دفع الفدية إلى القراصنة يتسبب فى جدل بأسواق التأمين والإعادة

ويدخل عدد من العوامل في تحديد الفدية على النحو الوارد بالشكل التوضيحي رقم (1) أهمها جنسية أفراد طاقم السفينة وحمولتها (حجمها) وطبيعة البضائع.

دفع الفدية إلى القراصنة يتسبب فى جدل بأسواق التأمين والإعادة
الشاذلي جمعة

الشاذلي جمعة

9:27 م, الجمعة, 26 فبراير 21

كشف الاتحاد المصرى للتأمين أن هناك نقاشا دارا حول نقل القرصنة إلى تغطيات الحروب لتفادي الحالة التي تستخدم فيها أسلحة الحرب، وتعني أسلحة الحرب استخدام أسلحة تتجاوز البنادق والأسلحة البيضاء مثل القنابل والصواريخ والطوربيدات والألغام، ولكن استقر الرأي على بقاء القرصنة ضمن الأخطار البحرية، وأضاف الاتحاد فى نشرته الأسبوعية أن موقف أسواق التأمين من تغطية الفدية Ransom تغطي كافة الوثائق سالفة الذكر الأضرار المادية التي تصيب السفن والبضائع، والأشياء المؤمن عليها بسبب القرصنة إلا أن موضوع دفع الفدية إلي القراصنة تسبب في جدل كبير في أسواق التأمين و إعادة التأمين، حيث اعتبر البعض أن هذه الفدية من قبيل العوارية العامة General Average، وأنها مصروفات تتفادي حدوث خسارة كلية، وجادل اتجاه آخر باعتبار أن الفدية تؤدي إلى قراصنة وهو أمر غير قانوني.

سداد الفدية للقراصنة قانونى

وفي عام 2011 حسم الأمر من خلال حكم قضائي بريطاني في قضية Masefield AG v Amlin Corporate Member [2011] EWCA اعتبر أن سداد الفدية للقراصنة وفقا لتعبير القاضي أمر محاط بمياه موحلة ولكنه قانوني وليس ضد النظام العام.

وأصبحت شركات التأمين وإعادة التأمين بعد هذا الحكم تقوم بسداد الفدية كعوارية عامة، إلا أن ثمة صعوبات تكتنف هذا الأمر وهو حاجة ملاك السفن إلي سيولة سريعة لسداد المبالغ التي يطلبها القراصنة، وهو أمر لا يمكن تحقيقه بموجب وثائق التأمين البحري العادية التي تدفع قيمة التعويض بعد انتهاء التسوية، فضلاً عن كون تسوية العوارية العامة يستغرق سنوات، ومن هنا نشأ نوع تأمين جديد عُرف بتأمين الفدية والاختطاف Kidnap and Ransom Insurance.

يوفر تأمين الفدية والاختطاف سيولة سريعة لمالك السفينة في حالة وقوع حادث القرصنة من خلال تغطية الفدية التي يطلبها القراصنة، والأضرار المادية بسبب عملية الاختطاف وأتعاب الخبراء المفاوضين وفريق إدارة الأزمة، وكذلك مرتبات أفراد طاقم السفينة ومصروفات إعادة الطاقم إلي بلد الإقامة و مصروفات إعادة الجثمان إلى بلد الإقامة، بجانب مصروفات العلاج وإعادة تأهيل أفراد الطاقم وتكاليف وقود وتموينات السفينة خلال فترة الاختطاف، وأي رسوم موانئ غير مجدولة تعقب إطلاق سراح السفينة ولمدة 21 يوما والمسئوليات القانونية ومصروفات الدفاع.

وبصفة عامة يتراوح مدي الفدية المطلوب من 1.5 مليون إلى 35 مليون دولار أميركي، ولكن التفاوض يقود إلي أرقام أقل من ذلك فعلى سبيل المثال : طلب من ناقلة النفط السعودية MV Sirius Star  فدية قدرها 25 مليون دولار أمريكي انتهت بدفع 8 مليون دولار و يقدر متوسط قيمة الفديات حالياً بحوالي 5 مليون دولار   في مقابل 3.3 مليون دولار  عام  42012  . وكانت أكبر فدية دفعت للقراصنة مقدارها 11.3  مليون دولار لناقلة النفط العملاقة MV Irene SL  والتي كانت ترفع العلم اليوناني، وجدير بالذكر أن شركة Munich RE  كانت قد قدرت متوسط الفدية بحوالي 50,000  يورو5 عام 2006 أي ما يعادل 56,000 بسعر صرف ( يورو = 1.13 دولار وهو متوسط سعر الصرف عام 2006.

عوامل تحديد الفدية

ويدخل عدد من العوامل في تحديد الفدية على النحو الوارد بالشكل التوضيحي رقم (1) أهمها جنسية أفراد طاقم السفينة وحمولتها (حجمها) وطبيعة البضائع (قيمتها وسهولة تصريفها في أسواق غير قانونية) فضلا عن عدد الخاطفين أو القراصنة الذين سيتقاسمون الفدية.

تغطي أندية الحماية والتعويض P&I Clubs المسئوليات التقصيرية والتعاقدية لملاك السفن ومشغليها، ولكن تستثني أندية التعويض أي حوادث قرصنة وبعض النوادي تستثني فقط القرصنة الناتجة من استخدام أسلحة حرب ، وبصفة عامة فإن أندية الحماية ليس لديها تغطيات نمطية ولكن يمكن القول إن الاتجاه العام هو استثناء القرصنة وهذا خوفاً من المسئوليات قبل الطاقم ومسئوليات إزالة الحطام والتلوث وكذلك تعويضات البضائع الناتجة من حوادث القرصنة.