ركزت الجلسة الثالثة من مؤتمر «بورتفوليو إيجيبت»، الذى نظمته شركة «المال جى تى إم»، أمس الأحد، تحت عنوان: «النمو تحت وطأة الوباء»، على أهم الفرص والتحديات التى يشهدها قطاعا «التعليم والصحة».
وتولى إدارة الجلسة عبد الله الإبياري، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للاستثمار المباشر، وذلك بحضور أحمد الجندى الشريك المؤسس، العضو المنتدب بمجموعة «TCV» للاستثمارات المالية، وأحمد وهبى الرئيس التنفيذى لمنصة مصر للتعليم «EEP»، وسامية البارودى شريك شركة «RMBV» للاستثمار المباشر، وعضو مجلس إدارة مجموعة مستشفيات «كليوباترا»، إضافة إلى شيرين شهدى مدير مجموعة «CDC» فى مصر، وطارق محرم الرئيس التنفيذى لمنصة NILE MISR HEALTHCARE».
وتناول الحضور خلال الجلسة، الحديث عن خطط الكيانات المشاركة داخل السوق المحلية والعالمية، كما تمت مناقشة أفضل الفرص المتاحة للنمو أمام قطاعى «التعليم» و»الصحة»، إلى جانب إلقاء الضوء على أبرز التحديات التى تواجه القطاعين، وكيف ساهمت التطورات التكنولوجية التى ظهرت بشكل كبير فى أزمة الجائحة.
فى حين أكدوا جاذبية العوائد الاستثمارية المحققة من خلال تلك القطاعات، مشيرين إلى أنه على الرغم من كل فرص النمو التى حققها القطاعان خلال الفترات الماضية فإنه لا يزال هناك المزيد.
فى البداية، رحب مدير الجلسة عبد الله الإبيارى بالحضور، ووجه سؤاله الأول لكل منهم لإلقاء نظرة سريعة على أبرز خططهم فى السوق المحلية.
شيرين شهدي: 100 مليون دولار حجم استثماراتنا فى مجموعة «ألفا» مؤخرًا
وبدأت شيرين شهدى مدير مجموعة «CDC»، الحديث عن خطة المجموعة فى مصر خلال الفترة المقبلة.
وقالت إن المجموعة تُركز استثماراتها فى السوق المحلية على العديد من القطاعات المختلفة، وعلى رأسها قطاعات التعليم والصحة.
وأوضحت أن مؤسسة «CDC» تركز على الاستثمارات طويلة الأجل، موضحة أنها بشكل عام هى مؤسسة تنموية تمويلية مملوكة للحكومة الإنجليزية.
ثم التقط طرف الحديث أحمد الجندي، الشريك المؤسس والعضو المنتدب لشركة tcv للاستثمارات المالية، والذى أوضح أن حجم استثمارات شركته تصل إلى مليار جنيه، لافتًا إلى أن قطاعى الصحة والتعليم من أهم القطاعات فى مصر.
أحمد الجندي: أزمة كورونا أبرزت أهمية الاستثمار فى القطاعين
وأضاف «الجندي» أن أزمة فيروس كورونا المستجد أبرزت أهمية مضاعفة الاستثمار فى قطاعى الصحة والتعليم، مشيرًا إلى أنه خلال الجائحة ظهرت أهمية ربط تلك القطاعات بالتكنولوجيا لما لها تأثير كبير على القطاعات.
من جانبه، قال أحمد وهبى الرئيس التنفيذى لمنصة مصر التعليم، إن شركته تعمل فى مجال التعليم وتنقسم إلى 3 مراحل، المرحلة الأول (الانترناشونال) وتضم 3 مدارس بها حوالى 4 الآف طالب.
وتابع وهبي: أن المرحلة الثانية هى المدارس المتميزة، وتضم مدرستين بها نحو 5 الآف طالب، ويعمل بها حوالى 1000 موظف، ومن المقرر التوسع فى منطقة غرب القاهرة.
وأشار وهبى إلى أن المرحلة الثالثة تضم مدارس «حياة»، وهو نوع مميز من المدارس، مؤكدا أنه خلال الفترة المقبلة سيتم التوسع فى هذا المحور بعدة مناطق مختلفة.
أحمد وهبي: منصة «EEP» لديها نحو 10 آلاف طالب.. وخطة توسعية قريبا
ونوه بأن المنصة لديها نحو 10 الاف طالب، مشيرًا إلى أنه من أهم أولوياتهم تحقيق الموازنة بين الاستثمار والحفاظ على جودة التعليم.
ولفت إلى أن شركته تستهدف خلق نموذج ناجح وتدريب المعلمين، مشيرًا إلى أن الوسائل التكنولوجية هى التى سوف تسهم فى تحقيق رؤية الشركة.
