مازال قرار اعتزال المخرج القدير داوود عبد السيد للفن والسينما، يثير جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي حتى الساعات الأخيرة بعد إعلانه شروطا معينة للعدول عن قرار الاعتزال ، فيعتبر داوود عبد السيد صاحب وأحد من أفضل 100 فيلم في السينما المصرية “الكيت كات”، وحدثت موجة من الحزن والدهشة على مواقع التواصل الاجتماعي اليومين الماضيين ، ومازال الأمر يثير جدلا كبيرا حتى الآن ومطالبة له بالعدول عن قرار الاعتزال.
حيث أعلن داوود عبد السيد أن سبب هذا القرار أنه لا يستطيع التعامل مع نوعية الأفلام التي يفضلها الجمهور حاليًّا، والتي يبحث عنها من أجل التسلية وليس لمناقشة القضايا التي اعتاد أن يطرحها في أعماله”، على حد تعبيره.
محمود قاسم : داود عبد السيد لم يستطع الصمود مثل مخرجين قدامى
قال الناقد السينمائي محمود قاسم إن المخرج القدير داوود عبد السيد كان غائبا عن الساحة السينمائية منذ سنوات بشكل إجباري أي أنه اعتزل فنيا وسينمائيا ليس باختياره وإنما لعدم قدرته مواكبة التطور الذي حدث في السينما المصرية وتقديم موضوعات وأفلام سينمائية للجمهور تعيد نجاحاته السابقة في أفلام الكيت كات وغيرها التي قدمها في الماضي .
وتابع أن داود عبد السيد لم يستطع الصمود مثل مخرجين قدامى آخرين على غرار يسري نصر الله الذي مازال يجتهد لتقديم سينما مختلفة ومتطورة .
ولفت أيضا إلى أن هناك جيلا من المخرجين مثل داوود عبد السيد وخيري بشارة عفا عليهم الزمن ولم يستطيعوا التطور فظلوا محلك سر ، لذلك اعتزال داوود حاليا عن السينما مجرد قرار بالإعلان للجمهور لكنه معتزل إجباريا منذ سنوات ، فهو يحتاج لدولة غير مصر يقدم فيها السينما التي يرغب في تحقيقها ليحصد نجاحا جديدا.
أحمد سعد الدين : إعلان داوود عبد السيد اعتزاله السينما كشف الحالة المتردية للصناعة
وعلق الناقد الفني أحمد سعد الدين فقال : داوود عبد السيد يعد واحدا من أهم المخرجين السينمائيين في الـ 50 سنة الماضية ، لكن الأزمة الحقيقية أن أفلامه السينمائية التي قدمها خلال الـ 20 عاما الماضية لا تتجاوز 3 أفلام وهو رقم ضعيف للغاية.
إضافة إلى أن موجة أفلام الكوميديا سيطرت بدرجة كبيرة على السينما السنين الماضية ، وحدثت تغيرات مختلفة بين الصناعة والمنتجين ، ومن هنا أصبح جيل داوود عبد السيد ويسري نصر الله وخيري بشارة صعبا وجوده في السينما .
لكن ليس معنى ذلك أن ينسحب هذا الجيل تماما ويقرر الابتعاد عن السينما ، لكن في الماضي كانت وزارة الثقافة المصرية تقيم جائزة قيمتها 20 مليون جنيه لأفضل السيناريوهات وحينما فاز بها داوود عبد السيد سابقا قدم من خلال ذلك فيلمه رسايل البحر وكان فيلما سينمائيا مهما ومميزا ، والسوق يحتاج لهيكلة جديدة حتى يعود جيل داوود عبد السيد للسينما مرة ثانية بقوة ، بعد أن سادت الكوميديا في السينما.
وأكد سعد الدين أن إعلان داوود عبد السيد اعتزاله السينما كشف الحالة المتردية التي تعاني منها الصناعة في الوقت الحالي.
سمير الجمل : اعتزال داود عبد السيد رسالة عنوانها السينما في خطر
ويرى الناقد الفني سمير الجمل أن اعتزال داود عبد السيد رسالة عنوانها السينما في خطر موجهة لأهل الفن على اختلاف عناصرهم المنتج والممثل والكاتب ، لأنه لا توجد سن للاعتزال فلا يوجد لدينا 100 مخرج مثل داوود عبد السيد إنما هو أحس أن أهل السينما الحقيقيين أصبحوا غرباء في الوسط السينمائي الحالي .
وأكد أن هذا القرار ليس هروبا منه والمسألة لا تخص السينما فقط وإنما تعني كتاب الدراما الكبار الذين لا يعملون ويجلسون في منازلهم فهناك أسماء كبيرة غائبة عن السوق منذ سنوات .
وأردف أن داوود عبد السيد تاريخه السينمائي عالق في ذاكرة الجمهور وموجود ومازال قادرا على العطاء ، وفي رأيي الخاص أنه لو لم يقدم في حياته سوى فيلم الكيت كات فيكفيه لأن الأمر ليس بالكم ، فلديه أفلام كثيرة برغم أنه مقل في أعماله السينمائية منها مواطن ومخبر وحرامي والصعاليك وغيرها.
ويشير إلى أنها ليست شكوى من داوود عبد السيد فقط وإنما من كبار الفنانين مثلما حدث مع أسامة عباس ورشوان توفيق مؤخرا، على عكس ما يحدث في هوليود سنجد ان مجموعة كبيرة من النجوم لمعت أسماؤهم بعد سن الستين عاما وتكتب لهم أدوار البطولة خصيصا مثل روبرت دي نيرو مارلين براندو والباتشينو وميريل ستريب وغيرهم.