قال إيهاب إبراهيم استشاري النساء والتوليد، إنَّ آلية مشاركة القطاع الخاص في منظومة التأمين الصحي الشامل غير واضحة حاليًا، حتى في المحافظات التي بدأ التطبيق الفعلي فيها للمنظومة بالكامل.
وأكد، في حوار خاص لـ «المال» أن الفكرة واعدة وتطبيقها يساهم في تطوير البنية التحتية للقطاع الصحي، ويحسن من مستوى الخدمات الطبية، مثمنًا دور هيئة الرقابة الصحية لاعتماد المنشآت الطبية ودخولها المنظومة.
واقترح الدكتور إيهاب إبراهيم، تنظيم مؤتمر يجمع الجهات الرسمية مثل هيئات الرعاية الصحية، والاعتماد والرقابة، والتأمين الصحي الشامل، ومقدمي الخدمات الطبية من مختلف الغرف التجارية والصناعية وأصحاب الخبرات المختلفة، بحيث يخرج المؤتمر بورقة عمل وتوصيات محددة تنفذ بتوقيتات زمنية تسمح بوجود خريطة عمل وشكل محدد مرن لمشاركة القطاع الخاص كمستشفيات أو عيادات خاصة.
الولادة الطبيعية والقيصرية
وأوضح أن مصر تأتي في المركز الثاني عالميًا خلف الهند كأثر دولة تجرى جراحات الولادة القيصرية، مبديًا اندهاشه من وصول الرقم إلى أكثر من 70% بحسب المسح الصحي القومي للأسرة المصرية في عام 2021، مقارنة بالمعدل العالمي الذي يصل 20% من كل الولادات. مشددًا أن الوضع مقلوب في مصر إذ باتت الولادة القيصرية هي الأصل على الرغم من عدم ضرورتها في الكثير من الحالات.
وشرح أن الأسباب متعددة حول هذه النسبة العالية، إذ تحتاج السيدة التي تلد لأول مرة في حال الولادة الطبيعية إلى تواجد الطبيب من 12 لـ 16 ساعة تقريبًا، وهو ما يفتح الباب حول تحسين ظروف مقدمي خدمات الرعاية الصحية، والسيطرة على هجرة الأطباء التي وصفها بالكارثية خاصة مع تقديم أسواق عربية وأوروبية عوائد وإغراءات يصعب رفضها من شباب الأطباء.
إيهاب إبراهيم: ضرورة إيلاء التدريب الطبي أهمية أكبر
وأكد أن الولادة الطبيعية تحتاج خبرة كبيرة من الطبيب، كما تعتمد بشكل كبير على فكرة العمل الجماعي، وتجهيزات المستشفى، وتوافر بنوك الدم، ودور التمريض. منوهًا إلى ضرورة إيلاء التدريب الطبي المستمر لمقدمي الخدمات الطبية لكافة التخصصات أهمية أكبر خلال الفترة القادمة.
وثمَّن ما وصفه انتباه وزارة الصحة المصرية للأزمة، ومحاولة علاجها. خاصة مع وضع ضوابط للأطباء لتسبيب إجراء الحراجة القيصرية، خاصة أن الإحصائيات تكشف أنها بين أكثر العمليات التي تعرض للوفاة عالميًا، مشددًا على ضرورة متابعة نسب الولادة الطبيعية لتصل للمستوى العالمي؛ للمحافظة على صحة الأم والجنين.
وأوضح أن قرار اختيار الولادة سواء طبيعية أو قيصرية يرجع للطبيب المُتابع للحمل في المقام الأول، وفق نظام نقاط «scoring system»، إذ يراعي الطبيب حالة الأم الصحية، وإصابتها بمرض مزمن مثل سكر الحمل أو الضغط، بالإضافة إلى حالة ووضع الجنين، مثل التفاف الحبل السري حول الطفل، أو وجود الجنين في وضع غير مناسب للولادة الطبيعية، ومع قياس هذه العوامل يتخذ الطبيب القرار المناسب لكل سيدة.
الرقابة على إعلانات الخدمات الطبية
وانتقد «إبراهيم» ما وصفه بعشوائية الإعلانات في القطاع الطبي، لافتًا إلى ضرورة خضوع الإعلانات لرقابة تمنع تضليل المريض، وتستغل غياب التوعية الطبية، وضرورة التفرقة بين المحتوى الإعلامي والإعلاني على شاشات التليفزيون.
وأشار إلى وجود مقاييس جودة عالمية للمستشفيات من حيث آلية التشغيل للكوادر الطبية، إذ يتم احتساب مُمرض لكل سريرين في الغرف العادية، ومُمرض لكل سرير في غرف الرعاية المركزة، بالإضافة إلى عدد معين للأطباء لكل تخصص، كما يتم حساب تكلفة المستلزمات الطبية لمعرفة حدود المخزون الآمن، وتكلفة تقديم الخدمات الطبية.