يأمل العمال الأمريكيون، في أن يؤدي نقص العمالة بسبب الوباء إلى تحسن الأجور ، وعلى العكس فإن هذا قد يعني فقدان وظائف العمال لصالح الروبوتات، بحسب وكالة بلومبرج.
يدفع نقص العمالة وارتفاع الأجور الشركات الأمريكية إلى الاستثمار في الأتمتة. فقد وجدت دراسة استقصائية أجراها البنك الاحتياطي الفيدرالي لكبار المسؤولين الماليين، أن ثلث الشركات التي تواجه صعوبة في التوظيف تقوم باستخدام أو استكشاف الأتمتة لتحل محل العمالة.
عدم تحسن الأجور برغم نقص العمالة
في إعلانات الأرباح خلال الشهر الماضي، أكد مسؤولون تنفيذيون في عدد من الشركات على هذا الاتجاه.
قال الرئيس التنفيذي لشركة دومينوز بيتزا إن الشركة بدأت في استخدام المعدات والتكنولوجيا لتقليل حجم العمالة المطلوبة لإنتاج كرات العجين”.
قال مارك كوفي، نائب رئيس المجموعة إن الشركة المنتجة لـ”سبام سبريد” وزبدة الفول السوداني “سكيبي” تكثف استثماراتها في الأتمتة بسبب نقص العمالة.
ميكنة الوظائف الدنيا جارية منذ عقود، وحققت تقدما ملحوظا في العقد الماضي، حيث زاد عدد الروبوتات المثبتة في المصانع حول العالم بأكثر من الضعف خلال تلك الفترة لتصل إلى 3 ملايين. كما انتشرت الأتمتة في الوظائف الخدمية أيضاً.
تخلفت الولايات المتحدة عن الاقتصادات الأخرى، خاصة الاقتصادات في آسيا، لكن الوباء قد يدفعها نوعاً ما للحاق بالركب. فمع ما يقرب من 10.4 مليون وظيفة شاغرة حتى أغسطس، ومع عدد قياسي من الأمريكيين الذين تركوا وظائفهم، فإن صعوبة العثور على موظفين تضيف دوافع جديدة نحو الأتمتة.
تقوم شركة “أمتيك” بتصنيع معدات التشغيل الآلي للمنشآت الصناعية، مثل متتبعات الحركة التي تستخدمها مصانع الصلب والأخشاب في عمليات التعبئة. يقول الرئيس التنفيذي ديفيد أ. زابيكو خلال بيانه عن الأرباح، إن الشركة تعمل بكامل الحماسة والنشاط، وذلك لأن الناس يريدون إزالة العمالة من عمليات التشغيل، وفي بعض الأماكن هناك صعوبة في توظيف عاملين.
توسيع فجوة الدخل
لطالما نظرت النقابات إلى الأتمتة على أنها تهديد لها. ففي الموانئ الأمريكية التي تتخلف عن نظيراتها العالمية في مجال استخدام التكنولوجيا، ورغم أنها تقع حالياً في قلب أزمة رئيسية في سلاسل التوريد، إلا أن رابطة “لونج شورمين” الدولية تعهدت بمحاربة الأتمتة.
هارولد داجيت، رئيس “أي إل إيه” قال في رسالة عبر الفيديو في اجتماع يونيو، إن “الشركات التي تتجه نحو الأتمتة ليس لديها سوى هدف واحد هو التخلص من وظيفتك وكنز المزيد من الأموال في جيوبها. سنحارب هذا التوجه حتى 100 عام قادمة.”
حذر بعض الاقتصاديين من أن الأتمتة يمكن أن توسع فجوات الدخل والثروة في أمريكا بشكل أكبر.
وقال دارون أسيموجلو، الأستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، في شهادة له يوم الأربعاء أمام مجلس الشيوخ حول هذه المسألة “إذا استمر هذا التوجه فسوف يتراجع الطلب على العمالة وسيتفاقم انعدام المساواة، ولن تكون هناك آفاق جيدة لكثير من العاملين من ذوي المؤهلات العلمية المنخفضة”.
التكامل مع العمالة
رغم ذلك فهذه النتيجة ليست حتمية، كما يقول أسيموغلو، حيث يمكن استخدام التقدم العلمي لتطوير تقنيات تؤدي إلى التكامل مع العمالة، ولكن مع سيطرة حفنة من الشركات العملاقة على الأبحاث إلى حد كبير وإنفاق الأموال عليها، فإن هذا ليس هو الاتجاه الذي تسير فيه التكنولوجيا حالياً.
تصنع “نايت سكوب” روباتات أمنية تشبه إلى حد ما “أر 2 – دي 2” من فيلم “ستار وورز” ويمكنها القيام بالمراقبة في مواقع محددة مثل محيط المصانع.
تقول الشركة إنها تجتذب عملاء جدد يواجهون صعوبة في توظيف عمال لأعمال المراقبة. تبلغ تكلفة روبوتاتها بين 3.5 إلى 7.5 دولار في الساعة، وفقاً لرئيسة قسم العملاء ستايسي ستيفنز، ويمكن أن تتم عملية تثبيت الربوتات بعد شهر من توقيع العقد.
أحد العملاء الجدد هو مطار لوس أنجلوس الدولي، أحد أكثر المطارات ازدحاماً في الولايات المتحدة. حيث ستقوم روبوتات “نايت سكوب” قريباً بمراقبة بعض مواقف السيارات التابعة له.
يقول هيث مونتغمري، مدير العلاقات العامة في المطار، “إن هذه الروبوتات ستكمل النقص الذي لدينا، ولن تحل محل أي عمالة بشرية. هي طريقة أخرى نقدم بها تجارب استثنائية للضيوف”.