أظهرت ورقة بحثية أن ما بين 5 إلى 6 مليار رحلة يقوم بها السائحون المحليون داخل بلدانهم سنويا، إذ تمثل حوالي 73% من إجمالي الليالي التي يقضيها السياح بمختلف أنواعهم، مما يجعلها عاملًا ممتصًا للصدمات الخارجية في أوقات الأزمات.
وأكدت الورقة البحثية أن السياحة المحلية هي أول شكل من أشكال السياحة التى تم ممارستها داخل الوجهات المختلفة حول العالم، وحاليًا تمثل الجزء الأكبر من النشاط السياحي.
وقام بإعداد الورقة فريق بحثى مكون من الدكتورة عادلة رجب مديرة مركز البحوث والدراسات الاقتصادية والمالية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة والخبراء الدوليين “ستيفن سميث” و”سكوت ميز” استاذي الدراسات السياحية بجامعة جويلف بكندا، والدكتور أحمد رجب”بكلية السياحة جامعة المنيا وتسعى لتقديم روشتة للقطاع السياحي لتفادي آثار كورونا.
وتناقش الورقة البحثية التى تم نشرها في عدد خاص بالمجلة الدولية ” Tourism Review International” تأثير السياحة المحلية على اقتصاديات الدول ودورها في تخفيف الآثار الجانبية لفيروس كورونا.
كما ذكرت الورقة سلسلة من الأسباب التي تستوجب بناء استراتيجيات لتنمية السياحة المحلية، ومنها المساهمة في مرونة قطاع السياحة كممتص للصدمات الخارجية خاصة في أوقات الأزمات من خلال الحفاظ على الخدمات والوظائف السياحية، وتعويض فقدان السياحة الوافدة، وتقليل التفاوت بين تنمية المناطق، فضلًا عن التنمية المستدامة والتخفيف من حدة الفقر، وبناء القدرات في المجتمعات المحلية، و إعادة توزيع الدخل، إلى جانب المساهمة في البناء الاجتماعي للدولة عن طريق تخفيف التوترات الاجتماعية من خلال إتاحة السفر.
وقد نبه الفريق البحثي، إلى أنه بالرغم من أن السياحة المحلية تعد الدعامة الأساسية للطلب السياحي للعديد من الوجهات، الا انها لا تحظى بقدر من الاهتمام مثل السياحة الدولية؛ سواء في البحوث الأكاديمية أو من جانب الجهات الحكومية ومنشآت الأعمال السياحية، فحتى الآن لا توجد قاعدة بيانات عالمية عن إحصاءات السياحة المحلية ولا توجد نظرة عالمية للإحصاءات الخاصة باتجاهات الحجم والقيمة على أساس القياس المتكامل الذي يشمل السفر السياحي المحلي والدولي.
وقام الباحثون من خلال الورقة البحثية، بدراسة وتقييم التغطية الاحصائية لبيانات السياحة المحلية في 20 دولة مختلفة، من خلال التحليل المقارن الاستكشافي. واستنادًا إلى النتائج التي توصل إليها البحث؛ وضع الباحثون قائمة بمؤشرات النجاح الحاسمة والتي ينبغي استخدامها كمدخلات في صياغة استراتيجية موجهة بالبيانات لتطوير الطلب السياحي المحلي.
ومن جانبه، أشاد محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة بالدرساة مؤكدا أن بحوث جامعة القاهرة أصبحت في قلب مشكلات التنمية وتقدم حلولًا عملية للتحديات المختلفة .
وأكد أن علماء وباحثي جامعة القاهرة يتفاعلون لحل المشكلات التي تواجه العالم الآن بجهود مخلصة من خلال أبحاثهم العلمية لوضع معالم للطريق نحو المستقبل.
وفيما يلي فيديو أعدته “المال” عن كيفية تحفيز السياحة الداخلية في أيام الركود التى فرضها فيروس كورونا.