قال رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس، إن الاقتصاد العالمي سيستغرق عامين أو ثلاثة حتى يتمكن من استعادة مستويات الإنتاج إلى ما قبل تفشي وباء كورونا الجديد.
وذكر رئيس البنك الدولي في ندوة افتراضية نظمتها صحيفة: “وول ستريت جورنال” أن الاقتصاد الصينى يتعافى، ومن شأن ذلك أن يساعد البلدان المجاورة.
العامل الأكثر أهمية هي الدول ذات الاقتصادات المتقدمة
ورأى رئيس البنك الدولي، أنه بالنسبة للدول ذات الاقتصادات النامية من حيث العودة إلى المؤشرات التي حدثت قبل الوباء، فإن “العامل الأكثر أهمية هي الدول ذات الاقتصادات المتقدمة، لأنه في الغالب توجد هناك أسواقها”.
كما رصد رئيس البنك الدولي، أن عمليات الانتعاش في البلدان ذات الاقتصادات المتقدمة تسير بشكل أسرع إلى حد ما مما كان متوقعا، فيما يكون الوضع معقدا في عدد من الدول ذات الاقتصادات النامية، خاصة بسبب انخفاض تدفق السياح إليها.
وتحدثت في نفس الندوة جيتا جوبيناث، كبيرة الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، مشيرة إلى أن الشركات التي استثمرت في تطوير منصات افتراضية، ولديها بنية تحتية رقمية تكيفت بسرعة كبيرة مع الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الوباء.
ولفتت جوبيناث إلى أن هذا الأمر ينطبق بشكل خاص على الشركات التي تعمل في مجال التعليم أو تقدم المشورة الطبية.
عدم “وجود اتصال بالإنترنت في نصف العالم” يعوق التعافى الاقتصادى
ورأت كبيرة الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، أن إحدى المشاكل تتمثل في عدم “وجود اتصال بالإنترنت في نصف العالم”، مشددة على ضرورة الاستثمار في هذا المجال.
من ناحية أخرى، قالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني لرويترز إنه من غير المرجح رفع تصنيف أي من الاقتصادات الكبيرة في 2021 على الرغم من التطورات المرتبطة بالتحصين من مرض كوفيد-19 في الآونة الأخيرة، مضيفة أن بلدانا في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وأفريقيا تبدي أعلى مستويات التعرض لمزيد من التحرك السلبي في العام المقبل.
وقال توني سترينجر مدير العمليات المعني بالتصنيفات السيادية العالمية في فيتش في رد على استفسارات من رويترز “لدينا تصنيفين سياديين فحسب “ساحل العاج ونيوزيلندا” مع نظرة مستقبلية إيجابية في لذلك يبدو في الوقت الراهن أن رفع التصنيف الائتماني لأي اقتصاد كبير مستبعد في 2021″.
وأضاف: “المنطقتان اللتان شهدتا بالفعل معظم عمليات خفض التصنيف الائتماني “أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وأفريقيا” تبديان بالفعل أعلى مستويات التعرض لمزيد من التحرك في الاتجاه السلبي في ظل 9 و12 نظرة مستقبلية سلبية على التوالي”.
البلدان التي تضررت بشدة من جائحة كورونا ستشهد الحد الأقصى من الانتعاش الاقتصادي
وقال بريان كولتون كبير الاقتصاديين في فيتش لرويترز إن البلدان التي تضررت بشدة من جائحة كورونا ستشهد الحد الأقصى من الانتعاش الاقتصادي من لقاح فعال وهو ما سيجري طرحه على نحو سريع في النصف الأول من العام المقبل.
وأضاف “ستستفيد كافة البلدان المتقدمة على نحو واضح (من اللقاح) لكن بريطانيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا كانت ضمن الأكثر تضررا في النصف الأول من 2020 وحجزت بريطانيا والاتحاد الأوروبي طلبيات ضخمة من لقاحات فايزر ومودرنا وأسترازينيكا”.
بداية 2021 ستكون ضعيفة في أوروبا والولايات المتحدة
كما ذكر أن بداية 2021 ستكون ضعيفة في أوروبا والولايات المتحدة بفعل إجراءات العزل العام المشددة في الآونة الأخيرة وأن أوضح استفادة من أرقام النمو السنوي ستظهر في 2022.
وذكر كولتون أن فيتش تتوقع أن يكون توزيع لقاح كورونا أبطأ في الأسواق الناشئة نظرا لأن العوامل اللوجيستية لبرامج التحصين الجماعي قد تنطوي على تحديات أكبر فيما كان الحجز المسبق لطلبيات اللقاحات أقل من البلدان المتقدمة.
تأتي هذه التصريحات فيما لا تزال حالات الإصابة بفيروس كورونا في تزايد على مستوى العالم، وكشف إحصاء لرويترز أن الولايات المتحدة سجلت ذروة في الإصابات بمتوسط 193863 حالة يوميا على مدى الأسبوع الماضي.
وقالت فيتش أمس الثلاثاء، إن الضبابية المتعلقة بانتشار فيروس كورونا، فضلا عن التداعيات الاقتصادية للجائحة في الوقت الراهن وفي المدى الأطول ستواصل الضغط على الماليات العامة العالمية في 2021.
وأشارت الوكالة إلى أن انتعاش الناتج المحلي الإجمالي العالمي سيتعزز اعتبارا من منتصف 2021 حيث تبدو عمليات التحصين من الفيروس وشيكة في الوقت الراهن.