دراسة لشركة إتش إم دي: أكثر من نصف أولياء الأمور أقروا بخطأ منح أطفالهم هواتف ذكية في عمر مبكر

مبادرة هاتف أفضل تعتزم إطلاق أول هاتف محمول "آمن" على صحة الأطفال والشباب النفسية تم تصميمه بالتعاون مع أولياء الأمور

دراسة لشركة إتش إم دي: أكثر من نصف أولياء الأمور أقروا بخطأ منح أطفالهم هواتف ذكية في عمر مبكر
مصطفى طلعت

مصطفى طلعت

2:23 ص, الأربعاء, 28 أغسطس 24

أعلنت شركة (إتش إم دي)، أكبر مُصنّع للهواتف المتحركة في أوروبا، عن نتائج استطلاع عالمي أجرته مؤخراً، شمل حوالي 10,000 من الآباء والأمهات لأطفال والشباب بهدف تحديد ومعالجة تأثير استخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي على صحة الأطفال النفسية.

وتأتي هذه الخطوة ضمن مبادرة “هاتف أفضل” التي تعتزم الشركة من خلالها إطلاق سلسلة هواتف متحركة وآمنة ومخصصة لجيل ما بعد الألفية، وذلك ضمن استراتيجيةٍ تهدف إلى إنشاء هاتف أكثر أماناً كبديلٍ للهاتف الذّكي من أجل منح الآباء القدرة على التحكم والسيطرة على مدة استخدام الأطفال للهاتف ووصولهم إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

ومن المعروف أن شركة إتش إم دي الفنلندية الأصل، والمتواجدة في دبي والشرق الأوسط منذ 2017، كانت وراء تصنيع وابتكار بعضٍ من أفضل أجهزة الهواتف المحمولة في العالم بما في ذلك أجهزه نوكيا. وكان لها دورٍ قياديٍّ في تقديم فكرة طرح أجهزة الهواتف ذات التقنيات البسيطة، فإنها الآن تعيد تصوّر خصائص الهاتف الكلاسيكية من أجل المستهلك العصري الذي يسعى لتقليل وقت تشغيل الشاشة واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. ثم قررت الشركة الأوروبية المصنعة للهواتف، التوقف عن استخدام التكنولوجيا التي يصعب صيانتها وإصلاحها من خلال تقديم هواتف ذكية يمكنك إصلاحها بسهولة في المنزل – مقابل تكلفة صغيرة مقارنةً بتكلفة إصلاحات المتاجر.

وتسعى الشركة المصنّعة للهواتف الآن إلى العمل مع أولياء الأمور لتصميم هاتف جديد وحلول عملية، ستكون بدائل موثوقة للهواتف الذكية، وستمكّن الأهالي من التحكم بمدّة استخدام أطفالهم للهاتف واستخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي. ومن المأمول أن يجذب الجهاز الجديد جيل ما بعد الألفية، والذي تبنّى قسم منه فكرة (الديتوكس الرقمي) أوالتخلّص من أضرار إدمان التكنولوجيا الرقمية.

من جانبه، قال سانميت سينغ كوتشار، نائب رئيس إتش إم دي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وأفريقيا: “لطالما كانت إتش إم دي ملتزمة بأسواق الشرق الأوسط وتدرك تفردها ومدى أهميتها منذ اليوم الأول. نحن نتفهم ثقافة وأخلاقيات الأسرة العربية وطبيعتها، وندرك إن أولياء الأمور يعانون من مشكلة تقليص مدة استخدام أطفالهم للهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي. وتسعى إتش إم دي الآن لتقديم مجموعة من الحلول الجديدة والمبتكرة والتي يمكنها أن تناسب الآباء وأطفالهم و”جيل ما بعد الألفية” أو أي شخص يبحث عن بدائل جيدة للهواتف الذكية. إننا واثقون من أن هذه الحلول ستسدّ ثغرةً كبيرة جداً وتلبي احتياجات الآباء في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وبقية الشرق الأوسط”.

