قال الوزير المفوض ممدوح سالمان رئيس المكتب الاقتصادي والتجاري بالسفارة المصرية في الصين إن هناك طفرة كبيرة شهدتها صادرات الموالح المصرية عبر “الحزام والطريق” إلى السوق الصينية، فوصل حجم صادرات مصر منها خلال الـ8 أشهر الأولى من عام 2019 إلى 135 مليون دولار.
وأضاف سالمان في حوار مع وكالة “شينخوا” قبل الدورة الثانية من معرض الصين الدولي للواردات الذي يقام في الفترة من 5 إلى 10 نوفمبر في شانغهاي، أن ذلك مقارنة بحوالي 80 مليون دولار أمريكي في العام الماضي، بزيادة تتجاوز 67 في المائة، وإن عدد الشركات المصرية المؤهلة لتصدير هذه المنتجات بلغ 108 شركات.
وتابع أن مصر تعد من أوئل دول العالم تصديرا للبرتقال حيث تزرع مساحات شاسعة بهذا المحصول وتمتلك خبرات كبيرة في مجال زراعته، ويتسم البرتقال المصري بطعمه المميز وجودته العالية، لذا تستوعب السوق الصينية كميات أكبر من صادراته، علاوة على ذلك، فإن تصديره إلى الصين حفز الشركات المصرية على تطوير نفسها وضخ استثمارات جديدة وإنشاء محطات تعبئة لمواكبة حجم الطلب.
وحول معرض الصين الدولي للواردات، أشار سالمان إلى أن مصر تولي اهتماما كبيرا به وتشارك فيه بنشاط في إطار العلاقات التجارية المتميزة بين البلدين وتفعيلا لاتفاق التعاون الموقع بينهما في إطار مبادرة الحزام والطريق، لافتا إلى أن هذا المعرض يعطى دلالة كبرى على انفتاح الصين أمام الأسواق العالمية.
وأضاف أن تنامى العلاقات المصرية الصينية على كافة الاصعدة وتعاظم الشأن الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين انعكس في اختيار مصر كدولة ضيف شرف في الدورة الأولى من المعرض في العام الماضي وأن مصر ستشارك في دورة هذا العام بجناح يضم أكثر من 23 شركة تمثل منتجات حاصلات زراعية ومنتجات غذائية وتوابل وأعشاب ومنسوجات وملابس، لافتا إلى أن اهتمام مصر ينبع أيضا من رغبتها في تعريف المستهلك الصيني على تميز هذه المنتجات المصرية.
وتطرق سالمان إلى العلاقات التاريخية بين مصر والصين، قائلا إنها علاقات متأصلة ومتجذرة في التاريخ، فقبل أكثر من ألفي عام، أوفدت أسرة هان الملكية الصينية مبعوثا رسميا لها إلى مدينة الإسكندرية المصرية، وفي العصر الحديث، تعد مصر أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين. وفي عام 2014، ارتقى مستوى العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين إلى مستوى شراكة استراتيجية شاملة.
وأوضح سالمان أنه من أهم بنود الصادرات المصرية إلى الصين الرخام، والبولي إثيلين، والكيماويات، والكتان نصف المغزول، والبلاستيك، والنشادر المائي، والنحاس والجلود الخام، هذا بالإضافة إلى حاصلات زراعية مثل البرتقال وعنب المائدة وعلف البنجر والفراولة المجمدة.
كما يوشك التمر المصري على دخول السوق الصينية، بعدما تم في سبتمبر من هذا العام توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون بين الإدارة العامة للجمارك الصينية ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي المصرية لتصدير التمر المصري الطازج إلى الصين، وقد تم بالفعل إقرار أربع مزارع مؤهلة لتصدير هذا المنتج إلى الصين.
وفي ظل هذه النتائج المحرزة في إطار مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين في عام 2013، قال سالمان إن مصر تثمن المبادرة وتعتبرها من أهم المبادرات في الألفية الجديدة، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية تولي اهتماما شديدا بها لأنها تتوافق مع استراتيجيتها الخاصة بتنمية محور قناة السويس، لذلك وقع البلدان في يناير 2016 خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى مصر على اتفاق للتعاون بينهما في إطار المبادرة.
ويتواصل العمل المشترك على بناء الحزام والطريق ولاسيما في مجال التعاون الاستثماري بين البلدين والذي يمثل شقا هاما جدا في العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما، حيث قال سالمان إن الصين تحتل المرتبة رقم 20 بين الدول الأجنبية المستثمرة في مصر وذلك بعدد شركات مستثمرة يصل طبقا لأحدث الإحصاءات إلى حوالي 1668 شركة بحجم أكثر من 7 مليارات دولار.
وتابع أنه تكمن ميزة الاستثمارات الصينية في مصر في أنها متنوعة وتغطي مجالات عدة من بينها البنية التحتية والاتصالات والصناعات الغذائية والسيارات وتكنولوجيا المعلومات وإقامة المناطق الاقتصادية والصناعية، فضلا عن المشروعات الكبرى التي تضفي بعدا هاما على التعاون الصيني المصري الذي يزداد متانة يوما بعد يوم في ظل الربط الوثيق بين الاستراتيجيتين التنمويتين للبلدين وهما “رؤية مصر 2030” ومبادرة الحزام والطريق.
وأشار إلى أن الصين ومصر تسطران صفحات أجمل في تعاونهما القائم على المنفعة المشتركة، حيث أشار الوزير المفوض المصري إلى أن تطرق التعاون بين مصر والصين إلى آفاق إقليمية وذلك في إطار منتدى التعاون الصيني العربي والمنتدى الصيني الإفريقي يؤكد أن فضاء التعاون بين البلدين رحب للغاية.