خسائر حرائق لوس أنجلوس قد تسجل 150 مليار دولار

حذرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من عودة هبوب رياح تصل سرعتها إلى 110 كيلومترات في الساعة مطلع الأسبوع المقبل.

خسائر حرائق لوس أنجلوس قد تسجل 150 مليار دولار
عبد الحميد الطحاوي

عبد الحميد الطحاوي

8:36 م, الأحد, 12 يناير 25

تواصل فرق الإطفاء في لوس أنجلوس جهودها للسيطرة على الحرائق المدمرة التي اجتاحت حي باسيفيك باليسيدز، مهددةً بمزيد من التوسع نحو المجتمعات المكتظة في وادي سان فرناندو. وعلى الرغم من التقدم البطيء، إلا أن النيران التي أحرقت مساحات واسعة وأتت على آلاف المنازل لا تزال تمثل تهديدًا كبيرًا، وفقًا لتقارير محلية.

مواجهة ألسنة اللهب: تقدم بطئ ودمار شامل
عملت الطائرات على إسقاط المياه والمواد المثبطة للنيران على التلال الوعرة للحد من امتداد حريق باسيفيك باليسيدز نحو الشرق. وذكرت شبكة “KTLA” أن فرق الإطفاء تمكنت من إنقاذ بعض المنازل، رغم الخسائر الكبيرة في ممتلكات أخرى.
وأكد تود هوبكنز، مسؤول في إدارة الإطفاء بولاية كاليفورنيا، أن الحريق الذي احترق أكثر من 22,000 فدان، بات تحت السيطرة بنسبة 11% فقط، وأنه يمتد نحو مناطق كانيون ماندفيل وبرينتوود، أحد الأحياء الفاخرة، ويهدد وادي سان فرناندو والطريق السريع “405”.

رغم هدوء رياح سانتا آنا يوم السبت، حذرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من عودة هبوب رياح تصل سرعتها إلى 110 كيلومترات في الساعة مطلع الأسبوع المقبل. وقالت الهيئة إن التحذيرات الحمراء ما زالت سارية حتى الأربعاء في مقاطعتي لوس أنجلوس وفينتورا، مما يجعل الظروف مهيأة لانتشار النيران.

خسائر بشرية واقتصادية كبيرة


أفادت تقارير إعلامية بأن الحرائق المستعرة منذ الثلاثاء أودت بحياة 16 شخصًا على الأقل، مع وجود 13 شخصًا في عداد المفقودين. كما تم تدمير أو إلحاق الضرر بـ 12,000 مبنى، مما حول أحياء بأكملها إلى أطلال، وشملت الخسائر منازل الأثرياء والبسطاء على حد سواء.
وفي بيان، قدرت شركة “أكوويذر” الخاصة الخسائر الاقتصادية للحرائق بما يتراوح بين 135 مليار و150 مليار دولار، مع توقع ارتفاع تكاليف التأمين على المنازل.

تلقى الرئيس جو بايدن تحديثات حول الجهود المبذولة لاحتواء الكارثة، حيث أعلن حالة الكارثة الكبرى، مما أتاح المساعدات الفيدرالية للمناطق المتضررة، بدءًا من إصلاح المنازل إلى تعويض خسائر الغذاء والأدوية.
لكن الرئيس المنتخب دونالد ترامب انتقد إدارة الأزمة قائلاً على منصته الاجتماعية: “الحرائق ما زالت مشتعلة في لوس أنجلوس، والمسؤولون غير أكفاء. آلاف المنازل الجميلة قد دمرت، وهناك المزيد في طريقها للدمار”.

تحديات طويلة الأمد
صرح دون فريغوليا، مسؤول إدارة الحرائق في ألتادينا، بأن السيطرة على حريق “إيتون” ومعالجة آثاره ستكون “مهمة جبارة” قد تستغرق أسابيع. ومع مساحة تدميرية تجاوزت 56 ميلًا مربعًا، تُعد هذه الحرائق واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ لوس أنجلوس.

أعلنت السلطات حالة الطوارئ الصحية بسبب الدخان الكثيف والمواد السامة المتصاعدة من الحريق، بما في ذلك المعادن والبلاستيك. ومع ذلك، سجلت بعض التقدم في استعادة خدمات الكهرباء، حيث انخفض عدد المشتركين المتضررين إلى 50,000 مقارنةً بأكثر من نصف مليون في الأيام الماضية.

في خطاب ألقاه في الفاتيكان، أعرب البابا فرانسيس عن دعمه لسكان لوس أنجلوس قائلاً: “أصلي من أجل جميع المتضررين من الحرائق المدمرة”.