وتحدثت سامية البارودى شريك شركة «RMBV» للاستثمار المباشر وعضو مجلس إدارة مجموعة مستشفيات «كليوباترا» عن خطة الشركة فى السوق المحلية ورؤيتها للقطاع الطبى فى مصر.
وأضافت البارودي، أن شركة «RMBV»غرضها تنموى وتستثمر فى دول مصر وتونس والجزائر والمغرب.
وأوضحت أن أبرز استثماراتهم التى تم تنفيذها فى السوق المحلية تتمثل فى قطاعات الصحة والتعليم، متمثلة فى مستشفيات «كليوباترا»، ومعامل البرج والمختبر من خلال شركة التشخيص المتكاملة وتم التخارج منها، إلى جانب شركة «تعليم المالكة لجامعة النهضة وشركة «سيرا» وجامعة بدر التابعة لها تم التخارج منها فعليًا.
سامية البارودي: سياسة إعادة ضخ العوائد تؤتى ثمارها
ونوهت بأن الشركة اعتمدت على عدة محاور لتحسين القيمة المضافة فى استثماراتها، متابعة أنه على صعيد «كليوباترا» فقد اعتمدت الشركة نموذج إعادة استثمارات العوائد فى المجموعة مرة أخرى، ليضم الكيان حوالى 10 كيانات بالفترة الحالية.
وأشارت إلى أن كليوباترا اعتمدت على عدة زيادات لرأسمال لشركة، وتمت إعادة ضخ تلك الأموال فى إعادة تأهيل المستشفيات القديمة وغيرها وتحسين البنية التحتية وشراء اجهزة طبية جديدة وتحسين الخدمة، كما قامت بتأسيس مكتب إقليمى ممثل للمجموعة، يضم مختلف الكوادر لكل الكيانات التابعة.
ولفتت سامية البارودى إلى أن كليوباترا نجحت فى تطبيق نظام محاسبى موحد أيضًا لربط بيانات العملاء، بما يتيح بيانات المريض من خلال أى من أذرع المجموعة.
وأشارت سامية البارودى إلى أنه على صعيد استثمارات شركة rmbv فى قطاع التعليم فإن الشركة عملت على تطبيق أيضًا عامل القيمة المضافة بتحسين الخدمة المقدمة للطلاب، وبدأت تلك العملية فى كلية الطب بعقد شراكة مع جامعة دولية، بحيث تكون الشهادة مماثلة للشهادات التى تمنحها الكليات الخارجية.
وفى سياق متصل، قال طارق محرم الرئيس التنفيذى لمنصة «NILE MISR HEALTHCARE»، إن المنصة الجديدة تأسست بشراكة بين مصر كابيتال وبنك مصر ومجموعة «elevate private equity» وأوضح أن المنصة الجديدة تُخطط لتكون أكبر صندوق استثمارى فى المجال الطبى على صعيد القارة الأفريقية.
وتابع أن المجال الصحى يحوى العديد من الفرص الاستثمارية الواعدة فى السوق المحلية، لافتًا إلى أنه على الرغم من كل النجاحات التى حققها المجال سابقًا إلا أنه لا يزال به العديد من الفرص الكبيرة.
وقال محرم إن العوائد الخاصة بالقطاع يجب أن تكون مكافئة لمعدلات تحسين الخدمة المقدمة، لافتًا إلى أن التجربة أثبتت أن القطاع مر بمرحلة كبيرة من التطورات على الصعيد المحلي، مقارنة بالعديد من الدول الخارجية.
ووجه مدير الجلسة سؤاله إلى شيرين شهدي، عن كيفية مواجهة الصعوبات فى مجال التعليم والصحة، حيث أكدت أن قطاعى التعليم والصحة هناك ارتباط وثيق بينهما.
وأضافت أنه على سبيل المثال أعلنت شركتها خلال العام الماضى عن عقد شراكة مع عدة كيانات كبرى منها البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية ebrd للاستثمار فى مجال تصنيع الأدوية عبر ضخ نحو 250 مليون دولار، لشراء شركة أدوية فى مصر وشركة أخرى فى الهند.
وأوضحت أن الهدف من تلك الشراكة هو تصنيع مادة API وهو منتج رئيسى يدخل فى صناعة الأدوية، ولا يتم تصنيعه محليًا، ولكن يتم استيراده فقط، مشيرة إلى أنه سيتم تعلم كيفية تصنيع هذا المنتج للاستفادة منه فى مصر ثم التوسع فى قارة أفريقيا.
وأشارت شيرين إلى أنه خلال العام الحالى تم ضخ استثمارات بقيمة 100 مليون دولار فى مجموعة «ألفا الطبية»، وذلك بهدف توصيل الخدمة الطبية لمحافظات خارج نطاق القاهرة، على أن تكون بسعر مناسب للجميع، عبر افتتاح معامل خارج العاصمة.
