تشهد بعض مسلسلات شهر رمضان لهذا العام، التطرق لفترات زمنية قديمة للمجتمع المصري، على عكس أغلب الأعمال الدرامية التي تعتمد دائما على العصر الحديث، وتطورات الأحداث السياسية والاجتماعية فيه.
فنجد أن مسلسل الفتوة الذي يقوم ببطولته الفنان ياسر جلال في رمضان، تعود أحداثه لما قبل 100 عام لأول مرة تقدم هذه الفترة الزمينة منذ سنوات في الدراما المصرية.
ومسلسل ليالينا أيضا الذي يقوم ببطولته كل من غادة عادل وإياد نصار، يستعرض المجتمع المصري في فترة الخمسينيات تأليف أحمد عبدالفتاح وإخراج أحمد صالح وإنتاج تامر مرسي.
كما يستعرض مسلسل القاهرة كابول بطولة خالد الصاوي، أحداث زمنية قديمة أيضا.
محمود حافظ: الجمهور أصبح واعيا لما يقدم له ويفرز العمل الدرامي الجيد
قال الفنان محمود حافظ إن الجمهور أصبح في حالة وعي كبير حاليا، لذلك حينما يقدم له نوعية معينة من المسلسلات تحكي فترة زمنية قديمة وليست حديثة سينجذب لها لو كانت مكتوبة بطريقة مميزة.
ونوه أنه لو عرض حاليا فيلم عمر المختار سيشاهده بشغف كبير، لأن هذه النوعية من الدراما أو السينما التي تعتمد على روح قديمة لها روح وطعم خاصين جدا.
واستطرد قائلا إن هذه النوعية من الدراما أصبحت تجذب الجمهور بصورة كبيرة، لاسيما لو تم كتابتها بشكل جيد لتعبر عن نمط الأحداث الدرامية التي ترصد هذه الفترة الزمنية القديمة مثل مسلسل الفتوة في رمضان هذا العام.
أحمد سعد الدين: الجمهور مل من مسلسلات الأكشن والروح القديمة جاذبة
يقول الناقد أحمد سعد الدين إن الدراما التي تعتمد على أحداث في فترة زمنية قديمة حينما تقدم بشكل جيد للجمهور تحقق جذبا كبيرا، مثلما قدم سابقا المخرج هاني خليفة مسلسل “ليالي أوجيني” حقق نجاحا لأن المشاهدين يقبلون على هذه النوعية من المسلسلات لرقي الأحداث والملابس والألفاظ والموسيقى وغيرها.
وتابع أن هذه النوعية من الدراما تجذب أيضا كبار السن بجانب الشباب أيضا، وهذه النوعية من المسلسلات التي تتناول فترات زمنية قديمة للمجتمع المصري تستعرض أيضا معلومات لا يعرفها الكثيرون.
وأكد أن الجمهور أصبح يحن للمسلسلات التي تعتمد على روح زمنية قديمة، لأنه مل من نمط مسلسلات الأكشن والإثارة والإرهاب معظم الوقت، فأصبح المنتجون يقبلون على تقديم هذه النوعية من الأعمال الدرامية.
سمير الجمل: قيمة الدراما الحقيقية ربطها الماضي بالحاضر والمستقبل
ويرى الناقد الفني سمير الجمل أن أسلوب الكتابة مهم جدا في أي عمل درامي، فقد يظهر لنا مؤلفًا بعد 10 سنوات مثلا، ويكتب لنا مسلسلا يربط فيه أحداث أزمة فيروس كورونا الحالي.
ولفت إلى أنه حينما يوجد تنوع في الدراما التيفزيونية من حيث فترات زمنية مختلفة قديمة وحديثة، يكون ذلك أفضل بكثير من انحسار الأعمال الدرامية في فترة زمنية واحدة فقط، دون أي تغيير في نمط الأحداث الدرامية المعروضة في المسلسلات.
وأوضح أن المسلسلات التي تستعرض فترات زمنية قديمة في الدراما، تتطلب مجهودا أكبر وشاقا لصناعها من حيث الأزياء والإكسسوارات والديكورات الخاصة بالمشاهد المختلفة وغيرها من الأمور.
وتابع قائلا إننا نحتاج أيضا لمسلسلات مصرية تستعرض أزمنة قديمة وتتطرق لتاريخنا أيضا، حتى يتعلم المشاهدون منه، لأن قيمة الدراما الحقيقية أنها تستطيع ربط الجمهور بالماضي والحاضر والمستقبل.