عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، مؤتمراً صحفياً، بمقر الحكومة بحضور وزراء السياحة والآثار، والطيران المدني، والدولة للإعلام، في إطار متابعة الإجراءات التي تتخذها الدولة لمجابهة فيروس (كورونا المستجد كوفيد -19).
بدأ رئيس الوزراء حديثه بالإشارة إلى أن عقده للمؤتمر يأتي في إطار متابعة وتقدير أزمة فيروس “كورونا” المستجد العالمية، وامتداداً للجهود والإجراءات الاستباقية التي تتخذها الدولة لهذا الشأن ومن بينها تعليق الفعاليات، والدراسة أسبوعين.
وتابع رئيس الوزراء أن المجموعة الوزارية المسئولة عن متابعة الأزمة تجتمع يوميًا في مجلس الوزراء؛ لمناقشة هذه الأزمة على المستوى العالمي وتداعياتها المحلية.
ويتم اتخاذ القرارات اللازمة في ضوء التوجيهات الرئاسية باتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية التي تضمن سلامة وأرواح المواطنين.
وقال مدبولي إن هذه المرحلة تتطلب اتخاذ عدد آخر من القرارات الاحترازية للتصدي لانتشار الإصابة بفيروس “كورونا”.
وقال إن هذه الإجراءات تم اتخاذها بعد دراسة ومناقشة بشكل مستفيض.
وأعلن رئيس الوزراء القرار الأول بتعليق حركة الطيران بكل المطارات المصرية بدءًا من ظهر يوم الخميس 19 مارس وحتى 31 مارس الحالي.
وتابع مدبولي أن آخر طائرة سوف يسمح لها بالتحليق سيكون ظهر يوم الخميس المقبل.
وأوضح أن هذا الإجراء يستهدف تقليل الاختلاط المباشر سواء بالنسبة لحركة السياحة، أو القادمين إلى مصر، أو حتى الخارجين منها خلال هذه المرحلة،.
وبالنسبة للضيوف المتواجدين على أرض مصر، قال رئيس الوزراء إنه سوف يُسمح لهم باستكمال برامجهم السياحية؛ حتى يتم مغادرتهم للبلاد وفق توقيتاتهم.
وأعلن رئيس الوزراء القرار الآخر، وقال إنه سوف يصدر عن مجلس الوزراء في وقت لاحق اليوم خلال ساعات قليلة، وهو قرار بتخفيض عدد العاملين بالمصالح والأجهزة الحكومية التي يكون عملها بشكل أساسي أنشطة إدارية لا تمس حياة المواطنين بصفة حقيقية أو استراتيجية؛ للحد من الاختلاط والاحتكاك بين المواطنين أيضاً.
وأوضح مدبولي أن هذا القرار يُستثنى منه المصالح الحكومية الخاصة بالخدمات الاستراتيجية والأساسية بالدولة.
وخاطب رئيس الوزراء المواطنين قائلا: إن كل هذه الإجراءات الاستباقية والاحترازية، التي تتخذها الحكومة في ضوء متابعة تداعيات الفيروس على مستوى العالم حتى نتصدى للإصابة بهذا المرض وتسْلم مصر من ذلك الوباء الذي أصاب مواطني دول عديدة حولنا.
وقال رئيس الوزراء إن القرارات تستهدف الحفاظ على أرواح وسلامة المواطنين.
وتابع قائلا: “لا شك في أن هذه الإجراءات لها تبعات اقتصادية وخسائر، ولكن الدولة تتحملها بنفس راضية في سبيل الحفاظ على صحة المواطنين، وتبذل قصارى جهدها لتكون على قدر المسئولية لحماية أرواح جميع المصريين”.
وأضاف مدبولي: ” أؤكد هنا ونحن نتخذ تلك الإجراءات من جانبنا في إطار المسئولية الملقاة على عاتقنا، لا بد أن يكون المواطنون على قدر المسئولية أيضاً؛ وعليهم القيام بالدور المطلوب منهم، وعدم الاستخفاف بالإجراءات الوقائية”.
وناشد مدبولي كل رب كل أسرة بأن يأخذ الاحتياطيات اللازمة لحماية أسرته، وناشد المواطنين بالعمل على الحد من التجمعات في الشوارع والأماكن العامة كما تم التحذير من الآثار السلبية لذلك، ومن جميع السلوكيات السلبية التي يمكن أن ينتج عنها انتشار لهذا المرض.
