كتب: طارق رمضان وعمر ياسر
اتفق المشاركون في قمة “المدن الذكية.. البنية التحتية والإتاحة التكنولوجية”، التي عقدت اليوم الأربعاء، على دور البنية التحتية الرئيسي في إقامة المدن الذكية، ضمن فعاليات معرض ومؤتمر القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات Cairo ICT 2021 في دورته الخامسة والعشرين المقامة بمركز مصر للمعارض الدولية في منطقة القاهرة الجديدة بالتجمع الخامس خلال الفترة من 7 إلى 10 نوفمبر، مستعرضين كيفية مساهمة التطبيقات وحلول الرقمنة في تسهيل الخدمات المتاحة لتهيئة بيئة معيشة متكاملة أمام الأفراد.
وقال هاني خلف، المدير الإقليمي لحلول إنترنت الأشياء والمدن الذكية في شركة “دِل تكنولوجيز”، مدير الجلسة، إنه بحلول 2050 سينتقل أكثر من 70% من سكان العالم إلى المعيشة في المدن، ما يؤثر على جودة الخدمات، وبالتالي تزداد حاجتها إلى التطوير والتحول الذكي.
وأضاف هشام مهران، نائب الرئيس التنفيذي لشركة “أورانج”، أن الشركة لديها 4 أذرع، الأولى يختص بتقديم خدمات قطاع الأعمال، ويساعد في تقديم حلولًا تفصيلية للمؤسسات من خدمات البنية التحتية للاتصالات ودعمها بالتطبيقات اللازمة، أما الذراع الثانية فهو خاص بـ”أورانج لابس”، ولدينا 250 وحدة تساعد في دعم الأفكار والتطبيقات الجديدة من خلال الاستثمار في الكوادر البشرية.
وأضاف مهران أن الذراع الثالثة يشمل خدمات البرمجة بهدف متابعة عملية الرقمنة ووضع الرؤى وخطط تشغيل الخدمات، بالإضافة إلى ذراع الخاص بخدمات “الداتا سنتر”، حيث تقوم “أورانج” بتنفيذ أحد أكبر مراكز بيانات بالمنطقة وتصميم وتشغيل وإدارة باستثمارات تزيد على 135 مليون دولار، ومستهدف البدء التجريبي مطلع 2022.
وأوضح أن المركز يهدف إلى تعزيز البيانات واستضافة جميع منصات المدن الذكية التابعة للعاصمة الإدارية بطريقة مؤمنة ومتكاملة، مشيرًا إلى أن “أورانج” تتولى تصميم وتنفيذ وتشغيل وإدارة مركز إدارة خدمات العاصمة لمدة 5 سنوات، مضيفًا: “أورانج تملك 28 مشغلًا في العالم”.
وأشار محمد خليل، رئيس قطاع التكنولوجيا بشركة العاصمة الإدارية، إلى أن البنية التحتية أهم عنصر لبناء المدن الذكية، موضحًا دور كابلات الألياف الضوئية، حيث تضم العاصمة الإدارية شبكات مؤمنة على درجة عالية من خلال مد حلول التكنولوجيا المتقدمة، التي تحقق أكبر درجة من رضا المواطن.
وأضاف خليل أن بيئة العاصمة جاذبة للمستثمرين والشركات، مستشهدًا بزيادة معدل الإشغالات التي تنفذها المؤسسات في العاصمة بالتزامن مع إعلان الرئيس السيسي بدء الانتقال التدريجي إلى العاصمة الإدارية ديسمبر المقبل.
وأكد أن العاصمة تستعد لاستقبال نحو 40 ألف موظف خلال المرحلة الأولى من العمل، فضلًا عن تشغيل أكثر من 800 تطبيق مختلف لدعم مختلف الخدمات، مشيرًا إلى أن رؤية عمل العاصمة الإدارية هي إعدادها لتكون نموذج متكامل لأول مدينة ذكية في مصر، ويتم الاسترشاد بها في تنفيذ 14 مدينة أخرى.
