كشف دنيس داربى رئيس الجامعة الفرنسية فى مصر عن خطة الارتقاء بمنظومة التعليم العالى الفرنسى بمصر باعتبارها الباب المفتوح على دول حوض البحر المتوسط وأفريقيا، ومن هنا جاءت اتفاقية إعادة التأسيس التى أقرها الرئيسان المصرى والفرنسي.
وأوضح «داربى» أن تحقيق أهداف الاتفاقية المبرمة بين الجانبين يأتى من خلال إضافة برامج دراسية تستند إلى التنمية المستدامة والذكاء الاصطناعى والفنون وتوظيفها بما يخدم التنيمة الاقتصادية والحد من التلوث البيئي، والمسؤولية المجتمعية.
وفند «داربى» فى حواره مع «المال» الخطة التوسعية لإعادة تأسيس الجامعة الفرنسية فى مصر.
وقال رئيس الجامعة الفرنسية أن التوسعات المستقبلية تستهدف الوصول بعدد الطلاب الملتحقين الفرنسية لما بين 4 إلى 5 آلاف طالب فى المرحلة الأولي.
وأشار إلى أن من بين أدوات تحقيق الهدف فتح برامج دراسية جديدة معتمدة من مصر وفرنسا وإنشاء الحرم الجديد.
نستهدف رفع الطاقة الاستيعابية من 600 إلى 5 الآف طالب فى المرحلة الأولى
ونوه «داربى» بأن الطاقة الاستيعابية للجامعة الفرنسية حاليا 600 طالب، أغلبهم ناطقون بالفرنسية، فيما تستهدف الجامعة الطلاب الناطقين بالفرنسية والإنجليزية، خاصة أن التدريس يكون باللغتين إضافة إلى اللغة العربية.
وفيما يتعلق بالخطة الإنشائية للحرم الجامعى قال إنه تمت ترسية تصميم المبنى الجديد على شركة جاكوب آند ماكفير لاند الفرنسية وشريكها المصرى شركة وارمسي، وبالفعل تم الانتهاء من التصميمات الهندسية للمشروع.
ولفت دربى إلى أن تصميم الحرم الجامعى الجديد للجامعة الفرنسية صديق للبيئة، حيث يتم الاستناد إلى تصميم يعتمد على إعادة تدوير الهواء وتقليل حرارة الشمس بالمباني، لذا لن يتم الاعتماد على أجهزة التكييف فى المبانى بالكامل رغم وجود المبنى فى الصحراء.
واستكمل داربى أن مبانى الحرم الجامعى الجديد على الطراز الفرنسى بتصميم شارع عريض فى المنتصف وحول المباني، ويعتمد المبنى بالكامل على الطاقة الشمسية، لافتا إلى أنه سيتم استدعاء الترطيب من المياه الجوفية عن طريق الآبار الكندية، فضلا عن إعادة تدوير المياه غير الصالحة للشرب واستخدامها فى رى المساحات الخضراء.
وأشار إلى أنه من المنتظر وضع حجر الأساس للعملية الإنشائية مابين شهر أكتوبر أو نوفمبر المقبلين، وتتضمن المرحلة الأولى صالات المحاضرات، والسكن الطلابي، والمسرح وصالة المؤتمرات، ومنطقة المطاعم والكافيهات، ومركز التعليم والتطوير ومنطقة الألعاب والترفيهية.
«وادى النيل» تبدأ الإنشاءات خلال شهرين والحكومة تمول المشروع
ونوه بأن شركة وادى النيل ستتولى الإنشاءات، على أن تنتهى المرحلة الأولى خلال عامين ليكون الافتتاح بداية العام الدراسى 2024، طبقا للبرنامج الزمنى المحدد.
وأشار رئيس الجامعة الفرنسية إلى أن الأعمال الإنشائية فى مصر تتم بسرعة كبيرة، وهو أمر يدعو للتفاؤل.