وناشد رئيس الوزراء جموع الشعب المصري للحد من ممارساتنا وسلوكياتنا التي تعرضهم للإصابة بفيروس “كورونا”.
وكرر قائلا : “مرة ثانية وثالثة وعاشرة أناشدكم أن تأخذوا الموضوع بجدية هذه الفترة، لأنه رغم تزايد أعداد الإصابة إلى حد ما، إلا أنها ليست بالصورة الموجودة في دول كثيرة أخرى” .
وأكد رئيس الوزراء أن على الدولة والمواطنين تتحمل المسئولية معاً، لتجنيب مصر تزايد حالات الإصابة التي تشهدها دول أخرى بالصورة التي نتابعها، وتعطينا مؤشراً مهماً، أنه لابد أن نحد من الأعداد التي يمكن أن تُصاب أو تنتقل إليها العدوى المرحلة القادمة.
وناشد مدبولي المواطنين المصريين بأن يكونوا على قدر المسئولية، ويكونوا مُدركين تماماً للوضع، ويتعاملون معه بقدر كبير من الالتزام، وعدم التقليل منه أو الاستهتار به، حتى لا يدفعنا ذلك لمناحٍ نرجو ألا تواجهها مصر، وبالصورة التي نجدها في عدد كبير من البلدان” .
وسلط رئيس الوزراء الضوء على جانب من السلوكيات التي حدثت الأيام الماضية، والمتمثلة في التكالب على شراء السلع.
وقال إنه عقد أمس مجموعة كبيرة من الاجتماعات مع وزير التموين وأجهزة الدولة، ويتم التواصل مع القوات المسلحة ووزارة الداخلية، وأكد أن مصر لديها رصيد كبير جداً من السلع يكفي لشهور مقبلة.
وشدد مدبولي في الوقت نفسه على عدم التكالب على شراء السلع والمنتجات الغذائية، أو التكالب على الشراء بشكل به إسراف مبالغ.
وقال إن هناك تنسيقا تاما مع كل أجهزة الدولة واتحاد الغرف التجارية، وجميع المصانع، والحمد لله كل السلع تكفي حاجة الاستهلاك لعدة شهور مقبلة، ولا داعي للقلق .
وأكد رئيس الوزراء أنه تم التنسيق مع وزيري الداخلية والتموين للتعامل بمنتهى الشدة والحزم مع أي نوع من الممارسات التي يمكن أن يقوم بها أفراد لإخفاء أي سلع أو زيادة أسعار بعضها، دون أي مبرر، لأن كل السلع متوافرة.
على جانب آخر، أكد رئيس الوزراء أنه سوف يتم الاستفادة من فترة توقف حركة الطيران لمدة أسبوعين لإعطاء الفرصة للمنشآت السياحية والفنادق لاتخاذ كل الإجراءات الخاصة بالتعقيم والتطهير؛ حتى نكون قادرين بمجرد عودة حركة الطيران لطبيعتها لاستقبال ضيوفنا القادمين من أي مكان إلى مصر.
وجدد الدكتور مصطفى مدبولي التأكيد على رسالته للمواطنين بضرورة أن نكون جميعاً على قدر المسئولية والشعور بوجود أزمة على مستوى العالم كله، وألا نستخف أو نستهين بها، أو نتصور أنها بعيدة عنّا،
وقال ” إذا سمحنا بوجود استخفاف بهذه الأزمة.. من الممكن لا قدر الله أن يتسبب ذلك في وضع سيئ لمصر”.
وأضاف: نتخذ هذه القرارات لأن أهم شيء بالنسبة لنا، ليس الخسائر المادية، وإنما أرواح وصحة المصريين، “ربنا يسلم مصر ويحفظها من كل سوء”.
وأكد مدبولي أن الحكومة تعمل على قلب رجل واحد حتى يحفظ الله مصر ويقينا من شر انتشار هذا الوباء.
وفي ختام حديثه بالمؤتمر الصحفي، أهاب رئيس الوزراء بالمواطنين ضرورة عدم الانسياق وراء ما يتم إطلاقه من شائعات حول انتشار ڨيروس “كورونا” المستجد.
وجدد التأكيد على أن الدولة تتعامل بمنتهى الشفافية مع هذا الملف، ولا تخفي شيئاً، من خلال إصدار بيانات رسمية وفق أحدث المستجدات الواردة يومياً، من مختلف الجهات المعنية، وعقد المؤتمرات الصحفية لاطلاع المواطنين على هذه المستجدات.