلى أن هناك تغييرا حقيقيا يحدث في الدولة، وهو تولي شباب أعلى المناصب القيادية في مصر .
وقال مدبولي إن القيادة السياسية عندما تقوم بهذا العمل، ليس الهدف هو إرضاء شريحة من المجتمع المصري، بل من واقع قناعة كبيرة بإمكانيات الشباب، والسعي لإعطائهم فرصة كاملة لهم في بناء بلدهم .
واستكمل رئيس الوزراء قائلا أن ما كانوا يرونه في وقت سابق أن الشباب ينقصه الخبرة العملية لممارسة عمله، وهو ما تبلور في الحرص الشديد على أن يتلقوا بقدر الإمكان أفضل تدريب ممكن .
وقال رئيس الوزراء لنواب المحافظين إن هناك دورات أخرى سيتم عقدها لهم أثناء توليهم لأعمالهم لكن على مستوى أعلى، بما يؤهل لأن يكون لدينا صف أول وثان وثالث.
وأقر الدكتور مصطفى مدبولي أن الطريق ليس مفروشا بالورود أمام نواب المحافظين من الشباب لأن هناك تحديات كبيرة للغاية .
وأوصاهم بأن يثبتوا تفوقهم في مواقعهم، ويثبتوا أنهم كوادر وقيادات شابة قادرة على تحقيق أهداف الدولة بمواقع العمل والإنتاج.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن هناك توجيهات إلى المحافظين لتمكين نواب المحافظين من تولي مسئوليات محددة لكل منهم .
ولفت إلى أنه سيقوم بمتابعة هذا الأمر بنفسه شخصيا، وسيكون هناك اجتماعات دورية مع المحافظين لمتابعة هذا الأمر .
وأشار مدبولي إلى أنه سوف يتابع ذلك عند استئناف جولاته الميدانية في المحافظات المرحلة المقبلة.
ووجه مدبولي نواب المحافظين بمساعدة المحافظين في أداء العمل المنوط بهم جميعا، والتواصل مع المواطنين في الشارع .
كما وجههم بالتعامل الإيجابي مع أعضاء مجلس النواب، بما يسهم في حل المشكلات التي تواجه المواطنين .
وقال أن المرحلة القادمة بها حجم عمل كبير جدا على مستوى المحافظات، ولاسيما الخطة الاستثمارية للعام الجديد .
وقال مدبولي أن الخطة الاستثمارية العام الجديد ستكون مختلفة تماما لأننا لأول مرة سنوجه موارد ضخمة تصل إلى عشرات المليارات لدفع عجلة التنمية في المحافظات .
وقال أن هذا سوف يتطلب دورا كبيرا لنواب المحافظين إلى جانب المحافظين لمتابعة العمل بمشروعات هذه الخطة الاستثمارية على أرض الواقع.
وأعرب رئيس الوزراء عن تمنياته لنواب المحافظين بالتوفيق في المرحلة المقبلة.
وكلفهم مدبولي برفع تقرير دوريّ عن معدلات تنفيذ الأعمال كل بمحافظته .
وقال أن هذه التجربة سوف تكون محل تقييم من الواقع ، لنرى هل نحن كدولة تمكنا من أداء دورهم بهذا الشأن على المستوى المطلوب.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه سوف يعقد اجتماعاً دورياً مع نواب المحافظين كل شهرين أو ثلاثة أشهر؛ لإعطائهم الفرصة بالحديث بعيداً عن أي حرج في وجود المحافظين .
وقال أنه بعد توليهم مناصبهم التنفيذية سيكون حريص على الاستماع إلى آرائهم ورؤيتهم للواقع العملي، والتحديات التي يواجهونها.
وقال رئيس الوزراء أن الاجتماع المقبل لمجلس المحافظين سيشهد حضور نواب المحافظين .
وقال لهم أنه لابد أن يحرصوا هم أيضاً على استمرار التواصل فيما بينهم وأن يقدم كل منهم يد العون لزملائه في المحافظات المختلفة.
ولفت إلى أن النهج الذي انتهجه رئيس الجمهورية السنوات الخمس الماضية، والذي عملت الدولة وفقاً له كان غير تقليدي وأثمر ما نحن عليه اليوم من نجاح.
واختتم رئيس الوزراء بالقول أن مصر في حاجة لأفكار إبداعية خارج الصندوق، ولابد أن تكون لدينا الشجاعة لتنفيذ هذه الأفكار، وأن الرئيس سيرحب بأي فكرة تسهم بإنجاح التجربة.
وأكد مدبولي أن التدريب رغم أهميته، فإن الدور الأكبر يكون للواقع العملي، وهو شيء آخر .
ولفت إلى أن نهج الرئيس الذي تتبعه الحكومة هو نهج غير تقليدي، يتمثل في البحث عن أفكار إبداعية خارج الصندوق .
وأكد أن الدولة لديها الشجاعة لتنفيذ هذه الأفكار،وتطلعه للاطلاع على خبراتهم من واقع تجربتهم العملية بعد ممارسة مهام عملهم.
ومن جانبهم أكد نواب المحافظين القدر الايجابي الذي ساهم فيه هذا التدريب في تأهيلهم لتولي المسئولية.
وأكدوا أنه أحدث فارقا في خبراتهم وإدراكهم للواقع العملي، وأن واقع العمل العام مختلف عن مجالات دراساتهم.
وأضافوا أن التفاعل بينهم ساهم في تبادل الخبرات، وايجاد أرضية مشتركة ستساهم في تحقيق التواصل الفاعل بينهم في المستقبل، ويصب في صالح تيسير العمل وتذليل المشكلات.
وأعرب نواب المحافظين عن سعادتهم بما لمسوه من دعم القيادة السياسية والحرص على إنجاح هذه التجربة وتوفير كافة عوامل استكمالها على النحو الذي يحقق أهدافها .
وأعربوا أيضا عن سعادتهم بالتوجه المتعلق بتكرار التدريب فيما بعد، ليضاف إليه الخبرة والتطبيق العملي بعد تجربة بدء العمل بشكل فعلي بمحافظاتهم.