خاضت مراسلة “المال”، رحلة استكشاف لتجربة إندونيسيا عن قرب مع مارثوان انتخابي انطلق قبل أكثر من أسبوعين، في تلك البلد التي تصنف أنها الدولة الإسلامية الأكبر من حيث السكان، وباتت حديث العالم على مستويات الديمقراطية والتحول الاقتصادي.
ورصدت مراسة “المال” جملة من الظواهر على هامش دورة الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي أجريت منتصف شهر أبريل الجاري بإندونيسا، وهي الوقائع التي لخصت تحوِّلاً ديمقراطيًا لدى تلك البلد، وسط مشاركة كبيرة للمرأة، و تصويت المشردين فضلاعن الطريقة العلنية لفرز أصوات الناخبين، ووصل الأمر إلى مئات من حالات الوفيات بين المشرفين على عملية فرز الأصوات.
وشهد برنامج ” الانتخابات التشريعية والرئاسية لعام 2019″، حضورًا إعلاميًا ومراقبة عالية المستوى من خلال وفد إعلامي أجنبي ضم 250 مشاركًا حول العالم، وبحضور 34 مسؤولا من سفارات أجنبية، و13 منظمة غير حكومية و5 صحف دولية و10 جامعات محلية و4 وسائل إعلام محلية وممثلين عن 12 وزارة.
وفاز الرئيس الإندونيسى جوكو ويدودو فى الانتخابات الرئاسية ، وصوت فيها أكثر من 192.866 مليون ناخب “190.779 مليون محليين و2.086 مليون شخص في دول أخرى”.
وشملت تلك الانتخابات التصويت في الانتخابات التشريعية في 34 محافظة و514 مقاطعة وبلدية وتنافس عليها 245 ألف مرشح من 16 حزبا سياسيا.
المرضي النفسيين يصوتون
أولى المشاهدات التي سجلتها مراسلة “المال”، في انتخابات أجريت خلال يوم واحد بدولة يقطنها نحو 266.97 مليون شخص وتبلغ مساحتها 1.904 مليون كم، تتمثل في الحرص على تمكين الأشخاص المرضي نفسيين أو المشردين الذين تم جمعهم من الشوارع داخل مصحة نفسية للقيام بالتصويت.
وأوضح القائمين على تلك اللجنة أن عدد هؤلاء الأشخاص يبلغ نحو 1000 شخص في جميع أنحاء البلاد.
تصويت مهول
ثاني المشاهدات تمثلت في حضور لجنة انتخابات في إحدي المناطق المأهولة بالسكان، والتي رصدنا تصويت 90% ممن يحق لهم التصويت في الساعات الأولى من صباح ذلك اليوم، وهو أمر يعتبر يظهر مدي الحرص على المشاركة في ذلك الأمر.
شفافية الفرز
وكانت ثالث المحطات التي شملتها الزيارة ضمن فعاليات البرنامج هي التوجه لإحدى اللجان الانتخابية في إحدي أرقى الأحياء السكنية هناك والتي كانت المحطة النهائية للزيارة.
بالإضافة إلى حضور عملية إعلان النتائج النهائية وحساب عدد الأصوات في مركز الاقتراع التي اتسمت بالشفافية من خلال جلوس 6 أشخاص أحدهم لفحص البطاقات الانتخابية، والتي يفتحها أمام رئيس اللجنة، وكذلك 3 أشخاص متطوعين يجلسون لرؤية النتيجة.
مشاركة نسائية عالية
كما شكلت نقطة مشاركة النساء في الترشح ضمن الانتخابات التشريعية محوراً مهماً ضمن الحديث عن مسألة تمكين المرأة إذ بلغت 40.8% من إجمالي المرشحين في القائمة المرشحة لعام 2019 من 16 حزب سياسي .
وقد سبقت تلك الانتخابات مشاركة نحو 2.086.285 مليون ناخب مقيمين في دول أخري خارج حدود اندونيسا في انتخابات أجريت في الفترة من 8 حتي 14 أبريل .
وأثناء زيارة لمقر السفارة الاندونيسية بالقاهرة خلال تلك الفترة تلاحظ مدي مشاركة الطلبة الإندونيسيين هناك للإدلاء بأصواتهم في تلك الانتخابات.
ونقلت وسائل الإعلام في الفترة الماضية تصريحاً علي لسان المتحدث باسم المفوضية العامة للانتخابات في اندونيسيا حول وفاة أكثر من 270 موظفاً هناك، معظمهم نتيجة الإرهاق الذى أصابهم خلال الانتخابات لاسيما وأنهم اضطروا للعمل لساعات طويلة .
وتعتبر انتخابات اندونيسيا لهذا العام هي الأولى في تاريخ البلاد؛ لأنها جمعت بين نوعين من الانتخابات هما الرئاسية والتشريعية .
وأفادت وسائل الإعلام العالمية أن التجربة الديمقراطية في اندونيسيا تحققت عقب معاناة اقتصادية خلال حكم الرئيس الأسبق سوهارتو وانهيار العملة الاندونيسية “الروبية” لتصل إلي 1700 مقابل الدولار الواحد أدت في النهاية إلي انتشار أعمال الشغب في جاكرتا، نتج عنها استقالته و النجاح في الوصول إلى برلمان ورئيس منتخبين ديمقراطياً فيما بعد.