توريد 75 ألف عداد كهرباء ذكى للعاصمة الإدارية
تتبنى شركة “فايبر مصر لخدمات البينة التحتية للاتصالات” تنفيذ استراتيجية خمسية تبدأ من 2019 إلى 2024، وتتضمن تدشين شركة قابضة تتولى حزمة متكاملة من الخدمات التكنولوجية بين البنية التحتية، والكابلات البحرية، والبنية الأساسية المتعلقة ببناء مقرات مراكز البيانات والخدمات التكنولوجية، بالإضافة إلى خدمات الأنظمة المتكاملة ونشر أبراج التقوية عبر شركة مختصة لكل قطاع من تلك القطاعات الاستراتيجية.
وقال الدكتور أحمد مكى، رئيس الشركة، إن الكيانات الخمسة الجديدة ستبدأ العمل مطلع العام المقبل تحت مظلة واحدة لشركة قابضة تضم الشركات الخمس التابعة، موضحًا أن العام الحالى 2019 ركزت “فايبر مصر” على وضع التصور والاستراتيجية الخاصة بكل شركة باعتبارها “وحدة أعمال”، وتعيين الفرق الخاصة بها من المهندسين والمتخصصين قبل فصلها فى شركة متخصصة مطلع العام المقبل.
وأكد مكى فى حوار مع “المال” أن الشركة خلال العام الحالى اعتمدت بالكامل على مواردها الذاتية فى تمويل الدراسات، وإعداد البيانات حول خطة العمل الخمسية، غير أنها ستدرس خلال الفترة المقبلة أفضل السيناريوهات التمويلية لأنشطتها المستقبلية، مشيرًا إلى أن أحد الخيارات التمويلية المطروحة هو الإدراج فى أحد البورصات العالمية، رافضًا الإفصاح عن مزيد من التفاصيل لحين وضع الإطار الزمنى لبرنامج الطرح.
وفصل مكى الشركات التابعة بداية من فايبر مصر للأنظمة، والتى تم تدشينها من خلال الاستحواذ على شركة “أكيونوكس” نهاية عام 2018، موضحًا أن أكيونوكس تقدم حزمة من الخدمات التكنولوجية، وتهدف فى الأساس إلى التكامل مع كل شركات تكنولوجيا المعلومات العاملة فى القطاع لتوفير الأنظمة التكاملية وتكنولوجيات الإدارة لدى القطاعين العام والخاص.
وأشار إلى أنه مع الاستحواذ على أكيونوكس دخلت الشركة التى تمت تسميتها “فايبر مصر للأنظمة” فى تعاون مشترك مع 320 عميلا من قطاعات الدولة المختلفة، ما بين قطاع حكومى وخاص، فى مجالات متعددة مثل الاتصالات، والبترول والغاز، والقطاع الصحى، والبنوك وغيرها.
وكشف أن “فايبر مصر للأنظمة” ساهمت العام الماضى فى تغطية 2530 مدرسة بالبنية الأساسية من الفايبر للربط الداخلى فى المدارس، والذى يعد واحدًا من أضخم المشروعات التى قامت بها الشركة خلال فترة زمنية قصيرة لا تتعدى الأربعة أشهر، مشددًا على أن المشروع من أكثر المشروعات التى ستنعكس إيجابيًا على مستقبل التعليم فى مصر خلال عشرات السنوات.
وأشار إلى أن الشركة دخلت حاليا فى مشروع مشترك لتزويد بعض المبانى فى العاصمة الإدارية الجديدة بحوالى 75 ألف عداد كهرباء ذكى ضمن المرحلة الأولى لنقل الخدمات والمبانى الحكومية خلال النصف الأول من العام المقبل.
وتطرق إلى الشركة الثانية تحت مظلة “القابضة” تحمل اسم Marine Africa ستضم الشركة فى هيكلها عددًا من المؤسسات والشركات المحلية والعالمية، وبتدشينها ستصبح الشركة الأولى فى العالم التى تنطلق من القارة الأفريقية المتخصصة فى خدمات الكوابل البحرية، تبدأ من البحر الأبيض والمتوسط، وتنتهى إلى تغطية أفريقيا بالكامل.
