أكد خبراء سوق السيارات أن الخصومات التى شهدتها أسعار العديد من أنواع السيارات خلال شهر رمضان، لم تنحج فى تحريك مبيعات السوق، فى ظل حالة الركود التى تهيمن عليه للشهر التاسع على التوالى، منذ ترقب العميل تطبيق المرحلة الأخيرة، والنهائية من اتفاقية الشراكة الأوروبية، وما تبعها من إعفاء السيارات الأوروبية المستوردة من الرسوم الجمركية.
كانت «المال» قد نشرت فى وقت سابق تصريحات أدلى بها عدد من موزعى وتجار السيارات، التى أشارت إلى أن هبوط مبيعات السيارات خلال شهر رمضان بنسبة بين 50% إلى 70% فى إشارة قوية إلى عدم نجاح الخصومات التى أعلنها الوكلاء والموزعون خلال هذا الشهر فى كسر حالة الركود التى تعانى منه السوق.
كانت سوق السيارات قد شهدت بداية من رمضان إعلان خصومات على العديد من الموديلات والطرازات بين 4 آلاف، حتى 50 ألف جنيه.
قال ياسر سعيد، مدير المبيعات والتسويق فى زوام جروب، الموزع المعتمد لسيارات فولكس فاجن وسيات، إن مبيعات السيارات الزيرو فى رمضان قد هبطت بنسبة تصل إلى 70% رغم الخصومات التى أعلنها الوكلاء والموزعون على مدار هذا الشهر.
أشار إلى أن رمضان كان يمثل الفرصة الأخيرة لدى التجار والموزعين فى التخلص من مخزون موديلات 2018، إلا أن استمرار حالة الركود يمهد الطريق أمام هبوط جديد فى الأسعار خلال الفترة المقبلة، بوتيرة أعلى ما كانت عليه خلال شهر رمضان.
أكد أن الغالبية العظمى من الوكلاء لديهم مخزون كبير من السيارات بالمخازن، وحتى الآن لم تتمكن من بيعه، لا سيما أن التوقعات كانت تشير إلى نمو أداء مبيعات سوق السيارات عقب تطبيق المرحلة الأخيرة والنهائية من اتفاقية الشراكة الأوروبية.
تابع: «رغم الخصومات التى أعلنها الوكلاء بداية يناير من هذا العام، إلا أن حالة الركود باتت هى المسيطرة على مبيعات السوق، مع حملات المقاطعة التى دشنها نشاط على مواقع التواصل الاجتماعى، التى تنادى بضرورة مقاطعة شراء سيارات جديدة حتى يتم الإعلان عن السعر الرسمى والحقيقى للسيارة».
بنى سعيد توقعاته بهبوط جديد فى الأسعار برغبة شركات السيارات فى التخلص من المخزون، قبل انطلاق الدورة السادسة والعشرين من معرض القاهرة الدولى للسيارات «أوتوماك – فورميلا»، الذى من المتوقع أن تشهد تقديم الشركات، وفتح باب الحجز على موديلات 2020.
تابع: «رغبة الشركات فى تسييل أموالها المجمدة فى صورة سيارات مكدسة بالمخازن، علاوة عن سعيه إلى ضمان استمرار دورة رأس المال دون توقف دفعه إلى الإعلان عن المزيد من الخصومات.
أكد حسين مصطفى، خبير سوق السيارات، أن مبيعات سوق السيارات خلال شهر رمضان جاء ضعيفا على عكس المتوقع، لا سيما أن التوقعات كانت تشير إلى حدوث تحرك نسبى فى المبيعات مع حلول رمضان، وبدء موسم فصل الصيف.
تجدر الإشارة إلى أن الربع الثالث من العام يعد من الأشهر الأكثر رواجًا لمبيعات سيارات الركوب، بالتزامن مع انتهاء فترة امتحانات آخر العام.
أشار إلى أن الخصومات التى شهدتها العديد من الموديلات والطرازات لم تنجح فى تحريك مبيعات السوق، التى شهدت تراجعًا بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بالشهر السابق.
