أكد سفير مصر السابق ببكين، نائب وزير الخارجية المصري الأسبق السفير علي الحفني، أن الكلمة الأخيرة للرئيس الصيني شي جين بينغ في منتدى باريس الثالث للسلام تجسد المعني الحقيقي للتضامن العالمي.
ودعا بينغ خلال كلمته إلى بذل الجهود المشتركة لمكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وضرورة والتعددية.
منتدى باريس للسلام
وقال الحفني، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن شي أعرب خلال كلمته عن رغبة الصين في مشاركة خبرتها في مكافحة فيروس كورونا والتزامها بجعل اللقاح الذي تعمل على إنتاجه، متاحا عالميا في أقرب وقت ممكن.
واستطرد الدبلوماسي المصري السابق قائلا، “تضرب الصين مرة أخرى مثالا على المعنى الحقيقي للتضامن العالمي لأنها لا تنظر فقط للداخل الصيني، حيث حاصرت الجائحة بشكل قوي وسريع، ولكنها تهتم بكل شعوب العالم”.
وأدلى الرئيس الصيني بكلمته في المنتدى الدولي يوم الخميس الماضي عبر الفيديو، حيث دعا أيضا إلى مساعدة الدول الأكثر فقرا.
وأوضح الحفني أن إحدى النقاط المهمة التي أثارها الرئيس شي خلال منتدى باريس الثالث للسلام هي التعددية، حيث أعرب عن معارضة الصين للأحادية والهيمنة.
وأشار الدبلوماسي المصري إلى أنها ليست المرة الأولى التي يطرح فيها الرئيس الصيني هذه القضية، لكنها مهمة بما يكفي للتأكيد عليها مجددا في ظل المتغيرات الأخيرة على الساحة الدولية.
وشدد الرئيس الصيني أيضا على ضرورة الالتزام بالتعايش السلمي، فضلا عن ضرورة احترام حق الدول الأخرى في التنمية واختيارها المستقل لطرق ونماذج التنمية.
وقال الحفني إن الصين تدعو إلى الديمقراطية في العلاقات الدولية وتكافؤ الفرص في التمثيل بالمحافل الدولية حيث يمكن سماع أصوات جميع الدول سواء كانت كبيرة أو صغيرة، دون تمييز.
عالم متعدد الأقطاب
وأضاف الحفني، الذي عمل أيضا نائبا لوزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية، “بالطبع أن نشهد عالما متعدد الأقطاب يضفي الكثير من التوازن على المنظومة الدولية، سواء كان في إطارها السياسي أو الاقتصادي، وهو ما تتطلع إليه معظم الدول بما في ذلك الصين”.
وعكست كلمة الرئيس شي بشأن رفض الصين لجميع أشكال الإرهاب والتطرف حرص الصين على تعزيز الجهود الدولية ليس فقط لمكافحة فيروس كورونا ولكن أيضا للحد من الفكر المتطرف، الذي يهدد السلام والأمن العالميين، بحسب الدبلوماسي المصري السابق.
كما أكد شي في كلمته على أن الصين ستتصرف بجدية بشأن مبادرة مجموعة العشرين لتعليق خدمة ديون الدول الأكثر فقرا، كما ستشارك بنشاط في التعاون الإنمائي الدولي.
وقال الحفني إن ذلك يبين أن الصين تنظر بجدية في طلب الدول الأفريقية لتخفيف أعباء ديونها وسط أزمة فيروس كورونا، وحث دول مجموعة العشرين على النظر في إعفاء أو تخفيض أو إعادة جدولة ديون الدول النامية، لا سيما الدول الأفريقية.
المعنى الحقيقي للتضامن العالمي
وأضاف أن اهتمام الصين بمصالح الدول الفقيرة والنامية يجسد المعنى الحقيقي والفعلي للتضامن العالمي، والذي من خلاله يمكن للدول أن تفهم معاناة بعضها البعض، خاصة أن أزمة فيروس كورونا أثرت على اقتصادات معظم الدول.
ورأى الحفني أن مبادرة الحزام والطريق، التي تسعى إلى إقامة شراكات تنموية مربحة للجميع بين الدول المشاركة، “ساهمت في مزيد من انفتاح المجتمع الدولي وأدت إلى تنفيذ المزيد من المشروعات العملاقة في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في إفريقيا”.
يشار إلى أن هذه المقالة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.