دعوات دولية وإقليمية لتغطية الأمراض النفسية ضمن وثائق التأمين

الصحة النفسية لا تأخذ حيز الاهتمام رغم أهميتها القصوى

دعوات دولية وإقليمية لتغطية الأمراض النفسية ضمن وثائق التأمين
الشاذلي جمعة

الشاذلي جمعة

12:28 م, الأحد, 3 يوليو 22

أكد الاتحاد المصرى للتأمين أن هناك دعوات داخل بعض الدول مثل الإمارات والهند والولايات المتحدة الأمريكية وغيرهم، بأن يتم إصدار قانون ملزم بتضمين منتجات الرعاية الصحية النفسية في وثائق التأمين، مع رغبة أكثر من 80% من القوى العاملة أن يشمل التأمين تغطية مخاطر الصحة النفسية.

الصحة النفسية لا تأخذ حيز الاهتمام رغم أهميتها القصوى

وأوضح الاتحاد أنه رغم الأهمية القصوى للصحة النفسية إلا أنها لا تأخذ حيز الاهتمام ذاته الذى تحصل عليه الصحة البدنية، بالتالى لم يتم إدارج تأمين الصحة النفسية ضمن برامج تأمين الرعاية الصحية فى معظم دول العالم، وذلك بسبب ارتفاع رسوم التغطية التأمينية للأمراض النفسية وجعله اختياريا للشركات الخاصة؛ إلا أنه مع ارتفاع زيادة في الوعي بأهمية الصحة النفسية على مستوى العالم خاصة في ظل الاضطرابات النفسية مثل الضغط والاكتئاب والقلق التي ازدادت عالمياً بشكل كبير بعد كوفيد-19، بدأ يتزايد الطلب على تغطية الصحة النفسية ضمن مزايا التأمين الصحى.

وأضاف الاتحاد المصرى للتأمين أن ذلك يأتى خاصة بعد أن صرح بعض الأكاديميين النفسيين والأطباء المتخصصين في هذا المجال بأن الأمراض النفسية أقل كلفة من الأمراض العضوية التي يتطلب علاجها والكشف عنها أشعة وفحوصات وتحاليل ومن ثم مرحلة العلاج أو الجراحات أو غيرها.

بعض شركات التأمين تغطى الأمراض النفسية

كما أوضح بعض الخبراء فى مجال قطاع التأمين الصحى أن بعض شركات التأمين الصحي لديها برامج خاصة بالتأمين على الأمراض النفسية، إلا أنها تظل بنوداً تفضيلية يمكن أن يختارها المؤمّن له بتكلفة إضافية (غالباً ما تكون على نفقته الخاصة)، حيث إن تلك التغطية يتم رفضها ليس فقط من قبل أرباب العمل بل أحيانا تقوم شركات إعادة التأمين برفضها نظرا لارتفاع كلفتها.

وقد أظهرت العديد من الدراسات العالمية وجود علاقة بين الصحة النفسية والإنتاجية في العمل، حيث تؤثر المشكلات النفسية، كالاكتئاب والقلق، على إنتاجية الموظفين، كذلك، فإن حالات المضايقات والتنمّر، التي يتم الإبلاغ عنها كثيراً في أماكن العمل، قد يكون لها تأثير سلبي كبير على الصحة النفسية.

وتفرض هذه العواقب الصحية تكاليف إضافية على جهات العمل تتمثل على سبيل المثال في زيادة معدلات تغيير الموظفين وخفض الإنتاجية والتى قد تصل تكلفتها عالمياً إلى تريليون دولار سنوياً وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية، من ثم قامت بعض بعض الدول بوضع برنامج تأمين لتغطية الصحة النفسية.

يغطي التأمين على الصحة النفسية أى نفقات يتكبدها المؤمن عليه فى حالة وجود ضرورة تتطلب دخوله المستشفى بسبب أي مرض عقلى أو نفسى؛ ويشمل كذلك مصروفات التشخيص والأدوية وتكاليف العلاج وتكاليف إيجار عربة الإسعاف وما إلى ذلك.

يعد أكثر الأشخاص احتياجا لهذا النوع من التأمين هو الشخص الذى لديه تاريخ عائلى مرضي أو أى تجربة مؤلمة تزيد من احتمالات أن يصاب الشخص بمثل هذا المرض، كما أنه مفيد لأى شخص يعاني من صدمة نفسية مفاجئة أو صدمة ما بعد الحادث بسبب فقدان شخص عزيز، وفى الواقع العملى، فإنه فى ظل أسلوب الحياة الحالى والظروف المعيشية وما يصاحبها من ضغوط وأعباء نفسية يمكن أن يكون أى شخص عرضة للإصابة بالأمراض النفسية.

ويجب أن يكون الحد الأدنى لوقت الاستشفاء لمريض بمرض نفسى أو عقلى 24 ساعة حتى يتمكن الشخص من المطالبة بنفقات العلاج الخاصة به، يغطي عدداً قليلاً جداً من شركات التأمين جلسات الإرشاد النفسى والاستشارات المتعلقة بالأمراض النفسية أو العقلية تحت بند الكشف بالعيادات الخارجية.

وفيما يلى بعض الأمراض المعروفة والتي تقع في قائمة الأمراض النفسية أو العقلية وهى الاكتئاب الحاد والاضطراب ثنائي القطب، الفصام واضطرابات الوسواس القهري وكذلك اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط واضطراب ما بعد الصدمة واضطراب المزاج والاضطراب الذهاني.

تختلف استثناءات التغطية من شركة إلى أخرى، وتعد أبرز الاستثناءات عدم تغطية أى مرض نفسى أو عقلى ناتج عن تعاطي المخدرات أو الكحول، إلا ان بعض الشركات تقدم تغطية تأمينية للتعافى من الإدمان تحت مسمى علاج اضطراب استخدام المواد المخدرة (المعروف باسم تعاطي المخدرات).