أضاف إلى أنه رغم العروض القوية التى قدمتها الشركات خلال تلك الفترة، إلا نتائجها على سوق السيارات كانت ضعيفة ومحدودة، نظرًا لارتفاع الأسعار، وتدنى مستويات الدخول، وضعف القوة الشرائية.
توقع مصطفى أن تستمر الخصومات على السيارات خلال الفترة المقبلة حتى انتهاء المخزون، كما تكهن أن يشهد شهر يوليو بدء تحرك مبيعات السوق مع بدء موسم الإجازات الصيفية، وانتهاء فترة امتحانات آخر العام.
قال جمال أمين، عضو مجلس إدارة مجموعة الأمل لتجميع وتصنيع السيارات، منتج ومصنع سيارات بى واى دى ولادا وكينج لونج، إن الأوضاع التى يمر بها سوق السيارات خلال العام الحالى، هو إعادة لما كان عليه السوق خلال 2017.
عانت سوق السيارات خلال 2017 من توقف تام فى المبيعات، علاوة عن تخارج العديد من الموديلات، والطرازات من السوق بعد أن أعلن البنك المركزى عن تحرير أسعار الصرف، وما تبعها من ارتفاع أسعار السيارات بنسبة تعدت 100% الأمر الذى أثر بالسلب على معدلات الإقبال على الشراء.
أكد أن الحالة التى تمر بها السوق حاليًا تشير إلى استمرار الركود عمليات البيع حتى نهاية العام الحالى، مستبعدًا أن يشهد الربعين الثالث، والرابع عودة الرواج كما يتوقع البعض.
أشار إلى أن القطاعات الاقتصادية وعلى رأسها العقارات تعانى من ضعف الإقبال على الشراء، مثل سوق السيارات، ما يدل على وجود أزمة سيولة، والتى تقف وراء حالة الركود التى تشهدها السوق.
قال تامر عبد السلام، مديرعام الليثى للاستيراد وتصديرالسيارات، الموزع المعتمد لسيارات رينو وهوندا والعديد من العلامات التجارية، إن الخصومات التى أعلنها الوكلاء خلال شهر رمضان ساهمت فى الحفاظ على معدلات البيع التى يحققها السوق منذ بداية العام، دون هبوط، رافضًا ما يتم تداوله عن تراجع مبيعات السوق خلال هذا الشهر.
أكد أن الشركة تمكنت خلال هذا الشهر بعد سلسة الخصومات الأخيرة من الحفاظ على وتيرة المبيعات المستهدفة شهريًا، دون هبوط فى المستوى.
وتوقع أن تنتهى عروض الأسعار خلال الفترة المقبلة، على أن تقتصر العروض الترويجية على بعض الهدايا العينية، ووثائق تأمين وغيرها.
تجدر الإشارة إلى أن مبيعات سيارات الركوب تراجعت خلال أبريل من العام الحالى بنسبة تصل إلى 24% لتسجل 7.947 سيارة، مقابل 10 آلاف و394 وحدة تم بيعها خلال نفس الشهر من العام الماضى، وفقًا لتقديرات مجلس معلومات سوق السيارات «أميك».
شهدت مبيعات السيارات الملاكى خلال فترة الشهور الأربعة الأولى من العام الحالى فى الفترة من يناير وحتى نهاية إبريل تراجعًا بنسبة تصل إلى 10% بإجمالى 31 ألفًا و349 سيارة، مقارنه بحجم مبيعاتها خلال نفس الفترة من العام الماضى والتى بلغت 34 ألفًا و843 وحدة.
هبطت مبيعات سيارات الركوب المجمعة محليًا خلال الشهور الأربعة الأولى من هذا العام بنسبة 23.8% بإجمالى 12 ألفًا 251 وحدة، مقابل 16 ألفًا و81 سيارة تم تسليمها خلال نفس الفترة من العام الماضى.
أظهر «أميك» نموًا بمبيعات السيارات المستوردة بنسبة ضئيلة قدرت %1.8 بإجمالى 19 ألفًا و98 سيارة، على مدار تلك الفترة، مقابل 18 ألفًا و762 وحدة تم بيعها خلال فترة الشهور الأربعة الأولى من العام الماضى.