واستكمل أن الحكومة المصرية ستتولى تمويل إنشاء الحرم الجامعى الجديد، والذى يقام على مساحة 30 فدانا بمدينة الشروق.
فيما ستتولى الحكومة الفرنسية تمويل التخطيط والتصميم، والبرامج الدراسية، وبالفعل قامت الوكالة الفرنسية للتنمية بمنح تمويل بقيمة 14 مليون يورو، لصالح البرامج الدراسية وأعضاء هيئة التدريس.
وأكد أن الجامعة الفرنسية «أهلية» غير هادفة للربح، لافتا إلى أن العائد سيتم توظيفه لتطويرها، ومنح رواتب أعضاء هيئة التدريس وفريق العمل الإدراي، وكذلك المرافق والصيانة.
واستكمل بأن لهذا السبب مصروفات الجامعة الفرنسية أقل من نظيرتها الخاصة، حيث تقدر المصروفات الدراسية لها بـ105 آلاف جنيه للكليات الثلاث.
ونوه بأن الجامعة الفرنسية تدار من خلال مجلس الامناء الذى يضم ممثلين عن الحكومة المصرية و الفرنسية، وممثلين لوزارة التعليم العالي، وأعضاء هيئة التدريس، وممثلين عن الشركات، والشخصيات العامة.
الوصول إلى 18 برنامجا بحلول 2024.. ومباحثات للتوأمة مع 4 كيانات
وقال إن الجامعة الفرنسية تضم حاليا 3 كليات تقدم 10 برامج دراسية، سيتم زيادتها إلى 14 برنامجا بداية العام الدراسى القادم 2024-2023، وفى 2025-2024، مع التوسعات الجديدة سييصبح عدد الكليات 4 تضم 18 برنامجا دراسيا.
ولفت «داربى» إلى أن البرامج الدراسية الجديدة تتضمن 3 محاور، الأول الذكاء الاصطناعي، الثانى التنمية المستدامة، والثالث محور الفنون.
ونوه بأن التخصصات الجديدة سيتم إضافتها بالتعاون مع الجامعات الفرنسية الشريكة مثل السوربون، وUTC، والجامعة التكنولوجية الفرنسية.
واستطرد «داربى» أنه فيما يخص البرامج الدراسية الجديدة، فقد قامت الجامعة بتدشين حاضنة لريادة الاعمال والمتخصصة فى مجال الطاقة المتجددة، ويتناول محور الفنون والديكور العديد من التخصصات التى تدعم استخدام التكنولوجيا فى التصميم.
وقال انه على سبيل المثال تعد الاقمشة والمنسوجات المتسبب فيما بين 10 الى %15 من اسباب التلوث فى العالم، حتى إن كانت مصنوعة من منتجات طبيعية، فقد تتسبب الألوان والصبغات فى التلوث البيئي.
ونوه بأن المجال الدراسى للتصميم والديكور، يدعم تحويل الموضة إلى موضة مسؤولة تجاه البيئة واعادة استخدام وتدوير الأنسجة.
أما عن الذكاء الاصطناعي، فأشار «داربى» إلى أن البرامج الدراسية فى هذا المجال ليست فقط مرتبطة بالكمبيوتر، حيث إنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعى فى العديد من المجالات ومنها تحديد حجم الرى فى الصوبات الزراعية بما يخدم تنمية المجتمع ويخدم القرويين فى البيئة الريفية، لافتا إلى الانتهاء من تعين 3 اعضاء هيئة تدريس فى تخصصات الذكاء الاصطناعي.
وقال ”داربى” إن الجامعة الفرنسية عقدت اتفاقيات شراكة وتوأمة مع 8 جامعات فرنسية كبري، وجار حاليا التواصل مع 4 جديدة لعقد اتفاقيات فى البرامج الدراسية التى سيتم إضافتها.
