يعد اللجوء للتكنولوجيا خطوة هامة جدًا في ظل مواكبة شركات التأمين المصرية للعصرنة التي لا بد منها في مؤسسات النشاط، فاستخدام الذكاء الاصطناعي والأساليب الكمية في سوق التأمين قد يعطي نتائج من غير المرجح أن تكشفها الأساليب الإكتوارية التقليدية.
ويقول محمود دهشان؛ خبير إدارة المشروعات المعتمد من معهد إدارة المشروعات الأمريكي ورئيس قطاع تكنولوجيا المعلومات بشركة “GIG” لتأمينات الحياة التكافلي، أنه استنادًا إلى نظام المعالجة الخاص بالذكاء الاصطناعي، يستطيع فهم ومعالجة اللغة البشرية، حيث يمكن بواسطة برامج المحادثات المختلفة المشاركة في تفاعل بشري، إذ تستطيع الإجابة على الأسئلة الخاصة بالعملاء، والحصول منهم على البيانات اللازمة لإجراء المطالبة، والبدء في اتخاذ الإجراءات الأولية.
لا وجود للاحتيال مع الذكاء الاصطناعي
كما أوضح أن الكشف عن عمليات الاحتيال والغش في التأمين يكون من خلال معالجة كميات هائلة من البيانات عن العملاء وسلوكياتهم، فأنظمة الذكاء الاصطناعي مناسبة تمامًا للتغلب على أحد أكبر العوامل التي تدفع إلى زيادة التكاليف في المطالبات، وهي الاحتيال.
وأشار الخبير إلى أنه مع التطور الدائم ظهرت احتياجات العملاء لحلول تأمينية جديدة تناسبهم بشكل أكبر، حيث إن الوثائق الموحدة والنمطية غدت لا تغطى مختلف الاحتياجات والمطالب، ولذلك فقد أنشأت النماذج المعتمدة على طرق الاستخدام حتى تنساب مختلف التطلعات.
وأكد على ضرورة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في قطاع التأمين المصري، تأسيًا برواد الصناعة العالميين، إذ أصبح لبعض المؤسسات العاملة بالنشاط منصات تتيح للشركات الاكتتاب في تأمينات الحياة بناء على البيانات الخاصة بنمط عيش العملاء، التي تحصل عليها شركات التأمين من الأجهزة القابلة للارتداء، إذ إن بعض تلك الأدوات التقنية الحاسوبية يمكن ارتداؤها كملابس أو كماليات، مثل الساعات والنظارات والملابس، حيث تقدّم معلومات فورية تتناسب وسياقات محدّدة، من خلال تسجيل البيانات وتحليلها وتوصيلها، كما تعمل على مراقبة صحة الأفراد وتحليلها وفق مؤشرات عدة، مثل معدل نبضات القلب وضغط الدم وغيرها.
الذكاء الاصطناعي يحسن تجارب القطاع
واستطرد دهشان أن التكنولوجيا تستطيع بتقنياتها المتطورة ربط المعاملات بين شركات التأمين والوسطاء والعملاء، حتى يتسنى لكل طرف منهم تبادل البيانات بطريقة أكثر فعالية.
فقد اشتملت صناعة التأمين منذ بدايتها على الوسطاء ومقدمي الخدمات والإعادة، وفي بعض الأحيان زادت القدرة الاستيعابية للشركات بسبب حصتها في السوق، وذلك لتكوينها منصات إلكترونية وفقًا لذلك، أعدت مشروعات مشتركة وشراكات بطرق جيدة زادت من تنميتها.