تستهدف الشبكة القومية للزلازل ب والجيوفيزيقية ضخ استثمارات بقيمة 500 مليون جنيه خلال 5 أعوام المقبلة، عبر تمويل من الحكومة، لتطوير الشبكة وتحويل 10 نقاط فى الرصد لنظام الإنذار المبكر.
أكد أحمد بدوى، رئيس الشبكة فى حواره لـ»المال»، أن النقاط موزعة بين مناطق شمال ووسط وجنوب مصر، منوهاً بأهمية هذا النظام، الذى يتمثل دوره فى رصد الخواص الفيزيائية للأرض وأى مقدمات قبل حدوث الزلازل.
■ مصر رصدت 721 هزة أرضية خلال العام الماضي.. ولا يوجد جهاز يتنبأ بموعد حدوثها
وأضاف أن نظام الإنذار المبكر لا يعنى التنبؤ بموعد حدوث وإنما رصد أى تغيرات مفاجئة تحدث فى الأرض والاستعداد لها، مشيراً إلى أن الزلازل تحدث عبر موجات أولية وهى سريعة، ولا تتسبب فى حدوث مشاكل وموجات تتبعها ثانوية وهى ذات حركات أفقية تؤدى إلى حدوث المخاطر.
■ مليون زلزال فى العالم سنوياً و%10 منها فقط محسوس
ولفت رئيس الشبكة القومية للزلازل إلى أن جميع المحطات فى العالم ترصد مليون زلزال سنوياً، يشعر البشر بنسبة %10 منها فقط، مشيراً إلى أن الزلازل لها توزع هرمى على رأسها يأتى زلزال أكبر من 8 ريختر يليه 20 زلزالا بين 7 إلى 8 ريختر يليه 200 زلزال من 6 إلى 7 ريختر، ثم أكثر من %50 منها أقل من 5 ريختر.
أشار إلى أن مصر سجلت خلال 2018 حوالى 721 زلزالا موزعة مابين 633 زلزال أقل من 3 ريختر، و 35 زلزال مابين 3 إلى 5 ريختر.
قال إن الزلازل هى اللغة الرسمية للأرض، التى تتحدث بها عن نفسها فمن خلالها استطاع العلماء التعرف على التكوين الداخلى للأرض والثروات المعدنية التى تمتلكها، قائلاً» الزلازل فى ظاهرها نقمة إلا أنها فى باطنها نعمة كبيرة فلولا هذه الطاقة التى تخرج مع كل زلازل لانفجر الكوكب».
ولفت إلى أن جميع المراصد والشبكات فى العالم تسجل الزلازل أثناء حدوثها، ولا توجد أجهزة على مستوى العالم حتى فى الدول المتقدمة تتنبأ بالزلازل قبل حدوثها، متابعاً أن هذه الظاهرة الطبيعية لا تحترم أيضاً الحدود السياسية.
أشار إلى أن هناك مردود إيجابى من عملية رصد الزلازل، لأن التعرف على التاريخ الزلازلى للمنطقة يساعد فى التخطيط للمستقبل بشكل أفضل.
وأوضح أن المعهد أطلق مبادرة عن التنمية المستدامة والحد من المخاطر، وأنهما وجهان لعملة واحدة، متابعاً أن تسجيل الزلازل ومعرفة الأماكن النشطة والخاملة يساهم عند التخطيط لإنشاء أى مشروع.
■ محطة الضبعة النووية آمنة وجار دراسة 5 مواقع أخرى
وأكد بدوى أن المواقع التى تم اختيارها لتنفيذ المشروعات القومية مثل ، العاصمة الإدارية والعلمين آمنة تماماً ضد الزلازل، بعد إجراء الدراسات اللازمة بهذا الشأن.
تابع أن هناك 5 مواقع أخرى مقترحة لإنشاء مفاعلات نووية يتم إجراء الدراسات اللازمة لها منها منطقة النجيلة بغرب مطروح، و3 مواقع أخرى على البحر الأحمر.
■ اليابان تقع فى أخطر منطقة.. ورغم ذلك %65 من طاقتها نووية
ولفت إلى أن اليابان من أكثر المناطق التى تقع فى أخطر زلزلية وبركانية على مستوى العالم ورغم ذلك 65% من الطاقة فى اليابان نووية.
عن وضع مصر وترتيبها فى قائمة الدول الأكثر عرضة للزلازل، أكد أن نشاط الزلازل فى مصر من النوع المتوسط والضعيف وأنها بعيدة كل البعد عن الـ 7 أحزمة الزلازية فى العالم.
أشار إلى أن البؤر النشطة تقع فى البحر الأحمر، شرق البحر المتوسط، منطقة دهشور، بحيرة ناصر، جنوب شرق بنى سويف بالإضافة إلى أبو الدباب.
لفت إلى أنه بعد زلزال 1992 أصبح لدينا أحدث شبكة قومية لرصد الزلازل تضم 70 محطة تغطى أنحاء الجمهورية، وتعمل على مدار الساعة.
تابع أن زلزال 1992 كان متوسط القوة ولكن الخسائر البشرية والاقتصادية التى نتجت عنه كانت كبيرة بسبب عدم الإستعداد بالشكل المطلوب لها فى ذلك الوقت، مؤكداً أنه كلما كانت درجة الاستعداد أعلى كلما كانت الخسائر أقل.
نوه إلى أن مصر من أقدم الدول التى رصدت الزلازل وتعد ثانى أكبر دولة على مستوى العالم بعد الصين لديها تاريخ زلزالى يصل لحوالى 4500 عام.
■ حادثة 1992 تتكرر بعد 147 عاما وبنفس القوة
عن إمكانية تكرار زلزال 1992، أكد أن الإحصاءات والدراسات تشير إلى أنه كل 147 عاما سوف يتكرر هذا الزلزال، فى نفس الموقع بدهشور جنوب غرب القاهرة وبنفس القوة.
عن ما يتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعى بأن منطقة شرق القاهرة معرضة لحدوث زلازل ضخم بها، أكد أن هذه المنطقة لها طبيعة خاصة فمن الناحية الجيولوجية هى منطقة إجهاد قص بها فوالق وصدوع ولكن ما يتم تدواله غير صحيح.
أوضح أن الزلازل واحدة من وهناك فرق كبير بين الظواهر الطبيعية والكوارث الطبيعية.
أضاف أن الفرق بين الدول المتقدمة وغيرها درجة استعداد المواطنين فى تلقى الصدمة الناجمة عن هذه الظاهرة الطبيعية، وبالتالى لن يكون هناك خسائر كبرى حال الاستعداد الجيد.
أكد أن الزلازل الأقل من 4 ريختر لا يمكن الاحساس به لأنه تنبع من عمق 700 الى 800 كيلو.
عن المركز الإقليمى للزلازل فى أسوان، أكد أن لهذا المركز دور مهم فهو يعمل على مدار الساعة على رصد النشاط الزلزالى، وعلاقته بمنسوب المياه فى بحيرة ناصر.
لفت إلى أن مصر لديها خريطة للمخاطر تضم 27 محافظة، منوها بأهمية إدخالها ضمن خريطة الاستثمار والتنمية.
وتابع بدوى أن أى مستثمر يرغب فى الاستثمار وتدشين مشروعات بمصر لا بد أن يطلع على خريطة المخاطر الخاصة بالزلازل.