خسائر الأسهم العالمية لم تتوقف بعد تكبدها أكبر نزيف منذ 2008

يهدد شبح تباطؤ النمو القطاعات الدورية

خسائر الأسهم العالمية لم تتوقف بعد تكبدها أكبر نزيف منذ 2008
أيمن عزام

أيمن عزام

11:01 م, الأحد, 15 مايو 22

مع الهروب الجماعي لرأس المال وتخارج نحو 11 تريليون دولار، وتكبد الأسهم العالمية أسوأ سلسلة خسائر منذ الأزمة المالية لعام 2008. فالنبأ المزعج هو أن النزيف ربما لم يتوقف بعد.

دفعت موجات البيع على مكونات مؤشر “مورغان ستانلي لجميع الدول العالمي” إلى خفض تقييمات الشركات بشكل كبير في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا، لكن الاستراتيجيين، بدءاً من مايكل ويلسون في “مورجان ستانلي” إلى روبرت باكلاند” في “سيتي جروب” ، يتوقعون أن تنخفض الأسهم بشكل أكبر وسط مخاوف من ارتفاع التضخم وتشدّد البنوك المركزية وتباطؤ النمو الاقتصادي، خاصة بالولايات المتحدة.

استمرار خسائر الأسهم العالمية

تواصل الأموال التخارج من كل فئة من فئات الأصول، ويتعمق النزوح مع اندفاع المستثمرين للخروج من علامات تجارية، مثل “آبل”، وفقاً لـ “بنك أوف أمريكا”). تُظهر المستويات الفنية المهمة تاريخياً لمؤشر “ستاندرد آند بورز 500” أن المؤشر لديه مجال للانخفاض بـ14% تقريباً قبل أن يصل إلى مستويات دعم رئيسية، في حين أن حصة الشركات التي سجلت حتى الآن أدنى مستوى لها في عام واحد لا تزال أبعد ما تكون عن الرقم المُسجّل خلال مخاوف النمو الاقتصادي التي أصابت الأسهم في عام 2018.

تقليص المراكز

قال أندرياس ليبكو، المحلل الاستراتيجي في “كومدايركت بنك” : “يواصل المستثمرون تقليص مراكزهم، لا سيما في أسهم التكنولوجيا والنمو. لكن لابد أن تتدهور المعنويات أكثر بشكل ملحوظ لتشكيل أرضية محتملة”.

وعلى الجانب الآخر، يقول البعض إن هذا الاضطراب قد أوجد بالفعل جيوباً للقيمة على امتداد قطاعات، بما في ذلك السلع وحتى التكنولوجيا، والتي يتم تقييمها على أساس نمو الأرباح المستقبلية، وبالتالي، يتم تجنبها بشكل عام خلال فترات ارتفاع أسعار الفائدة. وصعد مؤشر “ناسداك 100” يوم الجمعة، لكنه أغلق الأسبوع منخفضاً بأكثر من 2%.

كان بيتر أوبنهايمر، في “جولدمان ساكس جروب” ، من أبرز الاستراتيجيين الذين أشاروا إلى أن الوقت قد حان للاستثمار في هذا الانخفاض، بينما قال توماس هايس، رئيس “غريت هيل كابيتال” ، إن أسهم “المدرسة القديمة للتكنولوجيا”، بما في ذلك “إنتل” و”سيسكو سيستمز”، كانت تُتداول حالياً بمكررات جذابة.

لكن وسط قدر محدود من القيمة، يبدو أن السوق الأوسع ينهار مع تسلل الركود إلى التصريحات بشكل متزايد. وحتى مع تصاعد مخاوف النمو، فإن تركيز الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى على التضخم يعني أن المستثمرين لم يعد بوسعهم الاعتماد على المحفزات النقدية التي ساعدت في الحفاظ على استمرار السوق الصاعدة طويلة الأمد.

وانخفض مؤشر “مورجان ستانلي لجميع الدول العالمي” لستة أسابيع متتالية، وتراجع مؤشر “ستوكس أوروبا 600” بنسبة 6% منذ أواخر مارس، بينما هبط مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بأكثر من الضعف.

فيما يلي عدد من المقاييس الرئيسية التي توضح المخاطر الهبوطية المحتملة على أسواق الأسهم.

