أكد الدكتور مختار غباشي الأمين العام لمركز الفارابي للدراسات في مصر، أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تملك الإرادة السياسية القوية لتقييد حيازة السلاح ، ما تسبب في انتشار حوادث العنف والقتل الجماعي في البلاد.
وقال غباشي، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن “تكرار حوادث العنف في الولايات المتحدة الأمريكية يرجع إلى السماح بحمل السلاح بحرية كبيرة، ودون قيود، وهذا تسبب في ارتكاب حوادث القتل باعتبار أن السلاح أقرب وسيلة لتحقيق الغرض، فضلا عن العلاقة بين البيض والسود في المجتمع الأمريكي، والإحساس بالعنصرية”.
تقييد حيازة السلاح
وأضاف غباشى وهو يتولى أيضا منصب نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، أن “الإحصائيات تتحدث عن وجود حوالي 390 مليون قطعة سلاح في حوزة المدنيين بالولايات المتحدة الأمريكية، وكل 100 أمريكي يمتلكون 120 قطعة سلاح”.
وتابع أن “السلاح داخل المجتمع الأمريكي متطور ليشمل كل أنواع السلاح، وليس مرتبطا بالبنادق فقط، وحرية حمل السلاح ساهمت بشدة في حوادث العنف التي طالت الكثير من المدارس والأماكن العامة”.
وأردف غباشي، أن “التقارير التي نشرتها الكثير من وسائل الإعلام الأمريكية تشير إلى أن حوادث السلاح داخل أمريكا أكثر 11 ضعفا من أي دولة أخرى على مستوى العالم، وهذا يعكس خطورة حمل السلاح في المجتمع الأمريكي”.
واعتبر أن انتشار حوادث القتل “انتهاك صارخ لحقوق الإنسان في الولايات المتحدة الأمريكية، حتى أن الكثير من المظاهرات التي حدثت في أمريكا رفعت شعارات تدعو إلى عدم التعرض للرصاص”.
وتابع أن “هذه الحوادث تنتهك المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، وحق الإنسان في الحياة، والمجتمع الأمريكي منقسم، حيث يرى قطاع من المواطنين الأمريكيين أنه لابد من تقييد حمل السلاح خلال هذه المرحلة، بينما يدعو قطاع آخر، يضم المستفيدين من صناعة السلاح، إلى الاستمرار على هذا الحال”.
تأجيج الصراعات
وواصل الخبير المصري، أن “المؤسسات داخل الولايات المتحدة الأمريكية يحكمها رجال الأعمال ومصانع الأسلحة، وحتى تأثير أمريكا في الخارج وتدخلها في الكثير من مناطق النزاع في العالم وقيامها بتأجيج بعض الصراعات يكون بغرض تشغيل مصانع السلاح، لأن لوبي صناعة السلاح داخل أمريكا يشكل قوة كبيرة جدا لا يستهان بها بل أنه مؤثر في آليات وصول الرئيس الأمريكي إلى البيت الأبيض”.
ورأى أن عدد حوادث القتل الجماعي في الولايات المتحدة الأمريكية “مخيف وصعب جدا أن يحدث في أي دولة أخرى على مستوى العالم”.
وانتقد غباشي، “حالة الجدل” داخل الكونجرس الأمريكي التى تسببت في عدم تقييد حيازة السلاح، مشيرا إلى أن اللوبي المدعوم من صناع السلاح كان وراء هذا الجدل، خاصة أن أكبر لوبي داخل أمريكا هو لوبي صناع السلاح الذي يعد المؤثر الأكبر على حركة أمريكا في تعاملها مع الكثير من الملفات على النطاق الدولي.
وتوقع الخبير المصري استمرار حوادث القتل والعنف داخل المجتمع الأمريكي في ظل انتشار السلاح، حيث أن كل الولايات تقريبا تسمح بحمل السلاح دون أية قيود.
ومن بين أسباب وقوع هذه الحوادث أيضا “انتشار العنصرية داخل أمريكا”، وفقا لغباشي.
أفضلية للبيض
وأشار الخبير المصري إلى أن الجمهوريين بصفة خاصة يرون أنه لابد أن يكون هناك شكلا من أشكال الأفضلية للبيض، وأن تفرض قيود على السود.
ورأى أن “هذه العنصرية تعكس خللا كبيرا داخل المجتمع الأمريكي، وأتصور أن الأمر لن ينتهي بسهولة رغم أن السياسة الأمريكية تحاول أن تعزز وجود السود في الكثير من الوظائف المهمة داخل أمريكا، وفى عهد بايدن نائبة الرئيس (كامالا هاريس) ووزير الدفاع (لويد أوستن) من السود، لكن العنصرية مازالت موجودة”.
وختم بقوله أن “الإدارة الأمريكية لا تملك الإرادة السياسية القوية لتقييد حيازة السلاح، وحتى لو حدث وتم فرض قيود فلن تنتهي الحوادث بسهولة لأن كل المواطنين الأمريكيين في الوقت الحالي يحملون السلاح”.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.