قال رئيس قطاع المحميات بوزارة البيئة، الدكتور محمد سالم، إن مصر بها نحو 30 فصيلة من سمك القرش بمنطقة البحر الأحمر، بعضها مصنف عالميًا أنه من النوع الهجومي للبشر ونحن في مصر رغم وجود هذه الأنواع المهاجمة إلا أننا الأقل في العالم فتكا بالمواطنين.
وأضاف سالم، في تصريحات لـ “المال”، أنه لدينا نوعين من الحوادث الأول يتعلق بخطا القرش في تحديد الفريسة التي سيهاجمها وهذه تمثل نحو 90% من إجمالي الحوادث على مستوى العالم وبعض الحوادث تنجم عن أخطاء بشرية تؤدي إلى إستفزاز القرش مما يدفعه للهجوم.
هجوم سمكة قرش في جنوب سيناء
جاء ذلك عقب واقعة هجوم سمكة قرش على ثلاثة أشخاص في منطقة رأس محمد، موضحًا أن المصابين عبارة عن ثلاثة أشخاص اثنين منهم أجانب يحملان الجنسية الاوكرانية أم وإبنها إضافة للمرشد السياحي المرافق لهم.
الإصابات متوسطة
وأكد رئيس قطاع المحميات بوزارة البيئة، أن جميع الإصابات متوسطة والحالات مستقرة رغم تضرر الطفل بالإصابات الأكثر.
وأشار إلي أن عملية اكتشاف الإصابات كانت عبر استغاثة أرسلها مرتادو اللانش الذي تعرض للهجوم إلى اللانش الذي أوصلهم للمنطقة وفور ذلك وصل لانش إنقاذ سريع متخصص في عملية نقل المصابين وتم نقلهم سريعًا لمستشفى شرم الشيخ.
وبشأن تفاصيل الواقعة، أوضحت وزارة البيئة في بيان رسمي لها، أنها تلقت أول أمس الأول، تلقت بلاغا يفيد بتعرض 3 أشخاص لهجوم من سمكة قرش أثناء ممارسة رياضة السباحة السطحية بالقرب من منطقة غوص “الشارك ريف” بمحمية رأس محمد؛ ما نتج عنه حدوث إصابات بهم استدعت نقلهم من موقع الحادث إلى المستشفى لاتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة.
وفور ورود البلاغ، أصدرت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، تكليفا بتشكيل مجموعة عمل من المختصين بمحميات جنوب سيناء؛ لدراسة ملابسات الحادث وجمع المعلومات من جميع المصادر وبالأخص من شهود الحادث الذين تواجدوا بالمنطقة وقت وقوع الهجوم، مع تحليل تلك البيانات والمعلومات طبقا للبروتوكولات المستخدمة عالميا في تحقيقات حوادث هجوم أسماك القرش على البشر.
ونتج عن أعمال فحص ملابسات الحادث، أن اثنين من المصابين سياح من دولة أوكرانيا (أم وابنها)، بالإضافة إلى المرشد المرافق للفوج السياحي على اللنش التابع لمركز غوص بشرم الشيخ، الذي كان يمارس بعضهم رياضة الغوص، والآخرون رياضة السباحة السطحية بمنطقة غوص “الشارك ريف” بمحمية رأس محمد.
وتعرض الطفل المصاب الذي كان ضمن المجموعة التي كانت تمارس رياضة السباحة السطحية، والتي كانت تضم 6 أفراد، بالإضافة إلى المرشد المصري إلى هجوم من سمكة قرش؛ ما ترتب عليه إحداث إصابة، مما أرغم المجموعة على الصعود بالمنطقة الضحلة من الشعاب المرجانية والاستغاثة باللنش المستخدم في تنفيذ الرحلة.
وتابعت فؤاد، أنه فور اقتراب اللنش من المجموعة وإلقاءه لطوق النجاة لهم، وأثناء قيام المجموعة بالسباحة في اتجاه اللنش كررت سمكة القرش هجومها مرة أخرى على 3 أفراد، منهم الطفل الذي تمت مهاجمته في المرة الأولى، وهو ما ترتب عليه إحداث إصابات بهم جميعا.
وانتهى تفسير مجموعة العمل الخاصة بالحادث، أنه نتج عن هجوم من سمكة قرش من نوع القرش المحيطي ذو الزعنفة البيضاء (Oceanic Whitetip Shark)، قُدر حجمها بمترين تقريبا.
وفور تأكد وزارة البيئة من ملابسات الحادث وأسبابه، أصدرت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة تعليماتها بإيقاف كامل الأنشطة البشرية بمحيط حدوث الهجوم، طبقا لما هو متبع عالميا في حالات هجوم أسماك القرش على البشر، وهو إجراء احترازي لضمان عدم تكرار حادث الهجوم على أشخاص آخرين خلال الأيام التالية للحادث.
وبمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي، تم التوصل إلى مقطع فيديو مصور تحت الماء بمنطقة الحادث بواسطة أحد الغواصين العاملين في مجال غوص السفاري، وقد ظهر فيه أنثى سمكة قرش يقدر طولها بحوالي 2 متر من نوع القرش المحيطي ذو الزعنفة البيضاء، يصدر عنها سلوكا وتصرفات غير طبيعية تتصف بالعدائية تجاه البشر، وهو ما يرجح أن تلك السمكة هي من قامت بالهجوم على المصابين وضعا في الاعتبار البيانات والمعلومات سالفة الذكر.
وأكدت وزارة البيئة أن فريق العمل المختص ببحث ملابسات الحادث، مازال يقوم باستكمال مهام عمله للتوصل بشكل دقيق لأسباب السلوكيات التي نتجت عن سمكة القرش المتسببة في الحادث تجاه المصابين.