مزيد من الانخفاضات يوم الأثنين

لا يزال مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” أعلى من متوسطه المتحرك لمدة 200 أسبوع بـ14%، وهو المستوى الذي مثّل في السابق دعماً خلال جميع موجات الهبوط الرئيسية، باستثناء فقاعة التكنولوجيا والأزمة المالية العالمية.

ويرى المحللون الاستراتيجيون في “كاناكورد جينويتي” إنه قد يكون هناك المزيد من الانخفاضات يوم الإثنين نتيجة طلبات تغطية الهامش الإجبارية بعد أسبوع آخر طغى خلاله اللون الأحمر على المؤشر الأمريكي.

مستويات التوتر

على الرغم من جميع الانخفاضات الأخيرة، مع تراجع مؤشر “إس آند بي” بأكثر من 13% من أعلى مستوى له في 29 مارس، إلا أن مؤشرات الإجهاد لم تكن أيضاً عند المستويات التي سُجّلت خلال فترات الركود المماثلة. وسجل أقل من 30% من الأسهم المدرجة ضمن المؤشر أدنى مستوى لها في عام واحد، مقارنة بنحو 50% التي سُجّلت خلال الفترات التي سادتها مخاوف النمو في عام 2018، ونسبة 82% المسجّلة خلال الأزمة المالية العالمية في عام 2008.

بالإضافة إلى ذلك، يظهر مؤشر القوة النسبية لمدة 14 يوماً أن مؤشر “إس آند بي 500” لم يصل إلى القاع بعد. وبينما دخل مؤشر “ستوكس أوروبا 600” في منطقة ذروة البيع الأسبوع الماضي، إلا أن المؤشر الأمريكي لم يصل بعد إلى هذا المستوى، والذي يعد بشكل عام مقدمة للارتداد.

موقف دفاعي

تشهد الأسهم الدفاعية طلباً في الوقت الذي يهدد فيه شبح تباطؤ النمو القطاعات الدورية الحساسة للتطورات الاقتصادية. واستقرت الأسهم الدفاعية في مؤشر”ستوكس 600″ في عام 2022 مقارنة بانخفاض قدره 15% للأسهم الدورية، إذ يتوقع الاستراتيجيون في “باركليز” و”مورغان ستانلي” استمرار هذا الاتجاه. وترى كلوديا بانسيري، من “يو بي إس ويلث مانجمنت”، تسعيراً لـ “الركود المعتدل” في أداء الأسهم الدورية مقابل الدفاعية.

تشير المقارنة مع الفترات السابقة للقوة الدفاعية أيضاً إلى احتمالية حدوث المزيد في المستقبل. ما تزال المكاسب النسبية هذا العام تتبع الأداء الذي شهدته في عام 2016، والناجمة عن التباطؤ في الصين ومخاوف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفي الأيام الأولى لتفشي الوباء في عام 2020.

تقييمات متدنية

على الرغم من انخفاض تقييمات أسهم التكنولوجيا بشكل حادّ، حيث يتم تداول مؤشر “ناسداك 100” الذي تهيمن عليه أسهم التكنولوجيا حالياً بحوالي 20 ضعفاً للأرباح الآجلة، وهو أدنى مستوى منذ أبريل 2020، إذ يتوقع بعض الاستراتيجيين أن تظل تحت ضغط التشديد النقدي القوي الذي تنتهجه البنوك المركزية.

عانت أسهم التكنولوجيا للتو من أكبر تدفقات أسبوعية لها هذا العام، وفقاً لـ “بنك أوف أمريكا”. وحتى بعد الانخفاض المدمر للأسعار، تقول فاليري غاستالدي، المحللة الفنية في “داي باي داي” ، إن القطاع مهدد بخطر فقدان 10% أخرى قبل الاستقرار.

قال دان بوردمان – ويستون، الرئيس التنفيذي لشركة “بي آر آي ويلث مانجمنت”): “لا أعتقد أننا شهدنا استسلاماً حتى الآن. كان هذا الأسبوع قاسياً للغاية، حيث تحطمت معنويات المستثمرين، خاصة في مجال التكنولوجيا. سنشهد أسابيع وشهوراً قليلة صعبة”.