وأوضح رئيس قطاع التكنولوجيا بشركة العاصمة الإدارية أن طرح كراسات شروط المشروعات يعتمد 70% منها على الجانب الفني للشركات المتقدمة، بينما تكون النسبة الباقية 30% خاصة بالعروض المالية، ما يوضح أن الهدف الاساسي تقديم خدمة عالية الجودة وإتاحة قيمة مُضافة مُفيدة للمواطن باعتباره الهدف الأول للمدن الذكية.
وشدد محمد على أن جميع الاستثمارات التي يتم ضخها بمشروع العاصمة الإدارية يأتي من عائد بيع الأراضي، الذي وصل إلى 60 مليار جنيه حتى الآن، الذي يعتبر رأسمال الشركة، مؤكدًا أن الدولة لم تتحمل أي تكلفة في العاصمة الإدارية الجديدة.
وأشار أيمن البياع، الرئيس التنفيذي لشركة بنية للأنظمة، إلى أهمية ارتفاع معدل الأمان والاستدامة بالمدن الذكية، مشددًا على وجوب تمتع خدماتها بدرجة عالية من الكفاءة، لافتا إلى أن البنية التحتية هي أساس التحول الرقمي والمدن الذكية.
وأكد البياع أن تحقيق استدامة المدن الذكية يعتمد على تخطيط طويل المدى يُقسم إلى فترات مرحلية لتحقيق الأهداف، مشيرًا إلى أن شركته نجحت في تنفيذ خدمات مدينة المعرفة من خلال مدها بأحدث تقنيات البنية التحتية والحلول المتقدمة، فضلًا عن تدشين العديد من التطبيقات الخدمية لذوي الاحتياجات الخاصة.
واستشهد بتجربة “دبي الذكية”، التي تعد تجربة متكاملة للتطبيقات الذكية من خلال تنفيذ جميع خدمات المواطن الرقمية عبر الهاتف من دفع إلكتروني وتسوق وخدمات حكومية وعلاج عن بُعد وسياحة افتراضية وغيرها من الأنشطة الذكية.
وذكر ماتيو بريت، المدير العام لقطاع المدن الذكية بشركة هانيويل، أن واقع المدن الذكية يتعلق بالمكانة، التي تريد أن تصل إليها المدينة وقدرتها ورؤيتها وتوجهات المسؤولين عنها ونشاط الأفراد الذين يعيشون بها، مشيرًا إلى أنها تواجه تحديات عدة مثل البنية التحتية القديمة وتمويل الميزانيات، والحاجة إلى وجود مبانٍ ذكية، وضرورة تسريع التحول الرقمي.
من جانبه، كشف مدحت محمود، رئيس قطاع الحلول الرأسية للتحول الرقمي بشركة “هواوي”، عن أن شركته تعمل في 140 دولة وتستهدف التوسع بدخول أسواق جديدة، لتعزيز خدمات المدن الذكية، مشيرًا إلى أن هناك 3 مجالات لإقامة المدن الذكية، منها لخدمات أغراض الأعمال الحكومية وتطبيقات الخدمات، فضلًا عن تأمين الخدمات وتحقيق التكامل.
وأوضح محمود أن تنفيذ البنية التحتية التكنولوجية يختلف من قطاع إلى آخر، حيث تحتاج إلى تقنيات مختلفة، بالإضافة إلى نوع التطبيقات، مؤكدًا أن دور “هواوي” في المشاركة بخدمات المدن الذكية هو تحقيق التكامل بين التطبيقات من خلال الإسراع بالمسار، مثل خدمات مرافق المياه والكهرباء والإضاءة والمرور وغيرها.
واختتم حديثه قائلًا إن توطين الإضاءة الذكية أحد أبرز مجالات الاستثمار في المدن الذكية، مشيرًا إلى أهمية دور الاستثمار في تطبيقات الموبايل، فضلًا عن حلول أمن المعلومات.