رغم أن الاقتصاد العالمي يُظهر علامات مبكرة على الركود وفقا لآراء الخبراء، فإن حفنة قليلة من الأفراد الأكثر ثراء يشهدون زيادة في صافي ثرواتهم الشخصية، وفقا لما خلصت إليه نتائج دراسة حديثة.
وذكرت الدراسة التي أجرتها “بوسطن كونسالتينج جروب”، الشركة العالمية المتخصصة فى تقديم الاستشارات الإدارية، أن عددا من المليونيرات يستحوذون على قرابة نصف الثروات التى يزخر بها كوكب الأرض.
وأوضحت الدراسة التي نشر نتائجها موقع “كونسالتنسي يو كيه” البريطاني أنه وفي الوقت الذي يتعافى فيه الاقتصاد العالمي من آثار الأزمة المالية العالمية التي اندلعت شرارتها في خريف العام 2008، يعني توزيع تلك الثروة أنه وفي حالات عدة، تظهر الهوة الشاسعة بين الأغنياء والفقراء.
وأضافت الدراسة أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء ليست أوسع مما كانت عليه في بداية القرن الحالي، لكن الأوضاع المعيشية والحياتية لتلك الفئة الثانية أضحت أكثر ترديا.
وبعكس الفكرة القائلة إن “الموجة العاتية ترفع كل السفن”، فإن أكثر من 3 ملايين من إجمالي عدد أشخاص العالم البالغ 7.7 مليار شخص، يعيشون على أقل من 2.50 دولار يوميا، فيما يعيش ما يربو على 1.3 مليار شخص فى العالم فى فقر مدقع ( على أقل من 1.25 دولار يوميا أو حتى يتضورون جوعا).
في غضون ذلك يرى تقرير صادر عن منظمة “أوكسفام” الخيرية البريطانية في العام 2017 أن الأشخاص الثمانية الأكثر ثراء في العالم يمتلكون ثروات تعادل مثيلتها المملوكة لنصف العالم الأكثر فقرا.
وأشار تقرير “بوسطن كونسالتينج جروب” إلى أن نسبة الثروة التي يستحوذ عليها مليونيرات يُتوقع أن ترتفع على نحو مضطرد فى المستقبل القريب.
ورغم أنها لا تزال تركز على الثروة المالية الخاصة للأشخاص البالغين، وهو ما يختلف عن الأرقام التي ساقتها دراسة “أوكسفام”، لا تزال الدراسة تؤكد على تزايد مستويات عدم المساواة في توزيع الثروات على الصعيد العالمي.
ووجدت الدراسة أن التركيز الأكبر للمليونيرات في أمريكا الشمالية، فيما يضم غرب أوروبا المليونيرات الذين تقل ثرواتهم عن مليون دولار، والذين يمثلون مجتمعين ما نسبته 59% من إجمالي ثروات المنطقة.
وتوقعت “بوسطن كونسالتينج جروب” أن يتسارع نمو الثروة العالمية خلال السنوات الأربع المقبلة، علما بأن الثروة العالمية كانت قد ارتفعت بنسبة 1.6% فقط فى 2018 بسبب التراجع الحاد في أداء سوق الأسهم.