رئيس الحكومة المغربية: التحول الرقمي لم يعد «ترفا» بل أصبح محركا للتعاون بين الدول الأفريقية

قال إن التحول الرقمي يحفز التنمية المستدامة ويخلق البيئة الملائمة لتعميق التكامل بين البلدان الأفريقية

رئيس الحكومة المغربية: التحول الرقمي لم يعد «ترفا» بل أصبح محركا للتعاون بين الدول الأفريقية
مصطفى طلعت

مصطفى طلعت

10:21 ص, الجمعة, 31 مايو 24

سلط عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المغربية، الضوء على الدور الذي تلعبه التكنولوجيا والابتكار في تعزيز التحالفات المهمة لمستقبل قارة أفريقيا.

وقال «أخنوش» إن التحول الرقمي ليس مجرد ترف تكنولوجي، بل هو محرك أساسي لتعزيز التعاون بين البلدان الأفريقية، موضحًا أن التحول الرقمي يقدم حلولًا ملموسة للتحديات التي تواجهها قارتنا، ويحفز التنمية المستدامة ويخلق البيئة الملائمة لتعميق التكامل بين البلدان الإفريقية.

وأضاف: «إن تبنّي هذا التحول وتعزيزه يكتسي أهمية كبرى في تمكي أفريقيا من تحقيق قدراتها الكاملة في القرن الحادي والعشرين. وفي هذا الصدد، يعدّ معرض جيتكس أفريقيا منصة متميزة لمناقشة المحفزات الرئيسية التي تمكن القارة الأفريقية من أن تصبح مستهلكُا ومنتجًا للتقنيات الرقمية».

وقال المدير العام للهيئة الرقمية في دبي، حماد عبيد المنصوري: «لقد اختارت المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة مسار الثورة الرقمية، وبلورتا اختيارهما على أساس مصلحة الإنسان في إطار التنمية المستدامة».

وأضاف: «نحن في دبي، وانطلاقًا من عملية التحول الرقمي التي نفذناها منذ مطلع الألفية، لا يسَعنا إلا أن ننظر بإعجاب وتقدير إلى التجربة المغربية، خاصة في مجال تعزيز التعاون الإقليمي والدولي وبناء الجسور لتحل محل الحدود الضيقة».

وتابع: “هذا يؤكد أن العالم أصبح اليوم عبارة عن قرية صغيرة، وأن معركة التنمية المستدامة هي معركتنا جميعًا. فالإنجازات الفردية مهما بلغت درجة نجاحها تبقى ناقصة إذا لم تكن مِلكًا للجميع، خصوصًا في الوقت الحاضر الذي صار فيه العالم مترابطًا بشكل لم يسبق له مثيل ».

من جانبها، أبرزت الدكتورة غيثة مزور، الوزيرة المغربية المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، النمو الملحوظ لعدد الشركات الناشئة في المغرب وأفريقيا، مشيرة إلى مشاركة المئات من بينها كعارضين في جيتكس أفريقيا المغرب 2024.

وقالت: «رأينا، خلال العام الماضي، صعود العديد من الشركات الناشئة في المغرب وفي أفريقيا بشكل عام، وأنا فخورة اليوم برؤية أن العديد منها ممثلة في هذه الدورة. لم يكن ذلك مفاجئًا؛ لأن الكثير من التطورات حدثت في عالم التكنولوجيا منذ العام الماضي».

وأشارت الوزيرة أيضًا إلى الأهمية التي أصبح تكتسيها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تحول الاقتصاد الأفريقي ورفع التحديات التي تواجهها القارة.

وأضافت: «سأدعكم تتخيلون كيف ستبدو اقتصاداتنا وحياتنا، في السنوات القليلة المقبلة. إن دعم نمو إفريقيا كقوة تكنولوجية وذكاء اصطناعي هو أمر أساسي لتصنيع أفريقيا ونموها، ولخلق فرص الشغل في قارة سيتضاعف عدد سكانها بحلول عام 2050. حيث سيكون 50% من الأفارقة تحت سن 25 عامًا بحلول ذلك الوقت».

