توقع جون سعد خبير الاستثمار أن تسود حالة من عدم الاستقرار فى مصانع إنتاج ، تزامنًا مع زيادة أسعار المواد الخام على خلفية التوترات الناتجة عن أزمة الحرب الروسية – الأوكرانية؛ ما أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج لمستويات غير مسبوقة لدى الشركات العالمية.
وتابع جون سعد: مصر تستورد 90% من المواد الخام المستخدمة فى صناعة الدواء، ومع إن مصر لا تستورد من روسيا أو أوكرانيا أية مواد خام تدخل في صناعة الدواء، وبالتالي لن يكون للصراع العسكري تأثير مباشر على سعر الدواء.
وهو ما يعني أن الأحداث الجارية عالميا لا تؤثر على القطاع في مصر ولكن سيكون تأثير الحرب طفيفاً، حيث إن 90% من المواد الخامة الدوائية يتم استيرادها من الخارج، و85% منها تأتي من دولتي الصين والهند.
وفي حال تأثر أي من الدولتين اقتصاديا بارتفاع الوقود أو الصراع العسكري، سيترتب عليه زيادة أكيدة في ارتفاع أسعار الدواء وعالميا ومحليا، وفقاً لجون سعد .
ونظرا لأن مصر تنتج 92% من احتياجاتها الدوائية إلا انه مع ارتفاع أسعار الوقود، قد يترتب عليه زيادة أسعار الشحن والمواد الخام، وسيكون تأثيرها طفيفا على التكلفة النهائية لتصنيع الدواء، وأن الـ 8% الأدوية المستوردة من الخارج ستتأثر بشكل كبير بارتفاع أسعار النقل.
وشهدت الفترة الأخيرة تغييرات كبيرة فى أسعار الأدوية فقد شهد سوق الدواء أول زيادة فى شهر مايو 2016 وشملت هذه الزيادة كل الأدوية تحت 30 جنية فقد ارتفعت الادوية تحت 10 جنيهات بمقدار 2 جنيه اما الادويه من 10 الى 30 جنيها فقد زادت بنسبة 20 % بحد اقصى 6 جنيهات.وشهدت هذه الفترة تذمر كبير وعدم رضا من المواطنين
ارتفاعات سابقة فى الادوية
ثم جاءت الجديده فى 1-2017 بعد تعويم الجنية وارتفاع اسعار المواد الخام وتوقفت كثير من الشركات عن العمل ولكن الزيادة هده المرة لم تشمل كل الادويه لكن نسبة 20 % من الادويه لكنها شملت الادوية الهامه فى مصر حيث بلغت نسبة الزيادة للادوية تحت 50 جنيه 50 % اما الادوية فوق ال 50 جنيها فقد بلغت نسبة الزيادة فيها 40.
حيث شكلت زيادة اسعار الادوية فى الفترة الاخيرة مشكلة كبيره للاسرة المصريه وزادت من الاعباء الملقاة على كاهل الاسرة المصرية.
وعلى صعيد آخر، سجلت البيانات ارتفاعا بنسبة 4.8% بالرقم القياسي للصناعات التحويلية والاستخراجية خلال الفترة السابقة، وذلك وفقاً لما أصدره الجـهاز المركـزي للتعبئة العامـة والإحصــــاء، عن البيـانات الأولية للرقـم القياسي لإنتاج الصناعات التحويلية والاستخراجية
أيضاً بلـغ الرقـم القيـاسـي لصناعة المستحضرات الصيدلانية والكيميائية والدوائية 140.19، حيث بلغ 128.67 بارتفاع قدره 8.95٪، وذلك لزيادة الطلب على الأدوية في ظل أزمة كورونا وما بعدها، وبلـغ الرقـم القيـاسـي لصناعة المواد والمنتجات الكيماوية 121.84، حيث بلغ 113.86 بارتفاع قدره 7.01%.
وفي وقت سابق، أوضح، نقيب صيادلة القاهرة، أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا لم تؤثر على أسعار الدواء في مصر حاليا، لكن مع استمرار هذا الصراع العسكري سيكون هناك تأثير مباشر على أسعار الدواء والسلع بشكل عام.
وقال جون سعد : النسبة الأكبر من مصنعى الأدوية يواجهون ضغوطا كبيرة فى أعمال التصنيع، فى ظل استمرار ارتفاع أسعار المواد الخام ومكونات الإنتاج الموردة من الشركات العاملة فى مجال الصناعات المغذية، وأن الشركات العالمية تعانى حاليًا عدم إمكانية تسعير منتجاتهم المتعاقد على تصديرها للأسواق الخارجية، نظرًا للارتفاعات المتتالية فى تكاليف الإنتاج لديهم.
توجه محتمل لرفع الأسعار
أن الاتجاه العام لدى الشركات العالمية هو رفع أسعار منتجاتها بهدف تعويض الخسائر المالية التى تكبدها من زيادة تكاليف الإنتاج والتضخم العالمى.
والعاملون فى مجال استيراد المواد الخام سيتأثرون بالسلب أيضًا من القرارات التى أصدرتها الدولة بشأن ضوابط الاستيراد الجديدة التى تلزم جميع الجهات المستوردة بفتح اعتمادات مستندية فى البنوك والقيام بتغطية سداد المستحقات المالية للشحنات المستوردة بنسبة %100 أثناء التعاقد مع الشركات العالمية، وأن الشركات المحلية ستعانى نقص السيولة المالية لديهم، فضلًا عن تأخير الدورات الاستيرادية لفترات أطول.
حرص حكومى على الرقابة
وفى إطار حرص الدولة على احكام السيطرة الرقابية على السوق المحلية لصناعة فقد صدر قرار رئيس مجلس الوزاراء رقم 302 لسنة 2022، والمتضمن تشكيل لجنة عليا لمنح الاعلان عن اى منتج صحى لو خدمة صحية برئاسة وزير الصحة والسكان وتقوم بالفحص ومراجعة المحتوى للتحقق من مطابقة المنتج الصحى لشروط واجراءات الترخيص والتدوال وفقاً لكافة القوانين الطبية المطبقة فى مصر
وأيضا فحص البلاغات والشكاوى عن المخالفات من المنتجات او الخدمات الصحية التى ترد به والقيام باعداد سجلاً لقيد الافراد أو الشركات التى اعتادت على المخالفات وتقوم بناءً عليه باصدار نشرات توعية يتم تعميمها على الكافة.