تقدم الدكتور مسعد قطب أستاذ المناخ بمركز البحوث الزراعية بمقترحات لوزارة الزراعة بوضع خريطة جديدة لمصر الزراعية بما يحقق خطة للوصول للاكتفاء الذاتي للمحاصيل المهمة والإستراتيجية.
وطبقًا للمقترحات التي أعدها الدكتور قطب وتم تقديمها على وزارة الزراعة، يتضمن الموسم الصيفي زراعة 6.4 مليون فدان تتضمن زراعة 500 ألف فدان قطن تنتج 100 ألف طن زيت بذرة قطن و3 ملايين فدان ذرة صفراء، وبيضاء تنتج 10.2 مليون طن، وزراعة 1.3 مليون فدان تنتج 5.5 مليون طن أرز.
التوسع في مساحة القمح والفول والقطن
وطبقًا لقطب الذي كان يشغل منصب رئيس الهيئة الزراعية السابق فإنه تتم زراعة 500 ألف فدان محاصيل زيتية لاستخراج الزيوت، منها مثل عباد الشمس وفول الصويا والفول السوداني والسمسم وزراعة 300 ألف فدان من قصب السكر تنتج 1.2 مليون طن سكر وزراعة 400 ألف فدان زراعة رفيعة تنتج أعلافا خضراء وحبوبا كأعلاف مركزة.
وتتم زراعة 250 ألف فدان محاصيل متنوعة مثل النباتات الطبية والعطرية ومحاصيل الخضر وفول الصويا وغيرها.
وكشف قطب أنه فيما يتعلق بالخريطة الزراعية الشتوية فإن المساحة المتاحة في مصر هي 6.9 مليون فدان حيث تتم زراعة 4 ملايين فدان قمح تنتج 11 مليون طن وزراعة 1.5 مليون فدان برسيم و300 ألف فدان فول بلدي تنتج 400 ألف طن، وزراعة 50 ألف من العدس والحمص والترمس والحلبة و600 ألف فدان بنجر سكر تنتج 1.62 مليون طن سكر و300 ألف فدان بطاطس و150 ألف فدان بصل تنتج 1.8 مليون طن.
واكد قطب أن هناك جهودا كبيرة في مصر تمت خلال السنوات الماضية لتحسين الإنتاجية الزراعية الأفقية والرأسية، وتم ضخ مليارات الجنيهات في استصلاح الأراضي الزراعية وإنشاء البنية التحتية، ومع ذلك فإن الفجوة الغذائية فى مصر تزداد وتبلع حاليًا أكثر من 60 %.
فيروس كورونا يفاقم من صعوبة تحقيق الأمن الغذائي
وأوضح قطب أن هذة الفجوة تمثل عبئا كبيرا على الموازنة العامة للدولة حيث تصل واردات مصر من السلع الغذائية لأكثر من 11 مليار دولار بقيمة 227 مليارا و714 مليون جنيه خلال عام 2018 بالكامل.
وأضح قطب أن هناك تزايد مخاطر انتشار الإصابة بفيروس كورونا(COVID-19) على مستوى العالم، وفي ظل غياب اللقاحات مضادة لمرض فيروس كورونا ما يثير الرعب في العالم أجمع من جائحة كورونا وآثارها في ظل الإحصاءات الواردة من منظمة الصحة العالمية التي تشير إلى تزايد تفشي فيروس كورونا كوفيد 19، وتزيد أعداد حالات الإصابة والوفيات فى معظم دول العالم وكان البعض يتوقع بأن يحد فصل الصيف من إنتشار الفيروس التاجى.
ولفت قطب إلى أنه بالرغم من الإجراءات الاحترازية التي تطبقها معظم دول العالم، الا أن فيروس كورونا المستجد انتشاره لأكثر من مليوني مصاب وحصد الأرواح، ما يثير المزيد من الذعر والرعب والهلع فى العالم كله بسبب آثار أزمة كورونا.
واشار قطب إلى انه لا يزال حجم تأثير فيروس كورونا غير واضح ويمثل تخوفًا كبيرًا على الأمن الغذائي العالمي والمصري، خاصة مع الفجوة الغذائية الكبيرة فى مصر، خاصة فى ظل الإجراءات التي اتخذتها الدول المنتجة للغذاء بتجميد حركة التجارة والتصدير بين الدول لتلبية الإحتياجات الوطنية.