وفيما يتعلق بخطة الجامعة للمنح واستعدادت العام الدراسى الجديد 2023-2022، قال إن الجامعة تقدم العديد من المنح الدراسية للتفوق والتى يتم تحديد نسبة الخصم فيها على أساس مجموع الثانوية العامة.
كما تقدم الجامعة الفرنسية منحا دراسية بالكامل فى كلية الهندسة للطلاب الحاصلين على مجموع أعلى من %85 وتشمل الفتيات والذكور على حد سواء بهدف دعم التحاق الفتيات بكليات الهندسة.
%75 نسبة التحاق الذكور بكليات الهندسة عالميا ونسعى لتقليل الفجوة بالمنح
ونوه بأن كليات الهندسة على مستوى العالم تعانى من ضعف إقبال الفتيات، حيث تصل نسبة الالتحاق عالميا إلى %25 فتيات و%75 ذكور، ونسعى لتقريب تلك النسب لتصبح مناصفة خاصة أن نسبة كبيرة من أوائل الثانوية العامة فتيات.
ولفت «داربى» إلى أن الجامعة الفرنسية تمنح درجة الليسانس الفرنسى والذى يعادل البكالريوس المصري، وتصل مدة الدراسة إلى 3 سنوات فى كلية إدارة الأعمال واللغات التطبيقية طبقا للنظام الفرنسي، كما أن الكليتين معتمدتان من المجلس الأعلى للجامعات.
أما كلية الهندسة فتمنح درجة البكالريوس المصرى بعد 5 سنوات ودرجة الدراسات العليا “الماستر الفرنسي”.
وحول ما أثارته نقابة المهندسين مؤخرا حول خريجى الهندسة بالكليات والمعاهد الحاصة ومطالبات بتقليل أعداد الملتحقين والاشتراط ألا يقل الفارق عن الجامعات الحكومية بـ%5 للانضمام للنقابة، قال «داربى» أن الجامعة الفرنسية تشجع الطلاب ذوى المجموع المرتفع سعيا منها للتميز كما أن خريج الجامعة الفرنسية يحصل على بكالريوس مصرى ولا تقل درجة الالتحاق بها عن %5 مقارنة بالجامعات الحكومية.
وفيما يخص اعضاء هيئة التدريس بالجامعة الفرنسية اشار «داربى» إلى أن اعضاء هيئة التدريس مشتركون مصريون وفرنسيون، بالاضافة إلى اعضاء هيئة التدريس الزائرين حيث تستقبل الجامعة سنويا نحو40 عضو هيئة تدريس زائر من الجامعات الفرنسية الشريكة.
ولفت إلى أن العام الدراسى الجديد سيشهد انضمام 4 أعضاء هيئة تدريس منهم 3 أساتذة مصريين وآخر فرنسي.
وأكد أن الجامعة الفرنسية تمنح شهادات جامعية دولية فرنسية معترف بها فى كل أوروبا ويمكن للطالب بعد 5 سنوات التقديم للحصول على شهادة الدكتوراه، حيث أن مدة الدراسة الجامعية 3 سنوات والماستر سنتان ومن ثم يمكن للطالب التقديم على شهادة الدكتوراة.
وكشف أن الجامعة الفرنسية تعتزم إضافة دراسات الدكتوراه قريبا، ومن المنتظر فتح باب الدراسات العليا ابتداء من الصيف القادم.
وأشار إلى اهتمام البرامج الدراسية فى الجامعة بالعالم الاقتصادى والشركات التوظيف، التنمية المستندامة، حيث تستهدف الجامعة الفرنسية أن يكون خريجوها مسؤولين تجاه المجتمع، مستدلا على ذلك بمشاركة الطلاب بالجامعة فى مبادرة «سيوة بتتكلم اخضر» والتى تهدف للقضاء على استخدام الشنط البلاستيكية واستبدالها بالورق أو القماش.
وقال إن الجامعة الفرنسية تدفع طلابها ليصبحوا قادة والتحلى بـ 3 صفات هى الإحساس بالمسؤولية، والحس الجمالي، والثقافة والابتكار.