يُذكر أن «المال» كانت قد نشرت مؤخرًا أن مؤسسة «CDC» استثمرت 100 مليون دولار بمجموعة ألفا الطبية فى صورة زيادة رأسمال، بجانب مساهمة من مستثمر فى الرعاية الصحية «Africa Platform Capital»، وكان ذلك تأكيدًا لما نشرتهُ جريدة «المال» خلال مايو الماضى.
وتابعت كما سيتم توجيه جزء كبير من تلك الاستثمارات لإنشاء أكاديمية للتدريب داخل ألفا الطبية، وذلك بهدف تنمية القطاع الصحى ورفع المستوى التعليمى فى هذا القطاع.
من جانبه، قال طارق محرم الرئيس التنفيذى لمنصة «NILE MISR HEALTHCARE»، إن أزمة فيروس كورونا أبرزت أهمية التركيز على الخدمات الطبية المقدمة، مشيرًا إلى أن هناك عجزًا بنحو 100 ألف سرير خلال الوقت الحالي، بالنسبة لعدد السكان على الصعيد المحلي.
وشدد «محرم» على أهمية تحسين الجودة مع اهمية إيجاد طرق لتقديم الخدمة بشكل أسرع ومباشر.
وعن أبرز التحديات التى تواجه قطاع الصحة والتعليم، قال أحمد الجندي، إن هناك عدة استراتيجيات أساسية للاستثمار فى مجالات الصحة والتعليم، منها إيجاد كيانات كبرى قادرة على المنافسة، أو تطوير كيان قائم وتزويده بالتكنولوجيا المطلوبة لخلق قيمة مضافة.
وأضاف الجندى أن الاستراتيجية الثالثة تتضمن التوسع الجغرافي، خاصة فى السوق الأفريقية لما لها من أهمية سياسية واقتصادية.
ونوه بأن السوق تحتاج إلى إيجاد زيادة عدد المستثمرين وزيادة رؤؤس الأموال لتحقيق أقصى استفادة ممكنة.
وشدد على أنه لا يوجد تعارض بين تشجيع وجود الكيانات الاستثمارية فى المجال الصحي، وفى نفس الوقت الرقابة عليها وتنظيمها لحماية المستهلك.
وعاد مدير الجلسة لأحمد وهبى بسؤال لمعرفة أهم أنماط لتعليم الجديدة التى تطرحها منصة «مصر» للتعليم، وهل تُركز المنصة على تقديم خدماتها على محافظات القاهرة والإسكندرية فقط؟ أم هناك نية للتوسع بالمحافظات؟
ورد وهبي، بأن المنصة ركزت على تحقيق عامل التنوع بمخاطبة مختلف الفئات الاجتماعية وأيضا بالوجود فى كل الفرص الاستثمارية المتاحة.
وأضاف أن المجموعة تُركز على المدارس الدولية، وأيضًا مدارس اللغات بهدف مخاطبة الفئات من الطبقة المتوسطة، بنفس درجة الأولوية.
ولفت الى وجود عدة كيانات فى قطاع التعليم تعكف على تقديم خدمات متنوعة، مما يرفع كفاءة المعلم والطلاب من خلال إتاحة عامل التدريب.
وعلى صعيد التوسع خارج نطاق القاهرة والإسكندرية، قال وهبي، إن معدل الطلب بتلك المحافظتين عادة ما يكون مرتفعًا عن غيرهما من محافظات الصعيد على سبيل المثال.
وأضاف أن العمل فى المحافظات يحتاج لمعادلة مختلفة تعتمد على الموازنة ما بين التكاليف وجودة الخدمة المقدمة، لافتًا إلى أن شركته بدأت تحركات فعلية للتواجد بمحافظات الصعيد.
وقاطعه عبد الله الإبيارى بسؤال جديد حول إمكانية تقديم خدمات مناسبة للطبقة المتوسطة، بما يقضى على ظاهرة الدروس الخصوصية ويُعيد للمدرسة دروها الرئيسي؟
وقال وهبى إن إعادة دور المدرسة الأساسى يحتاج لوقت كبير، إذ يتحقق من خلال عاملين الأول: خاص بدعم المعلم، والثانى هو تقسيم الطلاب وفقًا للقدرات الذهنية لكل منهما لتحقيق فرص متكافئة للاستيعاب.
وتابع: أعتقد أن ذلك سيتحقق بعودة دورس التقوية، موضحًا أن الأهتمام بها بدء مؤخرًا من جديد، لافتًا إلى أن لها دورًا كبيرًا بشكل عام فى زيادة فرص التعليم عامة.