وشدّد محمد الإدريسي الملياني، المدير العام لوكالة التنمية الرقمية، على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تسريع التحول الرقمي،

وقال: «يشكل انعقاد النسخة الثانية لمعرض جيتكس إفريقيا المغرب في بلدنا فرصة ثمينة للاعتراف بالمجهودات الجبارة التي بُدِلت من قبل كل الفاعلين في مجال التنمية الرقمية، سواء أكانوا من الإدارات أو المؤسسات العمومية أم من هيئات القطاع الخاص. فهذه الثورة التكنولوجية، التي تشارك فيها جميع المنظومات القطاعية بكل تخصصاتها، تشكل شهادة حية على مدى الأهمية التي يوليها بلدنا لإدماج التكنولوجيا ورقمنة الخدمات المُقدَّمة».

وقالت تركسي لوه ميرماند، الرئيسة التنفيذية لكون العالمية: «بعد سنة فقط، وبينما نحن مجتمعون هنا، ضاعف جيتكس أفريقيا حجمه. نحتل الآن 20 قاعة عرض. إن جيتكس أفريقيا في المغرب ليس فحسب أكبر معرض للتكنولوجيا والشركات الناشئة في أفريقيا، بل إنه أيضًا مماثل لبعض أكبر صالونات التكنولوجيا والشركات الناشئة وأكثرها شهرة على المستوى الأوروبي، إن لم يكن أكبر منها. فمع المغرب تجاوز جيتكس أفريقيا القارات».

وأضافت: «لو سألنا ChatGPT قبل عامين إن كنا قادرين على خلق أكبر معرض للتكنولوجيا والشركات الناشئة الذي لم يسبق له مثيل في إفريقيا، مع جميع الخوارزميات المتوفرة لنا، لا أعتقد أنه كان سيتنبأ بالنجاح الذي حققنا اليوم. يقال إن أفريقيا هي آخر حدود النمو العالمي، ومع بزوغ الذكاء الاصطناعي، أصبحت الفرص والوقع على أفريقيا هائلة. نعدكم بأن الفرص هنا غير محدودة».

وانطلقت بمراكش فعاليات معرض ومؤتمر جيتكس أفريقيا المغرب 2024، الحدث الأبرز والأكثر تأثيرًا على مستوى القارة الأفريقية في مجال التكنولوجيا والشركات الناشئة.

وتتواصل فعاليات جيتكس أفريقيا المغرب إلى غاية 31 مايو بمراكش، موفرة 280 ساعة من المحتوى الغامر، بما في ذلك نقاشات الموائد المستديرة المتزامنة، الجلسات الحصرية والخطابات الافتتاحية لبعض الأسماء الوازنة في عالم التكنولوجيا

ويعدّ هذا المعرض منصة لاستكشاف الفرص الرقمية والنمو الاقتصادي في أفريقيا من خلال برنامج مكثف يمتد على ثلاثة أيام، يجمع نخبة من أبرز خبراء التكنولوجيا والمبتكرين الرواد وصناع السياسات والقادة الحكوميين والمستثمرين.

وتنعقد النسخة الثانية من معرض جيتكس أفريقيا المغرب تحت رعاية الملك محمد السادس، تحت إشراف وزارة التحول الرقمي وإصلاح الإدارة، بشراكة مع وكالة التنمية الرقمية.

وتتولى تنظيمه شركة كون العالمية، الفرع المتخصص في النشاط الدولي لمركز دبي التجاري العالمي الذي ينظم جيتكس، الذي يعد أكبر علامة لتنظيم الأحداث التكنولوجية عبر العالم.

ويستقبل 1400 عارض من الشركات التكنولوجية والشركات الناشئة، وأكثر من 350 مستثمر من المستوى الأول، وأكثر من 600 محاضر، و100 هيئة حكومية، إضافة إلى عشرات الآلاف من المشاركين القادمين من 130 دولة.