وحول تنسيق الجامعات، أشار إلى أن النتيجة الفعلية لمرحلة التنسيق تتضح نهاية سبتمبر الجاري، وفيما يتعلق بالجامعة الفرنسية نستقبل يوميا العديد من الطلاب لفتح ملفات والتسجيل.
ولفت داربى إلى أن دخول الجامعات الأهلية الجديدة فى تنسيق العام الجديد من شأنه التأثير على أعداد الطلاب المتقدمين فى الجامعات الخاصة، لكن بشكل عام فإن وجود جامعات متنوعة بين عامة خاصة أهلية دولية وأهلية جديدة، يخلق حالة من التنافسية، ويتيح الفرصة للطلاب وأولياء الأمور لاختيار أوسع.
3 نصائح للارتقاء بالمنظومة محليا.. والتوظيف فى الأولويات
وقدم عدة نصائح للارتقاء بمنظومة التعليم الجامعى فى مصر، أهمها أن ينظر التعليم العالى للتغيرات التى شهدها بعض الدول خلال آخر 20 سنة، خاصة فى الصين وفرنسا والمانيا وما تم فى إعادة هيكلة التعليم العالى.
ونوه بأهمية تحضير البرامج الدراسية استنادا لممارسة المهن والوظائف على أن تكون المهن محددة وواضحة فى الهدف الذى يتم على أساسه وضع البرامج الدراسية وذلك من خلال الاستعانة بالشركات والمؤسسات، ما يدعم تأسيس الشباب وتجهيزه لمواجهة سوق العمل ومن ثم تحسن التعليم.
وشدد على أهمية تطوير جودة المؤسسات التعليمية، بحيث يتم إدراجها فى التصنيفات الدولية على أن يشمل الاهتمام بالجودة البحث العلمى بجانب التوظيف على نفس المستوي، حيث يعدان أهم رسالة للجامعة، كما أنه كلما ارتقى البحث العلمى ارتقت الدولة.
وأشار داربى إلى أن الجامعة الفرنسية فى مصر تسعى لأن تصبح منصة التعليم الفرنسى فى أفريقيا والشرق الأوسط من خلال التعاون بين المؤسسات الجامعية الفرنسية لتطوير التعليم الفرنسى فى مصر.
ونوه بأن الجامعة الفرنسية فى مصر تستقطب العديد من الطلاب من الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية ومنها تشاد وموزمبيق، فيما تسعى الجامعة لجذب الطلاب الأفارقة الناطقين بالإنجليزية أيضا.
ولفت إلى لقائه مؤخرا مع الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي، وبحث دور الجامعة الفرنسية كقائد فى مجال التعليم الفرنسى فى مصر وربط التعليم العالى بين البلدين.
كما يجرى التنسيق بين الجامعة الفرنسية وجامعة سينجور لتدشين مجالات دراسات عليا بين الجانيبن، والبحث عن نقطة العمل المشترك باعتبارهما شقين للتعليم الفرنسى فى مصر، الأول معنى بالطلاب من بعد مرحلة الثانوية العامة، والثانية تستهدف تكوين كوادر من الشريحة العمرية التالية للدراسة الجامعى.
وأكد اهتمام الجانب الفرنسى بمصر باعتبارها الباب المفتوح على حوض البحر المتوسط البحر المتوسط وافريقيا، كما أن مصر لديها نفس الحماس، قائلا: قبل الإعلان عن تأسيس الجامعة الفرنسية فى مصر قضينا وقتا طويلا فى دراسة الجامعة داخليا والعمل على عقد اتفاقيات مع الجامعات الشريكة ثم التوسع خارجيا بتدشين الفرع الجديد للجامعة.
وأوضح «داربى» أن الجامعة الفرنسية تستهدف متحدثى الفرنسية والانجليزية، وترحب بكل الطلاب، لافتا إلى أن التفكير والثقافة ليست باللغة.