خسائر حادة في الأسواق العالمية بفعل الحرب التجارية وتعريفات ترامب الجمركية

انخفضت أسهم قطاع التكنولوجيا بأكثر من 2%

خسائر حادة في الأسواق العالمية بفعل الحرب التجارية وتعريفات ترامب الجمركية
عبد الحميد الطحاوي

عبد الحميد الطحاوي

1:26 م, الأثنين, 3 فبراير 25

تراجعت الأسهم الأوروبية بشكل حاد يوم الاثنين، لتنضم إلى موجة بيع عالمية أثارتها المخاوف من أن التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على واردات من كندا والمكسيك والصين، قد تكون بداية لحرب تجارية عالمية تهدد بإبطاء النمو الاقتصادي الدولي، وفقا لرويترز.

وانخفض مؤشر STOXX 600 الأوروبي بنسبة 1.3% بحلول الساعة 08:45 بتوقيت غرينتش، متجهاً نحو أكبر انخفاض يومي له هذا العام. كما تراجعت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 في وول ستريت بنسبة 1.4%، فيما هبطت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك ذو الطابع التكنولوجي بنسبة 1.6%. أما العقود الآجلة لمؤشر Russell 2000، الذي يضم الشركات الصغيرة التي يُنظر إليها كأحد المستفيدين الرئيسيين من سياسات ترامب، فقد تراجعت بنسبة 2.3%.

وتعرض قطاع السيارات الأوروبي، الذي يعد من بين الأكثر حساسية لأي رسوم جمركية، لخسائر تجاوزت 3%، بينما انخفضت أسهم قطاع التكنولوجيا بأكثر من 2%. كما سجل اليورو انخفاضًا بنسبة 1.1% مقابل الدولار.

وبموجب ثلاثة أوامر تنفيذية، فرضت الولايات المتحدة تعريفات بنسبة 25% على معظم الواردات المكسيكية والكندية، إضافة إلى رسوم بنسبة 10% على السلع الصينية، والتي ستبدأ سريانها يوم الثلاثاء.

وفي بريطانيا، انخفض مؤشر FTSE 100 بنسبة 1.5%، بينما تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.7%، بعد أن أشار ترامب إلى أن المملكة المتحدة قد تكون قادرة على تجنب هذه التعريفات. لكنه شدد على أن الاتحاد الأوروبي لن يكون بمنأى عنها، قائلاً: “قد يحدث ذلك مع المملكة المتحدة، لكن بالتأكيد سيحدث مع الاتحاد الأوروبي”.

مخاوف التضخم وصعود الدولار

حذر ترامب من أن الأمريكيين قد يشعرون ببعض الألم على المدى القصير بسبب ارتفاع الأسعار الاستهلاكية جراء هذه التعريفات، مشيرًا إلى أن التأثيرات الاقتصادية لهذه الحرب التجارية ستتجاوز حدود أمريكا الشمالية.

وانخفض البيزو المكسيكي بأكثر من 2% ليصل إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات مقابل الدولار، بينما ردت المكسيك وكندا بإعلان تعريفات انتقامية. وأكد رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، أن هذه الرسوم الجمركية سيكون لها “عواقب حقيقية” على الأمريكيين أيضًا.

وجراء هذه التصعيدات، لجأ المستثمرون إلى شراء الدولار الأمريكي، مما أدى إلى تراجع الأسواق العالمية. وأغلق مؤشر Nikkei 225 الياباني منخفضًا بنسبة تقارب 3%، بينما تراجع مؤشر S&P/ASX 200 الأسترالي، الذي يُعتبر مقياسًا لحركة الأسواق الصينية، بنسبة 1.8%.

وفي هونغ كونغ، استقرت الأسهم دون تغيير يُذكر بعد عطلة رأس السنة القمرية، في حين ستستأنف الأسواق الصينية البرية تداولاتها يوم الأربعاء.

الاقتصاد العالمي أمام مخاطر تباطؤ حاد

أثار هذا التصعيد التجاري مخاوف المحللين بشأن التأثيرات المحتملة على الاقتصاد العالمي. وقال بول أشوورث، كبير الاقتصاديين في كابيتال إيكونوميكس، إن هذه الخطوة قد تؤدي إلى اندلاع حرب تجارية واسعة النطاق وارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا.

ووفقًا لنموذج اقتصادي قدمه غريغ داكو، كبير الاقتصاديين في EY، فإن خطة ترامب لفرض التعريفات الجمركية قد تؤدي إلى خفض النمو الاقتصادي الأمريكي بمقدار 1.5 نقطة مئوية هذا العام، ودفع كلٍّ من كندا والمكسيك إلى الركود، والتسبب في مزيج من الركود والتضخم داخل الولايات المتحدة.

وقال أوليفييه داسير، رئيس الأبحاث التطبيقية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة Simcorp للاستشارات الاستثمارية: “لقد اعتقد الجميع أن لدينا رئيسًا مؤيدًا للأعمال التجارية، وكونجرس يدعم الشركات. فما الذي قد يسوء؟ لكن الأمر صادم بعض الشيء أنه يحاول خوض معارك متعددة في وقت واحد”.

الأسواق المالية تحت الضغط

توقعت استراتيجيات بنك باركليز أن تؤدي هذه التعريفات إلى تراجع أرباح شركات S&P 500 بنسبة 2.8%، نتيجة التداعيات المباشرة والمتوقعة من إجراءات الانتقام التجاري.

كما شهدت الأسواق المالية الأمريكية تحركات حادة، حيث ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين بمقدار 3.6 نقطة أساس ليصل إلى 4.28%، وهو أعلى مستوى في عشرة أيام، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه التعريفات إلى تأجيج التضخم وتأخير خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

وتراجعت العملات الرقمية بشكل حاد، حيث انخفضت بيتكوين إلى أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 91,439.89 دولار، في حين تراجعت إيثريوم، ثاني أكبر عملة رقمية من حيث القيمة السوقية، بنسبة تقارب 25% خلال عطلة نهاية الأسبوع وحتى الاثنين.

وفي قطاع الطاقة، ارتفعت أسعار النفط، حيث صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 1.28 دولار ليصل إلى 73.81 دولار للبرميل، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 64 سنتًا إلى 76.31 دولار للبرميل، في ظل محاولات المستثمرين تقييم تأثير هذه التعريفات على إمدادات الطاقة العالمية.