رحل الدكتور فوزي فهمي، أحد أعمدة الثقافة المصرية، أستاذ الدراما والنقد، والرئيس السابق لأكاديمية الفنون، عن عمر ناهز 83 عامًا، وللدكتور فوزي فهمي العديد من الإسهامات التي أثْرت الحركة المسرحية بالوطن العربي فكان ناقدًا ومترجمًا وإداريًّا من الطراز الأول، حيث تنقّل بين المناصب بوزارة الثقافة بين معهد النقد والمركز القومي لثقافة الطفل ثم وكيلًا لوزارة الثقافة فرئيسًا لأكاديمية الفنون.
ومن أهم إنجازات الدكتور فوزي فهمي تدشين المهرجان الدولي للمسرح التجريبي؛ والذي استطاع، خلال سنوات رئاسته للمهرجان، استضافة فِرق من جميع أنحاء العالم للتنافس على جوائز المهرجان الذي ينظم سنويًّا في مصر لتقديم آخِر ما توصلت إليه أفكار المسرح العالمي للمسرحيين المصريين والعرب.
كانت وزارة الثقافة قد نعت الكاتب الكبير بكلمات الوزيرة إيناس عبد الدايم، التي قالت إن الراحل كان بمثابة الأب والمعلم والصديق لأجيال من المبدعين، وترك علامات بارزة في مجال المسرح والنقد.
رئيس المهرجان الدولي للمسرح التجريبي
أعلن د. جمال ياقوت، رئيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الـ28، إطلاق اسم الدكتور فوزي فهمي علي الدورة الحالية من المهرجان؛ تكريمًا لعطائه للمهرجان وللحركة المسرحية.
وأضاف أن المهرجان سيصدر كتابًا عن الراحل الكبير ضمن فعالياته هذا العام، يتضمن مسيرته الحافلة في المجال المسرحي باعتباره مؤسس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي وترأسه منذ دورته الثانية عام 1989 واستمر رئيسًا له حتى دورته الثانية والعشرين عام 215، وخلال هذه الفترة قدّم العديد من الفعاليات المسرحية المهمة، بمشاركة الكثير من الفِرق المسرحية من شتى دول العالم.
كما أصبح المهرجان على يديه نافذة ثقافية أطل منها المسرحيون المصريون والعرب على العروض العالمية، والتيارات المختلفة، بجانب ترجمة مئات الكتب المتعلقة بالفنون المسرحية، بالتعاون مع مركز اللغات والترجمة بأكاديمية الفنون، والذي كان هو صاحب فكرته ومؤسسه، لتثري هذه الكتب المكتبة المسرحية، متضمنة ترجمات من لغات كنا نفتقد دراساتها مثل اللغات الروسية والبولندية والهندية وغيرها، هذا بجانب الندوات الفكرية والتي تحدَّث فيها قامات مسرحية كبيرة من مصر والعالم.
وحافظ مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، تحت إدارة د. فوزي، على نجاحه واستمراره لفترات طويلة استطاع خلالها تقديم جيل جديد من المسرحيين، نتيجة مشاهدتهم واطلاعهم على الثقافات الأخرى، جيل أثرى الحركة المسرحية بعروض جديدة ومختلفة.
رئيس البيت الفني للمسرح
قال المخرج المسرحي إسماعيل مختار، رئيس البيت الفني للمسرح، إنه ينعى ببالغ الحزن والأسى الكاتب والأكاديمي والمثقف المصري الكبير الأستاذ الدكتور فوزي فهمي، بعد مشوار كبير من الكتابات والمؤلفات والمشروعات الثقافية، فقد كان الأب الروحي للعديد من الأكاديميين والباحثين المسرحيين في مصر والعالم، أضاف بكتابته للمكتبة المسرحية العربية العديد والعديد من الكتب والأبحاث، كما كان مؤلفًا مسرحيًّا مميزًا، من أشهر أعماله عودة الغائب، والفارس والأميرة.
وشغل الراحل العديد من المناصب؛ منها عميد المعهد العالي للنقد الفني، عميد المعهد العالي للفنون المسرحية، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، رئيس أكاديمية الفنون، رئيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، رئيس المركز القومي لثقافة الطفل، أشرف على تنفيذ العديد من المشروعات الثقافية التي كان لها بالغ الأثر على وعي وثقافة المصريين أهمها ترجمة 100 كتاب للطفل، وإنشاء الحديقة الثقافية بالسيدة زينب، وغيرها.
رئيس المهرجان القومي للمسرح المصري
وقال الفنان القدير يوسف إسماعيل، رئيس المهرجان القومي للمسرح المصري، إن الدكتور فوزي فهمي قيمة فنية وثقافية كبيرة، عاش طوال حياته إنسانًا رائعًا وصديقًا نبيلًا، كما أنه كان مفكرًا كبيرًا ومثقفًا موسوعيًّا عاش مخلصًا للفن والإبداع، وكان مدرسة علمية تعلم على يده العديد من المبدعين، موضحًا أن الدكتور فوزي فهمي سيظل في الذاكرة الفنية المصرية والعربية، بأعماله الخالدة وإرثه الثقافي والإبداعي الغزير.
كما نعى المهرجان القومي للمسرح المصري، وجميع لجان المهرجان، ببالغ الحزن والأسى، المبدع والأكاديمي الكبير الدكتور فوزي فهمي، رئيس أكاديمية الفنون الأسبق، والذي غاب عن عالمنا بعد رحلة علمية وثقافية ومسرحية كبيرة أثرى فيها الوسط الفني والأكاديمي بالعديد من الأعمال المسرحية البارزة، بجانب كتاباته ودراسته الأكاديمية التي كانت إضافة للمكتبة الفنية العربية.
الدكتور فوزي فهمي مسيرة عطاء كبيرة
الدكتور فوزي فهمي مواليد عام 1938، حاصل على درجة دكتوراه في علوم المسرح، وبكالوريوس من المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الدراما، وتدرج في مناصبها العلمية حتى وصل إلى منصب رئيس الأكاديمية، تولى العديد من المناصب الثقافية الهامة، منها عضو المجلس الأعلى للثقافة ووكيل وزارة الثقافة، ورئيس المركز القومي لثقافة الطفل، كانت له العديد من المؤلفات المسرحية من أبرزها: عودة الغائب، كتبها سنة 1977، ومسرحية الفارس والأميرة كتبها سنة 1979، ومسرحية لعبة السلطان كتبها سنة 1986، كما ترجم 100 كتاب للطفل، ومن أبرز جهوده الثقافية وعمله في المجال العام إنشاء الحديقة الثقافية بالسيدة زينب، ورأس لجنة مشروع مكتبة الأسرة وغيرها.