خسائر سرقات العملات المشفرة ترتفع إلى 4.4 مليار دولار خلال 9 شهور

قفزت الخسائر الناتجة عن الجرائم الرقمية بـ4.4 مليار دولار في الشهور التسعة الأولى من 2019

خسائر سرقات العملات المشفرة ترتفع إلى 4.4 مليار دولار خلال 9 شهور
محمد عبد السند

محمد عبد السند

3:39 م, السبت, 30 نوفمبر 19

قفزت معدلات السرقة التي تتم عبر العملات المشفرة في عام 2019، مقارنة بالعام الماضي، في ظل تدفق مزيد من الأموال عبر المعاملات الرقمية، وتطلع المجرمين إلى تنفيذ عمليات سرقة أوسع نطاقًا، وفقًا لما ورد في تقرير حديث. وأوضحت نتائج التقرير الصادر عن “سايفر تريس،”، الشركة الأمريكية الرائدة المتخصصة في الأمن الإلكتروني، أن الخسائر الناجمة عن الجرئم الرقمية ارتفعت إلى حوالى 4.4 مليار دولار في الشهور التسعة الأولى من العام الحالي، بزيادة أعلى من 150%، من قيمة الخسائر المحقَّقة في عام 2018 بأكمله.

ونقلت وكالة رويترز، التي اطلعت على نسخة من التقرير، عن ديف جيفانز، الرئيس التنفيذي للشركة، قوله: “الزيادة البالغ نسبتها 150% في السرقة والاحتيال المشفرين تعكس قدرة المجرمين على تحقيق نتائج أفضل وبسرعة في هذا المجال غير الرقمي”.

وأوضح جيفانز: “المجرمون يركضون وراء المال، والمال موجود هناك بكثرة ومهيأ لمن يأخذه، والقليل من الهجمات التي تتم في هذا الخصوص، من السهل في الغالب صدها، لكن الهجمات المستهدفة تكون مربِحة بصورة أكبر بكثير”.

وجذبت العملات المشفرة تدقيقًا تنظيميًّا مكثفًا حول العالم، في الوقت الذي يسعى فيه المطورون والشركاء السوقيون لدفع تلك الفئة من الأصول إلى الاتجاه السائد.

واقعتان هما السبب في زيادة الجرائم المشفرة

وأوضح التقرير أن ثمة عمليتي سرقة كبيرتين هما المحركان الأساسيان للزيادة في معدل السرقة المشفرة، هذا العام، مشيرة إلى أن الأولى تمثلت في عملية احتيال كبّدت مستخدمين وعملاء ما قيمته 2.9 مليار دولار من مخطط “بونزي” المزعوم الذي يشتمل على حافظة “بلاس توكن” المشفرة.

أما واقعة الاحتيال المشفرة الكبرى الأخرى التي شهدها، هذا العام، فتمثلت في تكبد العملاء خسائر قيمتها 195 مليون دولار، من منصة التداول الرقمية الكندية “كوادريجا سي إكس”، وذلك في أعقاب وفاة مؤسسها المشارك ورئيسها التنفيذي جيرالد كوتين.

وفجع مستثمرو العملات المشفرة عبر منصة تداول كندية بعد تجميد مبالغ تخصُّهم تُقدر بنحو 145 مليون دولار من حساباتهم الرقمية السرية، بعد أن أدركوا أن وصولهم إلى تلك الأموال بات مرهونًا بمعرفة “كلمة سر” دُفنت مع الرئيس التنفيذي للمنصة الذي تُوفي وهو في سن الـ30، والذي يعد الشخص الوحيد الذي يملك كلمة المرور.

كان جيرالد كوتن، مؤسس “كوادريجا سي إكس” التي تعد أكبر شركة لتداول العملات الرقمية في كندا على الإنترنت، قد تُوفي فجأة في ديسمبر الماضي عن عمر 30 سنة؛ بسبب مرضه أثناء عمله التطوعي في دار للأيتام بالهند.

وأضاف جيفانز: “حتى بدون وقوع أكبر حادثتي سرقة رقمية هذا العام، فإننا لا تزال نشهد الكثير من الجرائم المشفرة التي تقدر بملايين الدولارات”.

وأكمل: ” ثمة زيادة كبيرة نسبيًّا في النشاط الإجرامي عامًا تلو الآخر، ونحن لا نتوقع أن يتغير هذا بين عشية وضحاها”.

وأردف جيفانز بأن الجرائم التي تقدر قيمتها بأقل من 5 ملايين دولار لا يتم الإبلاغ عنها في الكثير من الأحيان، حيث تركز المعاملات وفِرق الشرطة على مطاردة التهديدات الوجودية الأكبر التي تمثل خطرًا على الشركات”.

وأفادت “سايفر تريس” بأن القطاع شهد عمليات سرقة مشفرة فصلية تصل قيمتها إلى 15.5 مليون دولار في الربع الثالث، وهي الأدنى في عامين.

ولفت الرئيس التنفيذي للشركة إلى أنه وفي الوقت الذي ربما تشهد فيه الصناعة عددًا أقل من الهجمات التي يتم الإبلاغ عنها، لا يزال المجرمون يتربحون أموالًا أكثر.

تحول في أنواع السرقة المشفرة

وسبق أن قالت الشركة إن نمط الجرائم المسجلة بقطاع التشفير قد تحوَّل من أنواع السرقة الصريحة إلى أشكال احتيال أخرى تدل بشكل قاطع على أن المعاملات التي تتم في هذا الإطار أصبحت صعبة على المجرمين.

في هذا الخصوص قال جيفانز: “المهاجمون في الوقت الراهن يتسمون بالصبر، ولديهم رغبة واستعداد لقضاء وقت أطول لنيل مرادهم”.

وواصل: “لم نشهد عمليات سرقة بأكثر من 100 مليون دولار فحسب، لكن المسئولين عن تلك الممارسات يتصرفون بحَيطة وحذر، حيث إنهم لا يصرفون سوى قدر قليل من الأموال كي يصرفوا عنهم الأنظار”.

ووجد التقرير أنه من بين المعاملات العالمية المشفرة الـ120، لم يكن متوافرًا سوى لـ65% منها الشروط الخاصة بمبدأ “اعرف عميلك”.