خالد بدر الدين
حققت أغنية ديسباسيتو “Despacito” للمغني البورتوريكي لويس فونسو، عدد مشاهدات قياسية على موقع يوتيوب، بلغت 6 مليارات مشاهدة، وهو رقم لم يصل إليه أي فيديو على الموقع في تاريخه واستطاعت الأغنية الإسبانية التي تعني “بهدوء”، أن تحظى بشهرة ضخمة لتتجاوز بشكل صاروخي أغنية “شيب أوف يو” أو (شكلك) للمغني البريطاني إيد شيرين، التي حققت ملياري مشاهدة.
وقال موقع “يوتيوب”، إن الأغنية المصورة التي أذاعها فونسي وزميله مغني الراب دادي يانكي في يناير 2017، لا تزال تسجل أعلى الأرقام كأسرع فيديو يحقق ملياري ثم 3 مليارات، وبعد ذلك 4 مليارات مشاهدة في غضون 272 يومًا، لتتفوف على أغنية جانجام ستايل للمغني الكوري الجنوبي Psy التى كانت أول فيديو كليب يكسر حاجز الملياري مشاهدة على يوتيوب منذ نشرها عام 2012.
وذكرت شبكة “سكاى نيوز”، أن المغني الكوري الجنوبي يحتل المركز الخامس في إحصاءات يوتيوب بعدد مشاهدات لمجمل أعماله يتجاوز 3.3 مليارات مشاهدة، منذ أن تبوأت أغنية “ماكارينا” للثنائي الإسباني “لوس ديل ريّو” المركز الأول ضمن قائمة “بيلبورد” الموسيقية في عام 1996، ولم تبلغ أغنية إسبانية الشهرة في الولايات المتحدة مثل الأغنية التي انتشرت مؤخراً بعنوان ديسباسيتو .
وأدخلت “ديسباسيتو” للمغني البورتوريكي لويس فونسي سان خوان من بويرتوريكو الدهشة إلى قلوب الملايين من الناس في جميع أرجاء العالم، لتصبح الأغنية الإسبانية الأشهر بعد (ماكارينا) وإليكم الأسباب:
قال فونسي إن “ديسباسيتو” حلّقت بشكلٍ غير متوقع، وأنه يكن يتصور يوماً أنها ستنال هذه الشهرة الواسعة النطاق بسبب كلمات بسيطة مثل باسيتو آ باسيتو، سوابة سوابيسيتو، والتى باتت مألوفة لعشاق الأغانى الذين يستمعون إليها، أو يدندنوها، أو يرقصون على إيقاعها، لأنها من ضمن كلمات الأغنية التي صدحت في كل مكان منذ حوالى عامين وحتى الآن.
وأطلق هذه الأغنية التي كتبت كلماتها البنمية إريكا إيندر، المطرب البورتوريكي لويس فونسي بالتعاون مع مغني الراب المعروف، البورتوريكي هو الآخر، دادي يانكي، وإستطاعت أن تجعل العالم بأسره يرقص على أنغامها، ويدندن كلماتها رغم جهله باللغة الإسبانية.
ومع إشتراك المغنّي الشهير جاستن بيبر في أدائها بنسخة معدلة (ريمكس)، تمكنت هذه الأغنية الناطقة بالإسبانية بأن تتبوأ المركز الأول ضمن قائمة (بيلبورد هوت 100) لأكثر 100 أغنية شهرة في الولايات المتحدة الأميركية، وهو مركز لم تصل إليه سابقاً سوى أغنية الثنائي “لويس ديل ريّو” بأغنية “ماكارينا”، ومكثت في المركز الأول لمدة 14 أسبوعاً، وذلك منذ 21 عاماً.
ومن الغريب هذه الأغنية لم تتسلق اللمركز الأول ببطء، بل انتشرت كالنار بالهشيم حتى بلغ عدد مشاهداتها على موقع الفيديوهات (YouTube) أكثر من ملياري مشاهدة، بينما بلغ عدد المشاهدات على ذات مواقع التواصل الإجتماعي بالنسخة الخاصة بالمغنّي الكندي جاستن بيبر، أكثر من ثلاثمائة مليون مشاهدة. ولا يزال العدد فى ازدياد مستمر بدرجة سريعة.
سرّ نجاح الأغنية
ويمكن اعتبار هذه الأغنية بمثابة المزيج لعدة إيقاعاتٍ لاتينية راقصة، من بينها (كولومبيا، بوب لاتيني، ريجيتون)، وتتميّز كلماتها بأنها مثيرة، لكن دون ابتذال كما أنه مكررة ويسهل حفظها، ولقد ساهم بصنعها مغني ريجيتون الشهير “دادي يانكي”، إضافة إلى النجم الأنغلوسكسوني “جاستن بيبر”، الذي رفعها بدوره إلى مستوىً عالٍ جداً.
ورغم أن الجميع يعمل من أجل أن نحب هذه الأغنية، يبقى هناك ثلاثة أسباب تجعل منها حاضرة ولا تغيب عن بالنا. فوفقاً لدراسةٍ أجراها قسم علم النفس في جامعة “ويسترن واشنطن” في الولايات المتحدة، هناك ثلاثة عناصر تساهم في إطلاق شهرة أغنية ما.
وينطق المغني الكلمات مقطعاً بعد آخر (ديس- با- سي- تو)، وثانياً أن تتضمن الكلمات مزيجٍاً من الأصوات الناعمة والحادة، وأيضاً السريعة والبطيئة، وثالثاً هو صوت المغني الحاد الذي يبعث الطاقة في ثناياها.
وقال لويس فونسي أن رغبته كانت في “خلق أغنية مفعمة بالفرح والحيوية والإثارة، بحيث عندما يستمع الناس إليها، لا يكون لديهم خياراً آخر غير الرقص والغناء”.
واستطاع المغني البورتوريكي أن يحقق ذلك من خلال (ديسباسيتو)، التي كانت قد احتفظت لخمسة أسابيع بالمركز الأول ضمن قائمة (بيلبورد)، واستمرت تحتفظ بذات المركز لمدة 10 أسابيع أخرى، لتزيح أغنية (ماكارينا) التي كانت إحتلت المركز المذكور منذ عام 1996، كأفضل أغنية إسبانية مسموعة في الأسواق الأوروبية والأمريكية واستطاعت ديسباسيتو أن تنافس أغنية (لوس ديل الريّو) التي إستمرت تصدح في كل مكان لمدة 21 عاماً؟!
وقام كارلوس بيريز بإخراج فيديو كليب الأغنية وهو حاصل على جائزة (المخرج المبدع)، التي تقوم بمنحها مؤسسة (إيلاستك بيبل) في ميامي، وتمت عملية تصويره في شهر ديسمبر من عام 2016 في أماكن مختلفة من بويرتوريكو، بمشاركة المغني دادي يانكي، وزليخة ريفيرا الممثلة وملكة جمال الكون لعام 2006.
ونشرت الأغنية على YouTube في 12 يناير 2017، وبلغ عدد مشاهدات الفيديو في أبريل الماضي أكثر من مليار مشاهدة في مدة قصيرة جداً لم تتجاوز 4 شهور، مقارنة بفيديوهات لاتينية سابقة.