قال محمد الغطريفي، وسيط التأمين، إن تصاعد التوترات التجارية العالمية، لاسيما الحرب الجمركية بين الولايات المتحدة ودول عديدة، يفتح الباب أمام الدول العربية والشرق أوسطية لإعادة النظر في خريطة تعاملاتها مع شركات إعادة التأمين، خصوصًا في ظل هيمنة الشركات الغربية على السوق.
وأوضح “الغطريفي” أن شركات إعادة التأمين الصينية، مثل “China Re” و”PICC Re”، أصبحت اليوم تمتلك حضورًا عالميًا قويًا، وتقدم عروضًا بأسعار تنافسية وشروط أكثر مرونة مقارنة مع نظيراتها في أوروبا وأمريكا، وهو ما يمنح الدول العربية فرصة حقيقية لتنويع مصادر التغطية التأمينية.
وأضاف أن التعامل مع الصين لا يقتصر فقط على الجانب الاقتصادي، بل يمتد إلى أبعاد جيوسياسية أوسع، خاصة في ظل استثماراتها الكبرى في المنطقة من خلال مبادرة الحزام والطريق، مما يجعلها شريكًا مرنًا ومستعدًا لتقديم تسهيلات حقيقية.
وشدد “الغطريفي” على أن الابتعاد عن التبعية المطلقة للأسواق الغربية أصبح ضرورة، لا سيما مع تصاعد النزعة الحمائية الأمريكية، مشيرًا إلى أن التحول نحو بدائل مثل الصين يمكن أن يسهم في تقليل التكاليف، وتحقيق تنوع فعّال في إدارة المخاطر.
ورغم المزايا التي أشار إليها، نبه “الغطريفي” إلى ضرورة التعامل بحذر، موضحًا أنه لا تزال هناك تحديات تتعلق بمستوى الشفافية والمعايير التنظيمية في السوق الصينية، فضلًا عن حداثة خبرتها في التعامل مع بعض أنواع المخاطر المعقدة مثل الكوارث الكبرى أو النزاعات السياسية.
وفي ختام تصريحاته، قال “الغطريفي” إن التعامل مع شركات إعادة التأمين الصينية يمثل خيارًا إستراتيجيًا واعدًا، لكنه يتطلب تقييمًا دقيقًا للجوانب الفنية والتنظيمية والجيوسياسية لضمان شراكة مستدامة وآمنة.