انعكست أزمة زيادة أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا في محافظة سوهاج، على مناقشات موازنة قطاع الصحة للعام المالي 2021/ 2022 في اجتماع لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان، اليوم الأربعاء. قال النائب مصطفى سالم، وكيل لجنة الخطة والموازنة في البرلمان: علينا أن نحدد حجم المشكلة وأسبابها حتى نستطيع التوصل لحلول لها، ومواجهة الأزمة، فكلنا يعلم أن هناك أزمة عالمية وهي أزمة فيروس كورونا ونثمِّن دور ومجهود الدولة المصرية في مواجهة الأزمة.
وأضاف سالم: “أنا من سوهاج وكلكم متابعين ما يحدث على الأرض، ونشعر بما يواجه المواطنين”، مشيرًا إلى زيادة عدد الحالات ونسب الوفيات.
وتابع: “أتلقّى عشرات التليفونات لمساعدة الناس في الوصول لجهاز تنفس أو أكسجين أو غرف عناية مركزة، ثم يطلّ علينا قيادات مديرية الصحة والجامعة بسوهاج ببيانات غير حقيقية ويقولوا إن الأزمة ليست كذلك”.
واتهم سالم المسئولين في مديرية الصحة بالتسبب في زيادة نسب الإصابات والوفيات، وقال: “الناس استهانت، وهؤلاء تسببوا في زيادة الإصابات والوفيات”، وتساءل مستنكرًا: “هل الذي يقول إن الإصابات أقل سوف ياخد جائزة؟!”.
واستطرد: فوجئنا بتخبط قيادات مديرية الصحة والجامعة بسوهاج في إدارة الأزمة، وإصدارهم بيانات مخالفة للحقيقة فيما يتعلق بالأزمة، وهو ما ترتّب عليه زيادة عدد الإصابات والوفيات داخل المحافظة، وبناء عليه قامت الوزارة بالدفع بعشرات الأطباء وأجهزة طبية وأَسرّة رعاية وأجهزة تنفس صناعي للمحافظة، خلال الأيام الماضية؛ للمساعدة في المواجهة، وهذا دليل كافٍ على عدم إبلاغ المسئولين بسوهاج للوضع الحقيقي أمام قياداتهم ويتعين مساءلتهم عن ذلك.
ولفت وكيل خطة البرلمان إلى ضعف الإمكانيات الموجودة بمستشفيات محافظة سوهاج، وهو ما كشفته الأزمة الحالية، وقد جاءت بيانات وزارة الصحة أن عدد الأَسرّة التي تمثل القوة الأساسية للمستشفيات الداخلي 1391 سريرًا حاليًّا، منها 883 سرير عزل كورونا.
وأكد سالم أن نصف هذه الأعداد لا يمكن التعامل معها “كسراير عزل”؛ لأن كل سرير يحتاج فعليًّا إلى حوالي 10 أنابيب أكسجين وقوة بشرية من الأطباء والتمريض، وجميعنا يعلم العجز الكبير فيهما.
وأضاف سالم أن عدد أَسرّة الرعاية الطبية بسوهاج كانت 111 سريرًا، ووصلت الآن لعدد 171 سريرًا، منها فقط عدد 65 بجهاز تنفس صناعي، في حين الاحتياج الفعلي لأسرّة الرعاية بسوهاج، طبقًا لبيانات وزارة الصحة، 536 سريرًا.
وعدد 13 سرير رعاية أطفال حاليًّا، في حين الاحتياج الفعلي 65 سرير رعاية أطفال، مما يشير للعجز الكبير بهما.
وتساءل سالم: هل قيادات وزارة الصحة ترى أن هذه الإمكانيات تكفي لمواجهة الأزمة ومتطلبات 5.5 مليون مواطن بمحافظة سوهاج؟!
ووجّه سالم تساولات لقيادات وزارة الصحة فيما يتعلق بمبلغ 65 مليون جنيه مخصصة من برنامج تنمية الصعيد لمواجهة احتياجات مستشفيات سوهاج ومسدَّد منها فعليًّا 32.5 مليون لوزارة الصحة، فضلًا عن مبلغ 30 مليون جنيه مخصصة من مبادرة البنك المركزى لمتطلبات الصحة بسوهاج والمسدَّدة فعلًا لوزارة الصحة.
وطالب سالم بضرورة تحديد المسئولية عن المتسبب في تأخير توريد هذه الاحتياجات، رغم ما نواجهه من أزمة مع ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضده.
واختتم سالم كلمته بضرورة توفير الاعتمادات المالية اللازمة لسرعة الانتهاء من الأعمال بمستشفيات محافظة سوهاج، خاصة طما وطهطا وجهينة وجرجا ودار السلام، والتي بدأ العمل بها منذ سنوات ونحن في أشدِّ الحاجة لدخولها الخدمة، على أن يكون هناك جدول زمني لتنفيذ كل هذه المطالب.
وتطرّق سالم لضعف الإجراءات الاحترازية داخل المستشفيات فيما يتعلق بالتعامل مع المصابين، وكذلك مع حالات الوفاة.
وطالبت لجنة الخطة والموازنة يالبرلمان الوزارة بضرورة الرد على كل تساولات النائب مصطفى سالم، وكيل لجنة الخطة والموازنة، كتابة، خلال الأسبوع المقبل، موضحًا به الجدول الزمني للتتفيذ وحل هذه المشاكل.