قال رئيس غرفة الطاقة الأفريقية إن جى أيوك «NJ Ayuk» إن الأجندة الخضراء للدول الغنية تتجاهل إفريقيا أو على الأقل تتجاهل احتياجات وأولويات القارة.
وحسب موقع «أفريكا نيوز روم»، أوضح أيوك أن الأجندة الخضراء للدول المتقدمة تتجاهل كذلك الدور الهائل الذى تلعبه صناعة النفط والغاز فى أفريقيا فى تحقيق الإيرادات للاقتصادات الأفريقية، مشيرا إلى أن عائدات النفط تمثل %20 من الناتج المحلى الإجمالى فى ليبيا والجزائر والجابون وتشاد وأنجولا وجمهورية الكونغو.
وفى نيجيريا، أحد منتجى النفط الرئيسيين فى أفريقيا، يمثل النفط نسبة أكثر تواضعًا من الناتج المحلى الإجمالى الحقيقى حوالى %6 ومع ذلك تمثل مبيعات النفط والغاز %95 من حصيلة النقد الأجنبى و%80 من الإيرادات الحكومية.
وأكد المسؤول الأفريقى أن الأجندة الخضراء للدول الغنية تتجاهل حقيقة أن الغاز الطبيعى لديه القدرة على تحقيق الازدهار الذى يغير الحياة فى القارة من حيث خلق فرص العمل وبناء القدرات وتحقيق الدخل، كما أنها تتجاهل المسار المستدام المقترح، الذى يستخدم موارد القارة من الغاز الطبيعى على وجه الخصوص للمساعدة فى تلبية الاحتياجات الحالية وتوفير الإيرادات التى تساعد فى دفع تكاليف التحول إلى الطاقة المتجددة.
وقال أيوك إن الأجندة الخضراء للدول الغنية لا تأخذ بعين الاعتبار مقدار حاجة أفريقيا للغاز الطبيعى لتوصيل الكهرباء للعدد المتزايد من الأفارقة الذين يعيشون بدونها.
وأشار إلى أن القارة تنبعث منها كمية ضئيلة من ثانى أكسيد الكربون ومع ذلك يتم تصنيفها كتهديد لكوكب الأرض من قبل الدول المتقدمة.
ووفقا لرئيس غرفة الطاقة الأفريقية، يقوم الغرب بتشويه سمعة قطاع الطاقة فى أفريقيا لأنها تعتمد على الوقود الأحفورى، رغم أن نسبة مصادر الطاقة المتجددة آخذة فى التزايد.
وقال إن الكثير من المشاعر المعادية لأفريقيا المرتبطة بالنفط والغاز تستند إلى الخوف من تغير المناخ، والذى يتداخل مع المخاوف من أن طفرة الوقود الأحفورى فى أفريقيا يمكن أن تكون مدمرة للعالم بأسره.
وأضاف أن إفريقيا تتأثر بأزمة ليست من صنعها بالنظر إلى نسبة مساهمتها التى تبلغ 3% فقط من الانبعاثات العالمية.
وأوضح أن استخدام الطاقة فى القارة لا يزال منخفضًا للغاية إذ يقدر الباحثون الذين يكتبون فى مجلة فورين بوليسى أنه إذا ضاعف مليار شخص يعيشون فى أفريقيا جنوب الصحراء الكهرباء ثلاث مرات باستخدام الغاز الطبيعى، فإن الانبعاثات الإضافية ستساوى %0.62 فقط من ثانى أكسيد الكربون العالمى.
وبحسب أيوك، يقول المؤلفان تود موس وفيجايا راماشاندران، من مركز الطاقة من أجل النمو، إن العالم يبالغ كثيرًا فى تقدير كمية الغاز الطبيعى التى ستولدها إفريقيا من الآن وحتى عام 2030.
وأشار أيوك إلى استطلاع الرأى الذى أجرته صحيفة فاينانشال تايمز مؤخرا، حيث أشار إلى أن الناس ليسوا مقتنعين على الإطلاق بأن الدول الأفريقية يجب أن تتخلى عن النفط والغاز.
وأكد المسؤول الأفريقى أن الغاز الطبيعى له تأثير بيئى أقل من أنواع الوقود الأحفورى الأخرى.
علاوة على ذلك، لا غنى عن الغاز الطبيعى فهو يستخدم للطهى النظيف، وفى الصناعة، والنقل، وكمواد أولية للأسمدة.
وقال أيوك إنه لا يمكن التغاضى عن أهمية الأسمدة، بالنظر إلى الملايين من الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائى فى جميع أنحاء العالم أو الذين «يتأرجحون على حافة المجاعة»، على حد تعبير برنامج الغذاء العالمى التابع للأمم المتحدة.