أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، أن سيناء ستظل أغلى جزء على قلب كل مصري، ولن نسمح بأي صورة من الصور بأن نتخلى عن متر واحد من هذه الأرض، مشيرا إلى أن هذه الرسالة التي سنظل جميعا نؤكدها دوما، وأنه لتأمين أي بقعة لابد أن يصاحب ذلك عمليات تنمية، وأن يتم تعميرها بسكان للدفاع عن هذه الأرض كخط دفاع أول ضد أي فكر خبيث يحاول استغلالها.
رئيس الوزراء، جدد تأكيده ذلك اليوم خلال لقائه مع شيوخ وأهالي سيناء بقرية الجورة، إحدى قرى مركز ومدينة الشيخ زويد، حيث شهد اللقاء مظاهر ود وترحيب بزيارة رئيس مجلس الوزراء، والوفد الوزاري والمسئولين والإعلاميين للمحافظة.
ووجه الدكتور مصطفى مدبولي حديثه للشباب السيناوي من الحضور قائلا: لا توجد دولة لديها تفكير أن تتخلى عن قطعة أرض أو أي جزء من أرضها لأي طرف آخر وفي نفس الوقت تقوم باستثمار 610 مليارات جنيه بها، وأضع في الخطة الاستراتيجية التي سأقوم بتنفيذها 400 مليار جنيه إضافية لتصبح أكثر من تريليون جنيه استثمارات لإحداث عمليات التنمية.
وأضاف: تعودنا أن نعمل دون أن نتحدث كثيرا، ونحن نسير على نهج الرئيس في هذا الشأن، فنحن ندع العمل يتحدث، مشيرا إلى الحجم الهائل من الأعمال التي تم تنفيذها، ولافتا إلى الزيارة التي قام بها لسيناء قبل 2011 ، وكان هناك توتر وقلاقل قبلها في 2010.
وتحدث عن شكل الطرق ومختلف المناطق، وقال: كان لدي يقين أن هذه المنطقة تستحق منا تنمية عظيمة كواجب علينا، وهو ما نقوم به الآن، فنحن نقوم بتعويض عشرات السنين نتيجة الظروف التي مرت بها المنطقة، سواء كان احتلالا أو ظروفا خارجة عن إرادتنا وعدم القدرة على القيام بذلك بالصورة الكافية.
وتابع رئيس الوزراء أنه منذ عام 2011 وعام 2013 كان هذا الجزء مقصدا للإرهاب لضرب الدولة، وأنه يتذكر اليوم الحزين الذي أبكى المصريين جميعا، وهو يوم وقوع شهداء حادث مسجد الروضة، حيث كنا في حالة من الغضب الشديد لما حدث، ولذا فالدولة حريصة على أن تسابق الزمن في أن تقوم بالتعمير والتنمية لكم ولأولادكم ولكل المصريين.
وأضاف رئيس الوزراء أن ما قام بعرضه اليوم من مشروعات تنموية تم وسيتم تنفيذها على أرض شمال سيناء هو حصيلة عدة أشهر نقوم بالإعداد له، وليس نتاجا لحادث أو مرتبط بظروف نمر بها، مشيرا إلى أن الزيارة الحالية التي يقوم بها لشمال سيناء كان مقررا أن تنظم الأسبوع الأول من أكتوبر الجاري، ولكن نظرا لظروف وقوع أحداث غزة، والاضطرار للإنابة عن رئيس الجمهورية في بعض الزيارات الدولية لعرض رؤية وموقف مصر من هذه الأحداث، تم تنظيم هذه الزيارة اليوم انطلاقا من الحرص على عرض رؤيتنا وخططنا للتنمية على هذه الأرض.
وقال رئيس الوزراء: ونحن نوجه الشكر للقوات المسلحة ورجال الشرطة، لا بد من توجيه الشكر لأهالي شمال سيناء، الذين وقفوا من أجل الحفاظ على أن تظل سيناء صامدة، موجها الحديث للأهالي: استمروا على هذا النهج، ولا تنصتوا لحروب الجيل الرابع والتشكيك فيما تنوي الدولة تنفيذه، وما نقوم به بعد القضاء على الإرهاب من تنمية بفضل الله ومن خلال المتابعة اليومية الرئيس، وما تقوم به الحكومة، هو لكم.
واختتم الدكتور مصطفى مدبولي حديثه بالتأكيد للأهالي أن دورهم الفترة المقبلة سيكون كبيرا في الحفاظ على ذلك الجزء الغالي من أرضنا المصرية.
وأشار لما قاله في أحد اللقاءات الدولية مؤخرا من أنه ليس هناك دولة مثل مصر تحيطها الحروب والنزاعات من كل جانب على حدودها؛ الغرب والجنوب والشرق، وقال “نحن نتعرض بذلك لتحد قويّ، وهناك هدف وحيد هو أن تقع الدولة المصرية، ولا يزال الحلم الذي أجهضته الدولة هو إعادة ترتيب الشرق الأوسط يراود البعض، ولن نسمح مرة أخرى أن تهدم مصر لأي طرف من الحدود؛ فكل إمكانات الدولة مسخرة للحفاظ على الأمن الداخلي ومن الخارج؛ فلن يستطيع أي طرف أيا كان أن يفكر في أن يمس أرضنا بسوء، وهو دوركم أن تؤمنوا بأن هذه هي رسالة الدولة وسياستها”
وقال مدبولي أن ما يقومون به الآن والمتابعة من الرئيس ليلا ونهارا، وما سيتم تنفيذه سيكون بأيدي أهالي سيناء ومن خلال شركاتهم، والتنمية هي السبيل الوحيد لجلب الخير لهم ؛ لتكون هذه المنطقة من أفضل المناطق على مستوى العالم.
وبدوره كان اللواء دكتور محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، تحدث خلال كلمة قصيرة في أثناء اللقاء عن مسارات التنمية التي تشهدها المحافظة، وأنه يهيأ إليه في هذه الآونة أنه يستمع لصوت رئيس الجمهورية وهو ينادي ” حي على التنمية .. حي على التنمية”.
وأكد اللواء أركان حرب محمد ربيع، قائد الجيش الثاني الميداني، أنهم مستمرون في صون هذه البقعة الطاهرة، موجها الشكر لأهالي سيناء على ما يقدمونه في سبيل البناء والتنمية.
كما ألقى الشيخ عرفات خضر، أحد مشايخ سيناء، كلمة عبر فيها عن ترحيبه بزيارة رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق له، معبرا عن أن هذه الزيارة تحمل البشائر ومفاتيح الخير لأهالي وأبناء سيناء، حراس الأرض ومعمروها.
وأكد وقوف أهالي سيناء خلف القيادة السياسية، ومعلنا تأييدهم الكامل لسيادته وتفويضه في كل ما يهم مصر من قرارات، سائلا المولى عز وجل أن يجعل لسيادته من أمره رشدا، ليعبر بمصر بحار الغطرسة والتربيطات إلى شاطئ الأمن والأمان.