وتعمل إتش إم دي أيضاً مع عدد من الخبراء والناشطين ومجموعات دعم الأهالي لفهم الحلول المطلوبة بشكل أفضل. وسيشارك الجميع في ندوات عالمية عبر الإنترنت والمنتديات لضمان وصول التعاون والمشاركة إلى صميم مشروع الهاتف الأفضل لدى إتش إم دي.

وقال لارس سيلبرباور، رئيس قسم التسويق في إتش إم دي: “نحن في إتش إم دي نلتزم بشكل واضح بالعمل مع جميع الأطراف المعنية بهدف حماية الأجيال الناشئة من التعرض المفرط للهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وسوف نقوم بإشراك الأهل المعنيّين والمهتمين بالعمل معنا للحدّ من تأثير هذا التعرّض على الصحّة النفسيّة ومهارات التواصل لدى أطفالهم.”

واختتم سيلبر باور قائلاً: ” إن مشروع الهاتف الأفضل هو رحلة لاستكشاف مجموعة متنوعة من الحلول التي تعالج التحميل الرقمي الزائد، وتوفير خيارات من شأنها تحقيق التوازن المطلوب. إن هدفنا هو التعاون مع الآباء والخبراء من أجل تطوير حلول عملية تلبي احتياجات الناس حقاً، مما يزيد الابتكار في هذا المجال”.

نتائج الدراسة
كشفت نتائج البحث العالمي الجديد الذي أجرته شركة إتش إم دي، أن معظم الأهالي يمنحون أطفالهم هاتفاً ذكياً في عمر الحادية عشر للمرة الأولى، ولكن الكثيرين منهم أقروا بأنهم تمنوا لو أنهم انتظروا لمدة أطول. وأظهرت الدراسة المعمقة بأن نسبة 55% من أولياء الأمور الذين شملهم الاستطلاع أفادوا بأن استخدام أبنائهم المستمر للهواتف المحمولة هو مصدر كبير للخلافات الأسرية. بينما قال 70% منهم بأن الهواتف الذكية تبعد الأطفال عن قضاء وقت مفيد مع عائلاتهم.

علاوة على ذلك، قال 64% من الأهالي الذين شملهم الاستطلاع أن استخدام الهواتف الذكية يؤثر سلباً على نوم أطفالهم، مما يؤدي في الغالب إلى العديد من المشكلات النفسية والجسدية. بالإضافة إلى ذلك، يقول ما نسبته 61% أن نشاط أطفالهم البدني يقل بسبب الوقت الذي يقضونه في استخدام الهواتف الذكية، وأن أكثر من نصفهم 54% قلقون من أن ذلك سيقلل من الوقت الذي يقضونه في التواصل مع أصدقائهم.

وتشمل النقاط الرئيسية الأخرى التي برزت من الاستطلاع العالمي أن نحو 75% من الأهالي يشعرون بالخوف من تعرّض الهواتف الذكية أطفالهم لمخاطر الإنترنت، مع اعتراف أكثر من نصفهم بأنهم لا يعرفون ما الذي يفعله أطفالهم عند استخدامهم لهواتفهم. ويعتقد ما يقارب نصف عدد الذين شملهم الاستبيان أن استخدام الهواتف المحمولة قد غير شخصية طفلهم، بينما يدّعي ثلثهم أن أبناءهم يعانون من مشكلات في شكل أجسادهم بسبب هواتفهم.

المصدر
استناداً إلى الدراسة التي طلبتها إتش إم دي، وأجرتها شركة بيرسبيكتس العالمية، تم إجراء مقابلات مع 10092 من الآباء، عبر 5 دول مختلفة وهي المملكة المتحدة البريطانية، والولايات المتحدة الأمريكية، الهند، ألمانيا واستراليا. تم إجراء الدراسة في يوليو 2024.