أشاد رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي الأردني موسى شتيوي، بالتجربة الصينية بجوانبها المختلفة، لا سيما في مسائل الحوكمة والتخطيط وإدارة شؤون الدولة وإدارة العلاقات الدولية.
وفي مقابلة أجرتها معه وكالة شينخوا بعد عودته من زيارة لبكين قال شتيوي إن الزيارة كانت ثرية ومفيدة وأتاحت له الإطلاع على جوانب سياسية واقتصادية وثقافية للصين.
وأشار إلى أن التجربة الصينية قريبة من واقع الدول العربية، مشددا على أن الصين ليست مجرد دولة صاعدة فقط، بل هي حضارة عريقة ودولة شهدت إنجازات متراكمة مما أسهم في إثارة تساؤلات مهمة لدى الدول العربية بشأن سبل تحقيق أهدافها التنموية وكيفية الاستفادة من هذه التجربة ضمن هذا السياق.
وأكد أن دول العالم النامي، بما فيها الدول العربية، لا تزال تتلمس طريقها لتحقيق التنمية المستدامة والرخاء الاقتصادي والاجتماعي، لافتا إلى أن التجربة الصينية تكتنز العديد من الإيجابيات التي يمكن البناء عليها في مناطق عدة من العالم، سواء في مجال الحوكمة أو التنمية الاقتصادية أو تنمية العلاقات الدولية.
وقال شتيوي إن هناك ثلاث نقاط في التجربة الصينية تستحق الإعجاب، أولها التخطيط الذي يعكس بوضوح الدور المحوري للدولة في إدارة الاقتصاد، مبينا أنه لا يمكن للدول النامية أن تحقق تقدما حقيقيا أو تنجز أهدافها التنموية دون وجود دور فاعل للدولة في عملية التخطيط الاقتصادي.
وأضاف أن النقطة الثانية هي التركيز على التعليم والبحث العلمي، إذ تخصص الصين موارد كبيرة لدعم البحث العلمي وتطوير البنية التحية المعرفية من جامعات ومراكز بحث وتخطيط، وهو ما يشكل ركيزة أساسية من ركائز نجاحها.
وبيّن أن الدول في ظل الثورة الصناعية الرابعة والعولمة باتت بحاجة ماسة إلى التكنولوجيا المتقدمة، التي باتت الوسيلة الرئيسية لتحقيق التنمية الاقتصادية، مشيرا إلى أن التقدم العلمي والابتكار والإبداع لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كان هناك نظام تعليمي قوي ونظام بحثي متين وهو ما يتطلب رؤية وطنية وإرادة سياسية، إلى جانب توفير مصادر تمويل كافية ومستدامة.
وأشار شتيوي إلى النقطة الثالثة المهمة في التجربة الصينية تكمن في الاهتمام بالبعد الثقافي، موضحا أن الصين بوصفها دولة ذات حضارة عريقة تبذل جهودا كبيرا للحفاظ على الإرث الثقافي والحضاري، وتعمل على إبراز ثرائها الحضاري وربطه بالحداثة، دون إغفال القيم والتقاليد الإيجابية.
وردا على سؤال حول استفادة الأردن من هذا النموذج، قال شتيوي إن الصين لديها القدرة على تقديم نوع من الدعم لدول العالم. وبالنسبة للأردن فإن تقديم الخبرة في البحث والابتكار يعتبر مجالا مهما جدا. كما أن الصين تمتلك خبرات في البنية التحتية يمكن أن يُستفاد منها في الأردن، بالإضافة إلى الاستفادة من التجربة التعليمية والعلمية في الصين. وأشار أيضا إلى امتلاك الشركات الصينية خبرات كبيرة في مجال البنية التحتية، مضيفا أنه بحث خلال لقاءاته مع المسؤولين الصينيين سبل تقديم المساعدة في هذا المجال.