ولفت قطب إلي انه يجب اتخاذ التدابير اللازمة لتلبية الاحتياجات الوطنية المصرية من الغذاء وزيادة المخزون الإستراتيجي من الغذاء، خاصة المحاصيل الإستراتيجية لضمان إستقرار أسعار السوق والأمن الغذائي المصري.
ونوه قطب إلى أنه من بين هذه التدابير تعديل التركيب المحصولى لإحتواء مشكلة الأمن الغذائي المصري فى ظل تداعيات فيروس كورونا حيث تتطلب منها الظروف الحالية بذل المزيد من الجهد والمال لتوفير الغذاء الآمن.
وكشف قطب أن التغلب علي هذة الأزمة يتم بإستغلال كل ما هو متاح من تقدم علمي وتقني لزيادة الإنتاج لمواجهة التحديات مثل نقص الموارد المائية و التغيرات المناخية وتقلباتها الجوية .
تحميل محصول ثانوي اسفل أشجار الفاكهة
وطالب قطب بأن بعض المحاصيل يتم تحميلها على محاصيل الفاكهة لتعظيم العائد من وحدتي الأرض والمياه كما تتضمن متطلبات تقليل الفجوة الغذائية لتحقيق الأمن الغذائي المصري في القمح تعويض العجز فى القمح المستورد من خلال زيادة المساحة وزيادة نسبة الخلط في رغيف العيش مع الذرة و شراء أكبر كمية ممكنة من القمح المحلي هذا العام لتخزين أكبر كمية ومنع إستخدامها كأعلاف.
ولفت قطب إلي أهمية حصر و مراجعة منظومة رغيف الخبز للوقوف علي الإستهلاك الحقيقي وإستبعاد كل فاقد فى التداول وكذلك أوجه الفساد المختلفة التي ينتج عنها إستهلاك غير حقيقي كما يتم سد الفجوة في محصول البرسيم عن طريق التقاوي عالية الإنتاجية مع الإعتماد على السيلاج و الأعلاف غير التقليدية والبديلة لسد الفجوة العلفية.
ولفت إلي أهمية زيادة نسبة التغطية بالتقاوي المعتمدة والجيدة عالية الإنتاجية بسعر مناسب لكافة الحاصلات الإستراتيجية لرفع الكفاءة الإنتاجية الرأسية بحوالى 30% أعلى من الوضع الحالى من نفس المساحة المنزرع وضرورة إختيار المحاصيل المتحملة للجفاف والظروف البيئية القاسية مثل الذرة الرفيعة والقادرة على إمتصاص المياه من التربة وتتحمل الظروف المناخية القاسية لذلك تجود فى افريقيا .
ولفت إلي اهمية إعادة بناء الثقة بين المؤسسات الزراعية والفلاحين والمنتجيين الزراعيين لتحقيق الأمن الغذائي مطالبا بالإهتمام بالإرشاد الزراعى لتضييق الفجوة بين الطاقة الإنتاجية الممكنة للأصناف وبين الإنتاجية الفعلية .
ونوه قطب إلي ضرورة تشجيع ودعم الممارسات الزراعية الجيدة والإدارة المزرعية المتكاملة وتفعيل دور مركز البحوث الزراعية لإيجاد أنسب الحلول للمشكلات الزراعية طبقا لما تسفر عنه نتائج البحوث والتجارب التطبيقية وبما يتلائم والظروف البيئية لكل منطقة.
تحسين مناخ الاستثمار الزراعي
وطلب قطب بالارتقاء بإنتاج التقاوي وإحكام الرقابة على إنتاجها وتداولها والترويج للتقاوي الحديثة وتداولها نباتية وسلالات حيوانية وداجنة وسمكية بصفة دورية والإدارة الرشيدة للموارد المائية وإستخداماتها مع أهمية توفير حلول لتحسين قدرة القطاع الزراعي على التعاطي مع الأزمات الإنتاجية كالتغيرات المناخية ومراقبة جودة المبيدات والاسمدة وتوفيرها بأسعار معقولة.
وأشار إلى أنه يجب التحفيز على الزراعة من خلال تخفيف الأعباء عن الفلاح والمستثمر الزراعي من خلال مراجعة أثمان تقنين الأراضي الصحراوية التي أصبحت تمثل أهم عقبات التوسع الزراعي في الأراضي الصحراوية بسبب معاملتها على أنها أرض زراعية مع تأجيل أقساط تقنين الأراضي لمدة عام وجدولتها على فترات.