وأكد مكى أن الشركة الجديدة لن تتعارض مع استثمارات المصرية للاتصالات التى تملك كابلى مينا وتى اى نورث، وتشارك فى كوابل جديدة، غير أن الشركة الجديدة ستعمل فى بناء وصيانة الكابلات، وتنفيذ الأعمال البحرية، واستطلاع الشواطئ، لتصبح الأولى أفريقيًا والعاشرة على مستوى العالم لتقديم مثل تلك الخدمات.
وكشف عن حصول “فايبر مصر” على كل الموافقات فيما يتعلق بالتواجد فى المياه الإقليمية الأفريقية، خاصة أن أقرب محطة لتقديم خدمات صيانة الكوابل البحرية تقع فى سلطنة عمان، مما يتطلب وقتًا طويلاً جدًا لاستعادة الخدمات فى حالة انقطاع الكوابل، ويضع على شركة إدارة الكابلات تكلفة عالية جدًا تتمثل فى صيانة الكابل، وتوفير مسارات بديلة للعملاء.
ولفت إلى أن اختيار مجال الكابلات البحرية من أهم القرارات التى ركزت عليها الشركة نظرًا للموقع الجغرافى لمصر إذ تمر من خلالها حوالى 17 كابلا، وتأتى فى المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأمريكية من خلال عدد الكابلات مرورًا حول العالم، موضحًا أن الشركة وقعت عددًا من الشراكات الاستراتيجية خلال عام 2019 مع كل من المصرية للاتصالات وشركة “أورنج مارين” للاستثمار فى الكوابل فى أفريقيا.
بين مكى أن الشركة الثالثة المزمع تدشينها تحمل اسم “Africa Tower” للاستثمار فى البنية الأساسية من أبراج التقوية محليًا وعلى مستوى القارة، مشددًا على أن ما يتم حاليًا من تطوير فى المدن الجديدة، ومدن الجيل الرابع، بالإضافة إلى الخطة القومية للطرق على مسافة 7000 كيلو متر كل تلك التوسعات تحتاج إلى تغطية مسبقة بخدمات المحمول للصوت والإنترنت.
وكشف أن شركته تستهدف تغيير النموذج الحالى لبناء الأبراج؛ إذ تعتزم الشركة بناء الأبراج ومن ثم عرضها إتاحتها لشركات الاتصالات الأربعة “فودافون، واتصالات، وأورنج، والمصرية للاتصالات” لاستئجارها ومشاركتها وتقديم خدمات الاتصالات من خلالها، بينما النموذج المتبع حاليًا يعتمد على قرار الشركات الاستثمارى وخططها التوسعية، إذ يقرر مقدمو الخدمة خريطة للتغطية، ويقومون بطرح مناقصات على الشركات العاملة فى البنية التحتية لتغطية تلك النقاط.
وبين مكى أن “فايبر مصر” تنتظر الحصول على ترخيص من الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات لتقديم تلك الخدمات، مؤكدًا أن النموذج الذى تقدمه الشركة يعتمد على تحويل التكاليف الرأسمالية التى تنفقها الشركات لتدشين أبراج التقوية، إلى تكاليف تشغيلية لتأجير تلك البنى الأساسية. ونوه أنه من ضمن الخطط التى تدرسها الشركة إمكانية الاستحواذ على حصة من أبراج شركات الاتصالات العاملة حاليًا على أن يتم إعادة تأجيرها تشاركيًا بين الشركات، مشيرًا إلى أن القرار يحتاج للحصول على موافقة مجلس إدارة القابضة خلال الفترة المقبلة.
وتطرق للشركة الرابعة التى من المزمع أن تقدم خدماتها فى السوق المصرية خلال الفترة المقبلة وتركز على أنشطة الاستثمار فى مراكز البيانات والمعلومات، مؤكدًا أن معرض Cairo ICT سيشهد توقيع الشركة عدد من الاتفاقيات مع 4 شركات عالمية من مزودى التكنولوجيا الحديثة للاستثمار فى مجال مراكز البيانات العملاقة الهجينة.
وتأتى الشركة الأخيرة كذراع متخصص فى البنية الكهرو ميكانيكية مثل طريقة إنشاء وتجهيز المبانى التكنولوجية، ومراكز البيانات وإدارات التحكم.
وأوضح مكى أن “فايبر مصر” بصدد توقيع اتفاقية مع الشركة التى قامت بتدشين مراكز بيانات عملاقة عاليًا مثل فيسبوك، وأمازون، وغيرها لوضع مواصفة ومعايير عالمية واضحة لتدشين المبانى التى تضم تلك المراكز.